رغم تورط حزب الله الإرهابي في اليمن عبر دعم الانقلابيين الحوثيين عسكريًا وفكريًا ولوجستيًا بعد إعلان التحالف العربي والحكومة الشرعية، عن التجهيزات العسكرية المقدمة للحوثيين من الحزب، فإن محاولات أمينها العام حسن نصر الله، التملّص من الوقائع، أثار العديد من التساؤلات، ودفع الخارجية اللبنانية للنأي بنفسها عن سياسات حزب الله. مراقبون وخبراء في الشأن السياسي، أشاروا إلى أن مسألة محاصرة إيران وحزب الله في المنطقة لن تقتصر على الساحة السورية فحسب، بل ستمتد إلى مناطق أخرى، بحيث لم يعد بإمكان اليمن السكوت عن ممارسات حزب الله، وذلك بعد اللهجة الحادة التي خاطب فيها وزير الخارجية خالد اليماني نظيره اللبناني، جبران باسيل. وحذر اليماني من اتخاذ خطوات تصعيدية مقبلة لمواجهة تدخل الحزب اللبناني السافر في اليمن، عبر مزيد من فضح ممارساته في المحافل العربية والدولية، معربا عن أمله في تحرك الحكومة اللبنانية لكف يد هذه الميليشيات، وفقا ل"الوطن السعودية". اقرأ أيضًا: «حزب الله» ينسحب من سوريا.. ويتأهب لمواجهة إسرائيل فاللهجة الدبلوماسية الحادة وضعت الحكومة اللبنانية أمام مهامها بعد رسالة اليماني، باعتبار وجود دعم عربي ودولي للحكومة اليمنية الشرعية في مواقفها، بوقف التدخل الإيراني في الأزمة اليمنية. ووصف المراقبون رسالة اليماني بأنها واضحة وبعيدة عن التلميحات غير المباشرة، وتضع الحكومة اللبنانية أمام مسؤولية كبح جماح هذا الحزب الذي يُشكّل تهديدا للسيادة اللبنانية، فضلًا عن خرقه ميثاق العمل العربي المشترك، والتدخل السافر في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، بحسب الصحيفة السعودية. من جانبه وكعادته، اتخذ حزب الله هذه المطالبات على محمل الاستخفاف، وتعامل معها كما يتعامل مع فرض العقوبات الأمريكية التي يعتبرها غير مؤثرة عليه، نافيا في الوقت ذاته التدخل العسكري في اليمن. وطبقا لمصادر سياسية، فإن الاستخفاف بالموضوع سيعرض البلاد لمتاعب وتدابير تصعيدية، يمكن أن يتم اتخاذها من الجامعة العربية والأمم المتحدة، إذ إن سياسة النأي بالنفس الضبابية، تبقى حبرًا على ورق، باعتبار عدم وجود اتفاقات واضحة تلزم حزب الله بعدم التدخل الخارجي، وغياب أي إجراءات تقنع المجتمع الدولي والعربي، بحسب البيان الإماراتية. اقرأ أيضًا: الجيش الإسرائيلي: الحرب مع «حزب الله» محتملة كان نصر الله في آخر خطاباته تمنّى أن يكون جنديا مقاتلًا في الساحل الغربي لليمن، تحت إمرة من سمّاه القائد الشجاع عبد الملك الحوثي، مما يعني أن هناك اعترافًا ضمنيًا من الحزب بالتدخل في اليمن. أضف إلى ذلك، أنه لوحظ في الفترة الأخيرة، ظهور دعم حزب الله المكشوف للحوثيين بالسلاح والخبراء والمال والإعلام، بعد أن تم الكشف عن قتلاه في أكثر من جبهة يمنية. اعترافات نصر الله، تستدعي اليوم تدخّلاً لبنانيًا وعربيًا، ثم تدخلًا دوليًا لوقف هذه التدخلات السافرة التي تجاوزت حدود التصريحات إلى التدخلات المادية بتقديم العون والمساعدات اللوجستية لميليشيا الحوثي الإيرانية، وهو ما زاد وانفضح بعد انطلاق معركة تحرير الحديدة التي أزعجت إيران وميليشياتها في كل مكان على مصير الحوثيين في اليمن. اقرأ أيضًا: «الأخبار اللبنانية»: 4 عوامل تمنع إسرائيل من مواجهة حزب الله في المقابل دعت الإمارات الدولة اللبنانية، التي ينتمي إليها حزب الله جغرافيًا، وله أنصاره ونفوذه في حكومتها وبرلمانها، إلى اتباع سياسة النأي بالنفس، التي كانت قد أعلنت الحكومة اللبنانية التزامها بها، وعدم التدخل في شؤون اليمن، وهو الطلب نفسه الذي تقدم به وزير الخارجية اليمني لنظيره اللبناني، بحسب الصحيفة الإماراتية. ورأت الصحيفة أن تصريحات نصر الله المضطربة والمذعورة ودعمه الانقلابيين في اليمن، كل ذلك لن يجدي، ولن ينقذ ميليشيا الحوثي الإيرانية من مصيرها المحتوم، لكنها بالقطع ستسيء للعلاقات اللبنانية العربية، وستضر بمصالح لبنان وشعبه. المثير أن حزب الله، دائما ما تجد مبررات لتدخلها في شؤون الآخرين، حيث تؤكد أن ملامح الجغرافيا بعد انتشار الإرهاب في بعض الدول أحد الأسباب التي دفعتهم إلى فرض وجودهم.