في انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة، حقق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مفاجأة غير متوقعة، بالفوز على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، بعد أن حصل على دعم ولايات "حزام الصدأ". إلا أنه من المحتمل أن تسحب هذه الولايات التي تشمل ويسكونسن، وميشيجان وبنسلفانيا، تأييدها الذي قدمته لترامب في انتخابات التجديد النصفي، وتقدم الفوز إلى الديمقراطيين. وأشارت شبكة "بلومبرج" إلى أن هذه الولايات التي فاز بها ترامب في عام 2016 بفارق 80 ألف صوت فقط عن كلينتون، قد لا تدعم ترامب هذا العام، وذلك في الوقت الذي يتقدم فيه المرشحون الديمقراطيون على نظرائهم الجمهوريين في استطلاعات الرأي في هذه الولايات، وسط سخط الناخبين من الحروب التجارية للرئيس وأسلوبه في الحكم. ويوضح هذا التغيير التحديات السياسية التي يواجهها الجمهوريون هذا العام، حتى مع ازدهار الاقتصاد، حيث انخفضت فرص الحزب في السيطرة على مجلس النواب الأمريكي في الأسابيع الأخيرة. وبالإضافة إلى ذلك تهدد المشاكل التي تورطت فيها إدارة ترامب، فرص الحزب في الاحتفاظ بالأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي، الذي كان يعتقد منذ فترة طويلة أنه من الصعب استيلاء الديمقراطيين عليه هذا العام. ففي عام 2016، حقق الجمهوريون تقدمًا كبيرًا في مناطق "حزام الصدأ" وأعالي الغرب الأوسط، حيث حصد ترامب أصوات أكثر مما حققه ميت رومني المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة 2012. بالإضافة إلى ذلك فاز ترامب بولايات أيوا وويسكونسن وميشيجان وبنسلفانيا، والتي دعمت الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في انتخابات الرئاسة عام 2012. اقرأ المزيد: قبل انتخابات الكونجرس.. ترامب أمام أزمة جديدة بسبب الحرب التجارية مخاطر مرتفعة وأشارت الشبكة إلى أن المخاطر في تلك الولايات لا تزال مرتفعة، حيث تستضيف انتخابات على خمسة مقاعد في مجلس الشيوخ، بالإضافة إلى خمسة مقاعد في مجلس النواب، وصفها تقرير "كوك" السياسي بأنها متساوية الحظوظ. ويجب على الديمقراطيين الفوز بنحو 23 مقعدًا حتى يسيطروا على مجلس النواب، فيما يحتاجون إلى مقعدين اثنين فقط للفوز بأغلبية مجلس الشيوخ. ويتجلى الوضع السياسي الحرج الذي يواجهه الجمهوريون في ولاية ويسكونسن، حيث تغلب ترامب على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بفارق 22 ألفا و748 صوتا. وعلى الرغم من تحسن الأوضاع بشكل عام في هذه الولاية، حيث بلغ معدل البطالة في شهر يوليو 2.9%، بعد أن كان 3.5% في الشهر الذي تولى فيه ترامب منصبه، يعاني المرشحون الجمهوريون في الحصول على أصوات الناخبين بها. فعلى سبيل المثال يكافح الحاكم الجمهوري للولاية سكوت ووكر، للحفاظ على منصبه، حيث كشف استطلاع أجرته كلية الحقوق بجامعة "ماركيت"، حصول المرشح الديمقراطي توني إيفرز على دعم 49% من الناخبين، مقارنة بحصول ووكر على 44%. وفي الولاية نفسها، تصدرت السيناتور الديمقراطية تامي بالدوين استطلاعات الرأي، حيث حصلت على 53%، مقارنة ب42% حصدها منافسها الجمهوري ليبه فوكمير، على الرغم من الدعاية السلبية بملايين الدولارات التي تواجهها من الجماعات المحافظة. وانخفضت نسبة تأييد ترامب نفسه في ويسكونسن إلى 42%، بعد أن كانت 45% في استطلاع أجرته جامعة "ماركيت" في أغسطس الماضي. اقرأ المزيد: الجمهوريون يحذرون من انهيار شعبية الحزب بسبب سياسات ترامب وأشارت "بلومبرج" إلى أن العديد من الناخبين في ولاية ويسكونسن، والتي تقول غرفة التجارة الأمريكية إنها من بين الولايات الأكثر تأثرًا بالحرب التجارية، يرفضون الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الصين والدول الأخرى. وبالإضافة لذلك يعتقد 58% من سكان الولاية أن اتفاقيات التجارة الحرة كانت أمرًا جيدًا بالنسبة للاقتصاد الأمريكي، بينما يعتقد 25% فقط، أن هذه الاتفاقيات كانت سيئة. كما أن نسبة تأييد ترامب في الولايات الأخرى في المنطقة منخفضة بنفس القدر، فوفقاً لاستطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة "مورنينج كونسلت" في أغسطس الماضي، وصلت نسبة تأييد الرئيس الأمريكي في ولاية ميشيجان 42%، و45% في ولاية بنسلفانيا، و44% في ولاية أيوا، و40% في ولاية مينيسوتا. وترى الشبكة أن فرص الجمهوريين في الولايات الأخرى التي فاز بها ترامب في منطقة "حزام الصدأ"، لا تبدو أفضل بكثير. تقدم ديمقراطي في ولايتي ميشيجان وبنسلفانيا، يتصدر كل من السيناتور الديمقراطي ديبي ستابينو وروبرت كيسي المؤشرات الانتخابية بفارق كبير عن منافسيهما الجمهوريين. وفي انتخابات مجلس النواب في ولاية بنسلفانيا، من المحتمل أن تكون هذه الانتخابات واحدة من أفضل الفرص للديمقراطيين، حيث تضم الولاية مكونين يمكن أن يدعما الحزب هذا العام، وهي المناطق التي لم تحسم تصويتها في ضواحي الولاية، وزيادة عدد المرشحات النساء في السنة التي تظهر فيها المرأة مستويات غير مسبوقة من المشاركة السياسية. وقال جون برابندر، وهو محلل استراتيجي جمهوري، عمل كمستشار لعضو مجلس الشيوخ السابق في ولاية بنسلفانيا ريك سانتوروم، إنه لا ينبغي أن يفاجأ الناس من هزيمة المرشحين الجمهوريين في ولايات "حزام الصدأ". وأضاف برابندر، أن ترامب فاز بهذه الولايات في انتخابات الرئاسة بفارق ضئيل للغاية، وخاصة أن تلك الولايات كان يسيطر عليها الديمقراطيون خلال التاريخ الحديث، وبالإضافة إلى ذلك كان ترامب يتنافس ضد كلينتون التي لم تكن لها شعبية كبيرة. اقرأ المزيد: روسيا متهمة.. «فيسبوك» تحظر صفحات لتوجيه انتخابات الكونجرس الأمريكي وأكمل "لسوء حظ الجمهوريين أنهم لا يتنافسون ضد مرشحين مثل كلينتون هذا العام"، مشيرًا إلى أن "كون المرء مؤيدًا لترامب قد لا يعني بالضرورة أنه مؤيد للحزب الجمهوري".