في الوقت الذي يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحلفاؤه تجريد ملايين الفلسطينيين من وضع "لاجئ" بالمنطقة، وسحب قضيتهم من مائدة المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، تارة بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، وتارة أخرى بالقضاء على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، لم يكن أمام القيادة الفلسطينية إلا الجوء إلى المجتمع الدولي أملا في وقف قرارات واشنطن التعسفية ومقاضاتهم بما يتفق مع المعايير الدولية. المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، أكد أن القيادة الفلسطينية تدرس التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، لمواجهة القرار الأمريكي بخصوص وكالة الأونروا، وذلك لاتخاذ القرارات الضرورية لمنع تفجر الأمور. وأضاف أبو ردينة أن "الأونروا" تأسست بقرار صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، والذي ينص على استمرار دورها حتى ايجاد حل لقضية اللاجئين، كما أن خطاب الرئيس أمام الجمعية العامة هذا الشهر سيتعرض لموضوع اللاجئين لأهميته تمامًا ك"قضية القدس"، بحسب "وفا". اللافت هنا، أن الإدارة الأمريكية لم تع أن قرار إلغاء الدعم إلى الأونروا لا يخدم السلام، بل يعزز الإرهاب في المنطقة، وهو بمثابة اعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني. اقرأ أيضًا: ماذا يترتب على إلغاء التمويل الأمريكي ل«الأونروا»؟ "أبو ردينة" أوضح أيضًا أن القرار الأمريكي، هو جزء من مسلسل القرارات والتوجهات الأمريكية المعادية للشعب الفلسطيني والمتمثلة بموقفها المرفوض من القدس، مرورًا بمحاولاتها فصل غزة عن الضفة الغربية، وانتهاء بقرارها قطع كل المساعدات عن "الأونروا". الحقيقة أن القرار هو مخالف لكل قرارات الشرعية الدولية، ويتطلب من الأممالمتحدة موقفًا حازمًا لمواجهة القرار إدارة ترامب، واتخاذ القرارات المناسبة لذلك. ورغم الضربات المتتالية التي يتلقاها الشعب الفلسطيني من قبل إدارة ترامب، وحجم المؤامرات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، إلا أن ذلك لا يزيد الشعب العربي إلا تمسكًا وإصرارًا على مواصلة النضال والصمود لإفشال كل هذه المؤامرات، ونيل الحقوق الشرعية بإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية بمقدساتها وحل قضية اللاجئين حلًا عادًلا ومتفقًا عليه وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. في المقابل، طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات العالم برفض القرار وتوفير الدعم للوكالة، مشدداً على أنه "لا يحق للولايات المتحدة تأييد سرقة الأراضي الفلسطينية والتصرف وفقاً لأهواء إسرائيل"، وفقا للوكالة الفلسطينية. اقرأ أيضًا: صفقة القرن│أمريكا تتأهب للإعلان عنها.. ومخاوف فلسطينية من المجهول وأضاف عريقات أن "الأونروا" نشأت بقرار من الأممالمتحدة، وبالتالي فإن على المجتمع الدولي بأكمله رفض القرار وإدانته، بحسب وكالة "سما". وفي هذا الإطار، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن أسفه لقرار واشنطن بوقف مساعداتها لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا". وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: إن "الأونروا تحظى بثقة الأمين العام الكاملة"، مشيرا إلى أنها تقدم خدمات أساسية للاجئين الفلسطينيين وتسهم في إحلال الاستقرار في المنطقة، بحسب وكالة فرانس برس. ودعا "دوجاريك" الدول الأخرى إلى المساعدة في سد العجز المالي الذي تواجهه "الأونروا" حتى تتمكن من الاستمرار في تقديم مساعدتها الحيوية للفلسطينيين، منوها بالجهود التي بذلتها المنظمة للتكيف بعد خفض التمويل الأمريكي مطلع العام. اقرأ أيضًا: إسرائيل تحرض على «الأممالمتحدة»: 6 وكالات تابعة لها تدعم الإرهاب مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أكدت أن محاولة تقليص أو حل "أونروا" من قبل إدارة ترامب يشير إلى إعادة واشنطن تغيير شروط قضية اللاجئين لصالح إسرائيل، مثلما فعلت مع قضية رئيسية أخرى عندما اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل. ونسبت "المجلة" لمسؤولين فلسطينيين قولهم: إن "جاريد كوشنر صهر ترامب، ضغط على القيادة الأردنية خلال زيارة له لعمان في يونيو الماضي، لتجريد أكثر من مليوني فلسطيني مسجلين بالأردن كلاجئين من وضع لاجئين حتى لا يكون هناك سبب ل"أونروا" لتعمل بالمملكة، إلا أن الأردن لم يرحب بالفكرة. كانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت أعلنت في وقت سابق، أن إدارة الرئيس ترامب قررت أن الولاياتالمتحدة لن تقدم بعد اليوم مساهمات إضافية إلى الأونروا. وتعتبر الولاياتالمتحدةالأمريكية من أكبر الداعمين للوكالة الإنسانية بمساعدة تصل إلى أكثر من 300 مليون دولار سنويًا ما يشير إلى حجم تأثير القرار على "الأونروا" التي تصل ميزانيتها السنوية إلى نحو مليار دولار.