في قرار تجريد الراهب إشعياء المقاري -المعترف بقتل الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير الأنبا مقار- من الرهبنة وعودته إلى اسمه وائل سعد تاوضروس، كان بسبب الاتهامات والتصرفات التي لا تليق بالسلوك الرهباني والحياة الديرية والالتزام بمبادئ ونذور الرهبنة من الفقر الاختياري والعفة والطاعة. اقرأ أيضا: رسميًا.. الكنيسة تُجرد الراهب أشعياء المقاري ويرصد هذا التقرير مجموعة من المواقف المختلفة لبعض الشخصيات الكبيرة في التاريخ المعاصر للكنيسة القبطية، وكيف قدمت نموذج الطاعة داخل الرهبنة والكنيسة. الأنبا باخوميوس: نرجع صغارا تحت أقدام البابا تولى الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية في ليبيا مسؤولية قيادة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لمدة 8 أشهر بعد رحيل البابا شنودة الثالث عن عالمنا في 17 مارس 2012، في موقع قائم مقام البابا، وحتى 18 نوفمبر من ذات العام، يوم تجليس البابا تواضروس الثاني، والذي كان أسقفا عاما في البحيرة يساعده على إدارة الإيبارشية الكبيرة، ورغم أن الأنبا باخوميوس لقب بأنه «البابا الذي لم يحمل رقما في تاريخ باباوات الكنيسة»، إلا أنه قدم درس «الطاعة» لابنه الذي صار أباه. وقال الأنبا باخوميوس في قداس تجليس البابا «إن كنا قد تسلمنا مسؤولية الكنيسة إلا أننا نرجع إلى إيبارشياتنا صغار تحت أقدام قداسة أبينا الحبيب.. أقولها من قلبي سأصير له ابنا وخادما تحت قدميه، ونحن كلنا في المجمع المقدس نؤمن بالأبوة الروحية.. ليس هناك صراع على السلطة في كنيستنا.. نحن أبناء مار مرقس والبطاركة الكثيرين الذين انتهوا بالبابا شنودة تعلمنا منهم الاتضاع والانسحاق وخدمة غسل الأرجل، فنحن لا نهدف إلا مجد ربنا يسوع المسيح وخدمة وطننا». ومن يومها عاد الأنبا باخوميوس إلى إيبارشية البحيرة، ورغم أحداث كثيرة عاصفة مرت بها الكنيسة فإنه لم يتخلَّ عن دوره كأسقف للبحيرة والبحث عن العودة والظهور مجددا بجوار البابا الحالي. صورة الأنبا صرابامون والبابا تواضروس الأنبا صرابامون هو رئيس دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون الذي ترهبن فيه البابا تواضروس، وعاش هناك قبل اختياره أسقفا عاما سنة 1997، وقبل أن يكون البابا تواضروس، وفي يوم من الأيام كان الأنبا صرابامون أبا للبابا تواضروس، إلا أنه باختياره ليكون البطريرك رقم 118، تبدلت المواقع، وتظهر هذه الصورة، التقدير بين الأنبا صرابامون والبابا تواضروس. الأب متى المسكين يقبل الأرض أمام البابا شنودة رغم الخلاف الواضح بين البابا شنودة الثالث والأب متى المسكين، ورغم أن الأول كان تلميذا للثاني في بداية رهبنته، فإنه عندما قرر البابا شنودة زيارة دير الأنبا مقار في وادي النطرون في 3 نوفمبر عام 1996، خرج الأب متى المشرف الروحي على الدير لاستقبال البابا، وانحنى يقبل الأرض أمامه كما يفعل الرهبان مع الأسقف والبطريرك، ووجه له تلك الكلمات داخل الكنيسة الأثرية بالدير، وقال: «تعلمون أيها الأحباء وكلكم رهبان، أن الرهبنة في الكنيسة وخصوصا القبطية، هي قوامها وسندها الإلهي، وخزانة تراثها ومجدها وتقليدها الحي الذي نستمد منه عصارة لاهوتنا وحياتنا، وكون أن يأتي بابا الإسكندرية ويقف بيننا ويتكلم بكلمة شكر وصلاة للمسيح، شيء يرد نفوسنا ويشدد قوتنا وعزيمتنا». وأضاف أنه «يوم سعيد من أيام "شهيت" -الاسم القديم لوادي النطرون- صحيح أنه زارنا قبل الآن، ولكن زيارة هذا اليوم تأتي والكنيسة في أحوج ما يمكن أن يلتف باباها حول شعبه، ويلتف الشعب حول باباها، إنها فأل حسن، والكنيسة تعيد اليوم بعيد اليوبيل الفضي، برجاء يمتد إلى الذهبي والماسي أيضا وكما يقولون إلى 100 سنة يا سيدنا أنبا شنودة، تتمتع بخدمتك المتسعة ترعاها رعاية الأب المتفتح القلب والذهن الذي لا يغمض له جفن، كنائس هذه عددها في الداخل والخارج بأساقفتها الذين صاروا بلا عدد يرعاهم في كل شيء فيما لهم، لأن هذه الكنيسة وباباها هو أسقفها الأعلى الناظر من السماء على كل حركاتها». وتابع: «اليوم تبتهج نفوسنا جدا وتتقوى حياتنا الرهبنية برئيسنا الذي زارنا اليوم يعطينا دفعة روحية، لا تظنوا يا أحبائي أن زيارة بابا الإسكندرية لدير من أديرة شهيت أمر هين، كانت تهتز له شهيت بأجمعها وكانوا يخرجون لاستقباله من مشارف البرية، اليوم انحسرنا في داخل ديرنا ولكن قلوبنا معه تتبعه أينما ذهب وأينما حل، فرحتنا يا سيدنا كبيرة جدا، والبركة التي أخذناها لا تنسى بل ستقوي عزائمنا لنكون مخلصين للمسيح ولك.. آمين». اقرأ أيضا: يهوذا أم ديماس؟.. مصير «إشعياء المقاري» الأنبا أغاثون.. «الاتجاه المعاكس» للبابا تواضروس قتل وانتحار وتجريد.. صراع البابا ورهبان «أنبا مقار» يدخل «فصل الدماء» هل يقف البابا تواضروس بمفرده لكشف حقيقة مقتل رئيس دير أنبا مقار؟ «تجريد راهبين» بدير «أنبا مقار» يثير الجدل داخل الأوساط الكنسية بعد مقتل الأنبا إبيفانيوس.. 12 قرارا للبابا لضبط الأديرة و«الرهبنة» أين وجهة الكنيسة في ظل الصراع بين المجددين والمحافظين؟ صراع الأب متى المسكين والبابا شنودة الثالث يعود من القبر رغم وفاته.. صفحات تهاجم الأب «متى المسكين»