كأي فتاة ريفية، لم تكن «دعاء» تحلم بأكثر من حياة بسيطة و«4 حيطان» تأويها هي وزوجها، العامل البسيط الذي يكِد ليل نهار لتوفير نفقاتها هي وطفليهما، قبل أن تزداد هموم الحياة ويضطران للانتقال إلى سكن جديد بالإيجار لمواكبة زيادة الأسعار. على بُعد أمتار من مدخل قرية «رمسيس» التابعة لمركز صان الحجر في الشرقية، وجد الزوج ضالته في شقة «أوضة وصالة» سعرها مناسب وبالكاد ستأويه وزوجته وطفليهما، لكنه لم يكن يدري أن صاحب المنزل «عينه زايغة» ولن يكف عن محاولاته الآثمة في النيل من شرفه. مطلع الشهر الماضي، انتقلت الأسرة إلى المسكن الجديد، ليراها صاحب المنزل ويتعلق بها، ويُمني النفس بقُرب مُحرم، قبل أن تجيش عواطفه المشبوهة وتتخذ منحنى آخر بعد أقل من أسبوع. تبدلت أفعال الرجل وبدأ في مراهقة متأخرة على كل شكل ولون، وقرابة العشرين يومًا، لم يراع فيها أن المرأة التي يرغب فيها من عمر بناته، بات يتحين الفرصة التي يقترب فيها منها، بعدما راح يكيل لها الهمزات، ويحاول ملامستها كلما سمحت الظروف، حتى جاء الخميس الماضي، ليضع حدًا لتلك الأفعال غير المسئولة. غادر الزوج كعادته إلى عمله، ليبدأ صاحب المنزل في تنفيذ مخططه الشيطاني؛ إذ استل مطواه خبأها بين طيات ملابسه، وطرق باب الزوجة بالطابق الأرضي، وما أن فتحت الباب حتى عاجلها وهددها بالسلاح طالبًا منها الخضوع لرغباته، فيما انهارت نفسية الزوجة قبل أن تحاول صده بكل ما أوتيت من قوة، لكنه عاجلها بضربة على رأسها أفقدتها الوعي للحظات معدودة، فاقت بعدها لتفل من براثنه وتستل سكين المطبخ تعاجله بثلاث طعنات متفرقة أودت بحيته انتقامًا لشرفها. مرت الدقايق كالدهر على الزوجة لا تُصدق تلوث يدها بالدماء وأنها قتلت صاحب المنزل، حتى عاد زوجها بعد انتهاء عمله، وأخبرته بما حدث، ليهون عليها ويساعدها على التخلص من الجثة بالقرب من ترعة «أبو عريضة» المجاورة للقرية. ساعات قليلة وعثر عدد من أهالى قرية «أبو عريضة» على جثة الفلاح، صاحب المنزل مُلقاة، ومعها انكشفت استار الحدث، الذي تبين أنها جريمة انتقامًا للشرف. البداية كانت بورود إخطارًا من مستشفى «صان الحجر» المركزي، باستقبال «السيد.م.م.ق» 56 عامًا، فلاح، مُقيم بعزبة «رمسيس» جثة؛ متأثرًا بإصابته ب 3 طعنات متفرقة بأنحاء الجسد. تم التحفظ على الجثة بمشرحة المستشفى، تحت تصرف النيابة العامة، فيما تبين من التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة «دعاء.ال.ع» 20 عامًا، ربة منزل، والتي أقدمت على طعن المجني عليه بعدما حاول اغتصابها رغمًا عنها. وتبين أن الزوجة وزوجها «محمد.ع.م» 24 عامًا، عامل، يقطنان بالطابق الأرضي، بالإيجار، بمنزل المجني عليه، والذي حاول معاكسة الزوجة قبل 20 يومًا إلا أنها صدته، فما كان منه إلا أن استغل غياب زوجها عن المنزل، وحاول اغتصابها بعدما هددها بمطواه، لتستل الزوجة سكينًا وتطعنه ثلاث طعنات أودت بحياته. تم ضبط الزوجة، وبمواجهتها اعترفت بقتل صاحب المنزل دفاعًا عن شرفها، قبل أن تخرج الكلمات مُقتضبة منها تُلخص ما حدث: «إحنا غلابة ومش حيلتنا غير الشرف»، فيما أمرت النيابة العامة بحبسها 4 أيام على ذمة النحقيقات؛ بعدما قتلت وأخفت سلاح الجريمة.