دخل اليمن مرحلة جديدة من الأزمات، خاصة في ظل الحرب المدمرة المستمرة قرابة 3 سنوات، والتي نتج عنها تفشي العديد من الأمراض الخبيثة المهددة لحياة الملايين من المدنيين، وظهر ذلك من خلال تحذير برنامج الغذاء العالمي من خطر المجاعة مع انتشار وباء الكوليرا. المسؤولة الإعلامية في البرنامج فرانسيس كينيدي قالت: إن "البنية التحتية في كثير من المناطق اليمنية تضررت كثيرًا بسبب استمرار المعارك، وأن الوضع يستدعي الضغط على الجهات السياسية لإنهاء النزاع". ويبدو أن وباء الكوليرا وجد في اليمن ملاذًا خصبًا ليوزع الموت كيفما شاء، فبعد أن شهد انحسارًا نسبيًا خلال الأشهر الماضية عاد ليتفشى مجددًا انطلاقًا من العاصمة صنعاء مرورًا بعدد من المحافظات الأخرى. ومن أسباب اندلاع الوباء من جديد: تلوث مياه الشرب واختفاء المحاليل العلاجية من السوق وتدهور القطاع الصحي بفعل استمرار الحرب، بحسب "مأرب برس". اقرأ أيضًا: اليمن ينفض «الحوثي» من الحديدة.. وخطة أممية لإقامة سلام شامل وقبل أسبوع اتضح أن معدل تفشي الوباء ينذر بموجة جديدة من الكوليرا هي الثالثة من نوعها، وذلك بعد انحسار الموجة الثانية التي بدأت أواخر أبريل من العام الماضي، وتسببت في مقتل أكثر من ألفي شخص، معظمهم من الأطفال. وقد سجلت المستشفيات والمراكز الطبية الخاصة في العاصمة صنعاء زيادة بحالات الكوليرا خلال الأسبوعين الماضيين. ووفق المتحدث باسم وزارة الصحة اليمنية، فإن تصعيد الهجمات الحوثية على مناطق شاسعة، هيأ الظروف المسببة لتفشي الوباء من جديد. من جهته، أفاد برنامج الغذاء العالمي، بأن هناك نحو 22 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بينهم 8 ملايين بحاجة لتدخل عاجل من أجل تفادي خطر الموت بسبب الجوع. وفي بيان جديد قالت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف): إن "السلطات الصحية ومنظمات الإغاثة عملت على مدار الساعة لمنع عودة تفشي هذا الوباء، لكن تدهور النظام الصحي للبلاد واستمرارالصراع قوضا هذه الجهود". اقرأ أيضًا: «النصر الذهبي».. عملية عسكرية تفكك كيانات الحوثي وتقود اليمن للتحرر كذلك، حذَر "مركز 22 مايو" لعلاج الكوليرا في العاصمة صنعاء من تكرار تفشي الوباء، وناشد السلطات الصحية والمنظمات الدولية الإسراع في توفير الأدوية والمستلزمات العلاجية والتشخيصية. في الوقت نفسه، أكدت منسقة الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية لليمن ليزا غراندي، أن العمليات العسكرية التي يشهدها اليمن دمرت منشأة صرف صحي في زبيد ومحطة مياه تزود مدينة الحديدة التي يقطنها 600 ألف نسمة وتبعد نحو 150 كيلومترا جنوب غربي العاصمة صنعاء. "غراندي" أضافت أن معركة استعادة الحديدة تهدد بتفاقم الوضع الإنساني في اليمن، حيث أنها نقطة الدخول الرئيسة للمواد الغذائية والمساعدات الإنسانية وإمدادات الوقود إلى البلاد. وتخشى مجموعات الإغاثة أن يؤدي القتال الذي طال أمده إلى إجبارها على إغلاق الميناء، ما يهدد بتشريد الملايين ودفعهم إلى مربع المجاعة، بحسب "اليمن برس" ويدخل نحو 70% من الغذاء في اليمن عبر الميناء، فضلاً عن الجزء الأكبر من المساعدات الإنسانية والإمدادات من الوقود، ويعتمد ثلثا سكان البلاد البالغ عددهم 27 مليون نسمة على المساعدات. اقرأ أيضًا: مغادرة الصليب الأحمر لليمن.. أزمة إنسانية تهدد ملايين المدنيين كانت منظمة الصحة العالمية، أعلنت في وقت سابق ارتفاع حصيلة الوفيات في اليمن جراء وباء الكوليرا إلى 2134 حالة، موضحة أنه تم تسجيل 777 ألفا و229 حالة يشتبه بإصابتها بوباء الكوليرا في اليمن، مع رصد 2134 حالة وفاة مرتبطة بالمرض. وأظهر التقرير أن محافظة حجة، شمال غربي البلاد، هي الأولى في عدد الوفيات بواقع 400 حالة، في حين لا تزال محافظة الحديدة هي الأولى من حيث عدد الإصابات بأكثر من 103 آلاف حالة، فيما استمرت محافظة سقطرى خالية من أي انتشار للمرض. وتعمل منظمات دولية ومحلية على تقديم المساعدة لليمنيين الذين يعيشون أوضاعا إنسانية متدهورة جراء الحرب التي تدور في البلاد منذ خريف عام 2014، بالتزامن مع تفشي الوباء. ويشهد اليمن، منذ 2014، حربا بين القوات الموالية لحكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من جهة، والحوثيين، مخلفة أوضاعًا إنسانية وصحية صعبة، فضلًا عن تدهور حاد في اقتصاد البلد السعيد.