تواجه بريطانيا العديد من الأزمات والعثرات في طريق الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهو الأمر الذي فتح الباب أمام التقارير الإعلامية في البلاد، والتي باتت متشككة في جدوى الخطط التي وضعتها حكومة تيريزا ماي للاستعداد إلى مرحلة ما بعد البريكست. لندن اختارت الدخول في خط طويل من المفاوضات مع العديد من دول الاتحاد الأوروبي على حدة، إضافة إلى مباحثاتها الرئيسية مع بروكسيل لإيجاد أرضية مشتركة حول الاتفاقات التجارية والاقتصادية التي تم إبرامها منذ انضمام بريطانيا للاتحاد الأوروبي حتى عام 2016. بريطانيا تجد ضالتها في الصين للاستعداد لما بعد الخروج الأوروبي وحسب ما قالته صحيفة ديلي إكسبريس البريطانية، فإن هناك نسق واضح في الحكومة البريطانية بالوقت الحالي، يتأهب لإمكانية فشل المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، لا سيما وأن العديد من الملفات لا تزال تمثل معوقات واضحة وصريحة في طريق لندن للخروج من الاتحاد. ومع اقتراب الموعد المحدد لإعلان الانفصال الرسمي بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي في مارس العام المقبل، تظل العديد من الملفات تضغط على رئيسة الحكومة تيريزا ماي خلال الوقت الحالي، لا سيما بعد الاستقالات المتتالية في الحكومة البريطانية، الأمر الذي فتح المجال أمام إمكانية التكهن برحيل حكومة ماي خلال وقت قريب، خاصة في حال فشلها بإيجاد صيغة توافقية مع الاتحاد الأوروبي بشأن شكل العلاقات فيما بعد البريكست، بالإضافة إلى الاستقرار على مصير التجارة الحرة بين الجانبين، وجميعها تراها بروكسل تكلفة منطقية للخروج من الاتحاد. وتكمن المشكلة الرئيسية في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في قائمة المطالب التي قدمتها بروكسل في هذا الصدد، وهو الأمر الذي صدر أزمات كبيرة لخطة رئيسة الوزراء تيريزا ماي، حيث عانت بشكل رئيسي من رفض على المستوى الداخلي، لا سيما وأن العديدة من المسؤولين يرون ذلك خروج غير مكتمل من الاتحاد الأوروبي، فيما ترى أيضًا بروكسل أن هناك حاجة ضرورة لتأمين اتفاقيات التجارة الحرة بين الجانبين، وإلا ستكون الصفقة برمتها خاسرة لليورو. ولم يكن فشل بريطانيا في التوصل حتى الآن لصيغة توافقية بشأن الخروج من الاتحاد البريطاني، عائقًا للبدء بشكل فعلي في التفكير بعقد شراكات تجارية واتفاقيات للتجارة الحرة بين العديد من الدول الكبرى على مستوى العالم، مُنحية أي اعتبارات سياسية جانبًا في تعاملها مع هذه الدول. تحسبًا لاستقالتها.. هؤلاء الأبرز لخلافة ماي في رئاسة الحكومة البريطانية الأزمات التي تقف في طريق بريطانيا لم تكن فقط مع بروكسيل، حيث اختلفت الرؤى الخاصة بالدول الكبرى في الاتحاد الأوروبي حول هذا الأمر، وهو ما ساعد بشكل رئيسي في تعثر المفاوضات بشكل واضح خلال الفترة الماضية. تيريزا ماي بدأت في التمهيد للرأي العام المحلي والدولي لإمكانية فشل البريكست، حيث قالت: "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لن يكون نهاية العالم". وسعت ماي إلى التقليل من أهمية التحذير المثير للجدل الذي أدلى به فيليب هاموند الأسبوع الماضي، والذي أكد أن الخروج البريطاني سيُكلف البلاد 80 مليار جنيه إسترليني من الاقتراض الإضافي، ويحول دون تحقيق النمو الاقتصادي على المدى الطويل. وقد اعترفت رئيسة الوزراء البريطانية بأن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي دون التوصل إلى اتفاق "لن يكون سهلًا"، ولكنها أكدت أن هناك فرصة لتحقيق نجاح اقتصادي في الوضع غير المسبوق. وفي الأسبوع الماضي قال ميشيل بارنييه كبير المفاوضين في الاتحاد الأوروبي إن المحادثات قد تستمر حتى نوفمبر المقبل، غير أن ماي لا تزال تصر أن المملكة المتحدة قادرة على إنجاز مهامها التفاوضية خلال الموعد النهائي في أكتوبر. ولم تقدم رئيسة الوزراء البريطانية المزيد من التفاصيل حول الكيفية التي تطورت بها المفاوضات مع القادة الأوروبيين خلال الصيف، وهي المحادثات التي شملت لقاء ثنائي بين ماي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وزيارات دول الشمال والبلطيق من قبل وزير الخارجية جيريمي هانت، بالإضافة إلى جولة من المفاوضات المتنوعة. مع بداية جولتها الإفريقية.. تيريزا ماي في مهمة صعبة وإجمالًا، قد يفسر البعض تصريحات ماي الأخيرة على أنها بداية التوصل لصيغة نهائية مع الاتحاد الأوروبي، حتى وإن كانت المؤشرات على ذلك ضعيفة، كما يرى البعض أن تلك التصريحات قد تكون بداية غير معلنة للاستعداد لفشل المفاوضات.