رغم مرور أيام على رسالة الإمارات التي وجهتها للبنان والتي طالبتها خلالها بألا تكون محطة لوجستية أو سياسية للحوثيين، جاء الرد اللبناني على تلك الرسالة باستنكار كتلة "المستقبل" برئاسة رئيس الوزراء سعد الحريري، لاستقبال "حزب الله" لوفد من "جماعة الحوثي" في العاصمة بيروت مؤخرا، واعتبرت هذا التصرف بعيدا عن مبدأ النأى بالنفس. فقد أثار إعلان "حزب الله" استقبال أمينه العام وفداً من قيادات "أنصار الله" (الحوثيين)، برئاسة الناطق الرسمي محمد عبد السلام، جدلاً لبنانياً وإماراتيًا ويمنيًا واسعًا. أبرز ردود الأفعال جاء على لسان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، الذي وجّه رسالة إلى لبنان، تساءل خلالها "كيف تتسق سياسة النأي بالنفس والتي يحتاجها لبنان لتوازنه السياسي والاقتصادي وموقعه العربي والدولي مع استقبال حسن نصر الله لوفد من المتمردين الحوثيين؟ سؤال نتمنى من لبنان أن يتعامل معه". وأكد أن أزمة اليمن وحربها من الأولويات التي ترتبط جوهريا بمستقبل أمن الخليج العربي واستقراره، مضيفا أنها "ليست بالموضوع الثانوي لنا، وفي هذا السياق لا يمكن للبنان أن يكون محطة لوجستية أو سياسية للحوثي، وتجاهل التعامل مع الموضوع سيفاقم تداعياته". كما اعتبرت السفارة اليمنية في أمريكا أن زيارة وفد من جماعة الحوثي ولقاءهم بالأمين العام لميليشيات "حزب الله اللبناني"، حسن نصرالله، دليل جديد على دور "حزب الله" المزعزع للاستقرار في اليمن، بحسب صحيفة "المستقبل". اقرأ أيضا : ما حقيقة الأزمة الدبلوماسية بين الكويتولبنان؟ خروج على التوافق كتلة "المستقبل" أكدت أن استقبال قيادات من الحركة الحوثية اليمنية في العاصمة بيروت من قبل بعض الأطراف السياسية، والتمادي في سياسات التهجم على الدول الشقيقة يمثل خروجا على التوافق الوطني، وتهديدا للمصالح المباشرة للبنان واللبنانيين. وأعربت "المستقبل" عن أسفها لإصرار بعض القوى السياسية، على خرق قواعد النأي بالنفس عن الخلافات والصراعات العربية، منوهة إلى أن هذه القواعد تكرست من خلال القرار الذي أجمعت عليه الأطراف المشاركة في الحكومة اللبنانية. وأشارت إلى الموقف الأخير لرئيس الجمهورية ميشال عون بشأن موجبات النأى بالنفس، والتزام لبنان حدود العلاقات الأخوية المطلوبة مع الدول الشقيقة، مشددة على رفضها زج لبنان في سياسات المحاور الإقليمية واستخدامه منصة سياسية وإعلامية لضرب علاقاته العربية وخدمة المشاريع التي تؤجج الصراعات الأهلية في المنطقة، بحسب "سبوتنيك". موقف إيجابي سارعت الإمارات بالإشادة بموقف "المستقبل"، وأكد أنور قرقاش، أن موقف الكتلة يحمي لبنان من الأزمات الإقليمية، وطالب كافة الأحزاب والقيادات اللبنانية بتأكيد هذا الموقف، بحسب "البيان". وكان الناطق باسم "الحوثيين" محمد عبد السلام، الذي ترأس وفد الجماعة في لقاء مع الأمين العام ل"حزب الله"، قال عبر "فيسبوك" : "التقينا بالأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، حاملين إليه سلام القيادة السياسية وتحيات الشعب اليمني، واعتزازهم بمواقفه الشجاعة والمبدئية تجاه اليمن في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي الغاشم". اقرأ أيضا : «الحصص الوزارية وإجازات المسؤولين».. عقبات أمام تشكيل الحكومة اللبنانية وسبق أن أكد جبران باسيل وزير الخارجية اللبناني، أن موقف حكومة بلاده من الأزمة اليمنية لا يتطابق بالضرورة مع مواقف جميع القوى السياسية في لبنان، في إشارة إلى موقف "حزب الله" الداعم للحوثيين. تورط حزب الله وتزايدت في الآونة الأخيرة أدلة التدخلات التخريبية ل"حزب الله" في الشأن اليمني، ففيما أعلن الجيش اليمني امتلاكه أدلة وثيقة تثبت تورط الميليشيا الإرهابية لحزب الله في دعم الانقلاب الحوثي، والقبض على خبراء تابعين له داخل الأراضي اليمنية، خرج حسن نصر الله، يعلن رسميا استعداده لمد ميليشيا الحوثي بالمسلحين. كما سبق وأن أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية في التاسع من يوليو الماضي، أن لديه أدلة على تورط حزب الله في تدريب عناصر من جماعة أنصار الله الحوثية، وأوضح التحالف حينها أن الأدلة التي بحوزته تشير إلى وجود خبراء أجانب في أحد الكهوف يقومون بتدريب عناصر ميليشيا الحوثي، وتقوم عناصر حزب الله عادة بمهام تدريب ومهام تقنية سبق أن تدربوا عليها على أيدي الحرس الثوري الإيراني. اقرأ أيضا : تدخل حزب الله في اليمن يهدد السيادة اللبنانية وكانت مصادر يمنية قد أعلنت أيضا مقتل عناصر من حزب الله هم خبراء في إطلاق الصواريخ الباليستية في غارة للتحالف العربي في جبهة الملاحيط بجنوب غرب محافظة صعدة. واستهدفت الغارة ذاتها عربة عسكرية كانت تقل الخبراء العسكريين في منطقة عقبة الظاهر وأسفرت عن تدميرها بالكامل ومقتل جميع من كانوا على متنها ، كما تمّ الإعلان قبل فترة عن مقتل عناصر من الحزب ذاته بينهم قائد ميداني خلال العملية العسكرية ضدّ المتمردين الحوثيين في صعدة.