صوت انفجار عنيف، قطع الخطاب الحماسي، الذي كان يلقيه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، خلال عرض عسكري في العاصمة الفنزويلية كاراكاس، بمناسبة الذكرى ال81 لإنشاء الحرس الوطني. وأظهرت لقطات قبل انقطاع البث، توقف مادورو عن الحديث في حين اضطرب المحيطون به، فيما بدت حالة من الفوضى بعد أن بدأ المشاركون في العرض العسكري الفرار من موقع العرض. ونقلت شبكة "بي بي سي" البريطانية، عن عدد من المسؤولين الفنزويليين، قولهم، إن محاولة الاغتيال وقعت باستخدام طائرة دون طيار، تحمل عبوة متفجرة. وأوضح وزير الإعلام الفنزويلى، أن مادورو نجا هو وباقى أعضاء الحكومة من محاولة اغتيال دون أن يصيبهم أذى، فيما وصفه وزير الإعلام خورخي رودريجيز بأنه "هجوم" ضد الزعيم اليساري. سائق الحافلات الذي أصبح رئيسًا للبلاد ولد مادورو في أحد أحياء العاصمة الفنزويلية كاراكاس، حيث فشل في إتمام دراسته الثانوية، وعمل سائقًا للحافلات، لصالح شركة مترو كراكاس في بداية الثمانينات. وبدأ حياته السياسية بالانخراط في صفوف النقابات العمالية، حيث قاد النقابة العامة لسائقي الحافلات. وفي محاولة للتقرب من الوسط السياسي، استغل مادورو بنيته الضخمة، وعمل حارسًا شخصيًا، للمرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة الفنزويلية لعام 1983، خوسيه فيسينتي رانجيل. وفي 1986 انتقل إلى كوبا، لحضور دورة تعليمية سياسية لمدة عام في كلية خوليو أنطونيو ميلا، للدراسات السياسية. اقرأ المزيد: طائرة بدون طيار و7 جنود مصابين.. تفاصيل محاولة اغتيال رئيس فنزويلا بدأت علاقته مع الرئيس الفنزويلي السابق هوجو شافيز، بعد أن انضم إلى الحركة البوليفارية الثورية، حيث شارك مادورو في حملة للإفراج عن شافيز، بعد أن قُبض عليه، لتدبيره محاولة انقلاب عام 1992، على الرئيس الفنزويلي آنذاك كارلوس اندريس بيريز. وفي 1997 شارك في تأسيس "حركة الجمهورية الخامسة"، التي ساعدت شافيز، في الفوز بانتخابات الرئاسة عام 1998، وهو العام نفسه الذي انتخب فيه مادورو عضوًا في مجلس النواب، وفي العام التالي أُنتخب في الجمعية الوطنية التأسيسية لكتابة الدستور الجديد للبلاد، وفي عام 2000، أصبح عضوًا في البرلمان الفنزويلي. وفي عام 2006، خلال إدارة شافيز الثانية، تم تعيين مادورو وزيرًا للخارجية، حيث حقق خلال فترة عمله مكاسب استراتيجية كبيرة، مثل إقامة وتعزيز تحالفات إقليمية مع حكومات البرازيل وبوليفيا وكوبا وغيرها من دول أمريكا اللاتينية والكاريبي. وبعد فوزه في انتخابات الرئاسة للمرة السادسة على التوالي عام 2012، أعلن شافيز تعيين مادورو نائبًا له، وبعد شهرين، غادر شافيز إلى كوبا للعلاج من السرطان، وأوصى باختيار مادورو خليفة له. وفي مارس 2013 توفي شافيز، وسُمي مادورو رئيسًا جديدًا للبلاد، وحظى بدعم الحزب الاشتراكي الوحدوي الفنزويلي. ووفقًا للدستور الفنزويلي عقدت انتخابات رئاسية بعد شهر من وفاة شافيز، حيث فاز مادورو في انتخابات الرئاسة في أبريل 2013، أمام منافسه الرئيسي، مرشح المعارضة اليميني هنريك كابريليس، بنسبة 1.5% من الأصوات. سلسلة من الأزمات وفي أيامه الأولى في المنصب، سار مادورو على نهج شافيز في الحكم، واتبع فكره السياسي والاقتصادي، إلا أن هذا لم يدم طويلًا، حيث واجهت البلاد سلسلة من الأزمات. اقرأ المزيد: فنزويلا| 100 يوم من التظاهر.. و«رحيل مادورو» المطلب الوحيد ففي عام 2013 أعلن مادورو ترحيل ثلاثة دبلوماسيين أمريكيين، من البلاد، بعد أن اتهمهم بالتورط في مؤامرة، تسببت في انقطاع الكهرباء، عن مناطق واسعة من البلاد. وفي 2014، اندلعت الاحتجاجات الطلابية في جميع أنحاء فنزويلا، والتي حظت باهتمام عالمي بعد أن قُتل ثلاثة أشخاص، وأثارت المشكلات الاجتماعية والاقتصادية الاحتجاجات، حيث ألقى البعض باللوم على حكومة فنزويلا في تلك المشاكل. ومع انهيار الاقتصاد وارتفاع العنف، واجه حزب مادورو الحاكم خسارة فادحة في الانتخابات التشريعية في البلاد عام 2015، والتي هددت بانهاء 17 عامًا من الحكم اليساري. حيث فازت المعارضة بنحو 99 مقعدا على الأقل من مقاعد الجمعية الوطنية البالغ عددها 167، ونال الحزب الاشتراكي الحاكم 46 مقعدا. إعلان حالة الطوارىء الاقتصادية والدستورية وبعد الهزيمة في الانتخابات التشريعية، أعلن مادورو في يناير 2016 حالة "الطوارئ الاقتصادية"، وأعقبها بالإعلان عن "حالة الطوارئ الدستورية" في مايو من العام نفسه. وهو ما دفع أحزاب المعارضة إلى الدعوة لإجراء استفتاء على عزل مادورو، حيث تمكن ائتلاف "الوحدة الديمقراطية الدائرة المستديرة" المعارض من جمع توقيعات أكثر من 1.8 مليون فنزويلا فى التماس إلى اللجنة الانتخابية للبلاد. وفي نهاية 2016 حاول مادورو حل الأزمة، بالمشاركة في محادثات مع المعارضين السياسيين، من أجل إيجاد حل وسط بين الأحزاب السياسية الفنزويلية. اقرأ المزيد: مادورو يفوز بولاية رئاسية ثانية في فنزويلا وبعد فشل المحادثات، لقي عشرات المتظاهرين مصرعهم، على يد قوات الأمن في بداية العام الماضي، في اشتباكات اندلعت خلال احتجاجات مناهضة للحكومة استمرت شهورا. وشكّل مادورو جمعية تأسيسية جديدة بصلاحيات تمكنه من حلّ أو الالتفاف على قرارات البرلمان، التي تسيطر عليه المعارضة، وهو ما رفض الاتحاد الأوروبي ودول كبيرة في أمريكا اللاتينية الاعتراف بها. وفرضت الولاياتالمتحدة عقوبات على مادورو بعد إجراء تصويت مثير للجدل لانتخاب الجمعية الجديدة، حيث جمدت وزارة الخزانة الأمريكية أصول مادورو، ومنع المواطنين الأمريكيين من التعامل معه. وبعد وصول الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد لمرحلة حرجة، دعا مادورو إلى انتخابات رئاسية مبكرة في 2018، فاز فيها بنسبة 68٪ من الأصوات، حيث وصلت نسبة الإقبال فيها 46٪، بعد أن أعلنت المعارضة مقاطعة الانتخابات. وشكك هنري فالكون، منافس مادورو الرئيسي، في شرعيتها، وقال إنه لن يعترف بالنتائج، وطالب بإعادتها. ووسط الخلافات السياسية التي تشهدها البلاد، وانخفاض أسعار النفط عالميًا، تجاوز معدل التضخم في فنزويلا 13000%، وسط توقعات بوصوله مليون% مع بداية العام المقبل.