أمريكا تعاقب تركيا بسبب صواريخ «إس -400».. وتوقف تسليمها «المقاتلة الشبح»

رغم تسلم تركيا إحدى مقاتلات الجيل الخامس من الولايات المتحدة، فإن التوتر القائم بين البلدين، نتيجة إصرار أنقرة على شراء منظومة الدفاع الروسية S-400، أثار غضب الكونجرس الأمريكي، ودفعها إلى إعلان وقف توريد طائرات المقاتلة الشبح F-35.
أمس، أكد مساعدون بمجلس الشيوخ والنواب الأمريكيين، أنه سيتم إيقاف تسليم تركيا طائرات F 35 مؤقتا، من إنتاج شركة لوكهيد مارتن بموجب إجراء متعلق بالسياسة الدفاعية تم التوصل إليه.
حيث سيتم تعليق تسليم تركيا الطائرات المقاتلة حتى يقدم البنتاجون تقييمًا في غضون 90 يومًا من تشريع الإجراء المتعلق بالعلاقات الأمريكية والتركية، وتأثير سعي الأخيرة للحصول على صواريخ S-400 الروسية المتطورة وتداعياته على القاعدة الصناعية الأمريكية، لو تم إسقاط تركيا من برنامج F-35 الدولي، بحسب "بلومبرج".
فالخطوة التي تعكس توترًا في العلاقات الأمريكية التركية، تعد جزءًا من مشروع قانون في سياسة الدفاع بقيمة 717 مليار دولار للعام المالي 2019، والذي صاغه مفاوضو الكونجرس وينتظر الموافقة النهائية في مجلسي الشيوخ والنواب.
اقرأ أيضًا: «إس 400» الروسية تضع العلاقات التركية الأمريكية على حافة الهاوية
ورغم تأييد وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، لمخاوف الكونجرس من المسار السلطوي الذي تنجرف إليه تركيا، وتأثيره على حقوق الإنسان وسيادة القانون، فإنه قال: إن "وقف إرسال الF-35 سيؤدي إلى تعطيل سلسلة إمدادات دولية قد تؤدي إلى ارتفاع التكاليف وتأخير تسليم الطائرات المقاتلة"، وفقا ل"بلومبرج".
كان مجلس الشيوخ الأمريكي أقر الشهر الماضي مشروع قانون للإنفاق يتضمن بندًا يحول دون تسليم تركيا المقاتلات F-35، ما لم تصرف النظر عن خطة لشراء أنظمة S-400 الدفاعية الصاروخية من روسيا.
وتأزمت العلاقات بين أنقرة وواشنطن في الأشهر القليلة الماضية، بسبب عدد من القضايا من بينها السياسة الأمريكية في سوريا وعدد من الدعاوى القضائية ضد أتراك وأمريكيين محتجزين في البلدين، ومشروع القانون هو أحدث مسعى يقوم به أعضاء في الكونجرس، للتأثير على تركيا شريكة الولايات المتحدة في "حلف الناتو" حتى تتراجع عن خطتها لشراء النظام الروسي.
ووقعت تركيا اتفاقًا مع روسيا في ديسمبر الماضي لشراء بطاريات صواريخ S-400 سطح جو ضمن خطط أنقرة لتعزيز قدراتها الدفاعية وسط تهديدات من المقاتلين الأكراد والمتشددين الإسلاميين في الداخل، وصراعات على حدودها في سوريا والعراق.
اقرأ أيضًا: تركيا تصفع واشنطن مجددًا.. وتتعاقد على منظومة «بانتسير- إس1» الروسية
خطورة شراء تركيا منظومة دفاعية جديدة من روسيا، أججت الخلافات بين الولايات المتحدة من ناحية، وحلفاء الناتو من ناحية أخرى، مما دفعهم إلى تحذير أنقرة من عواقب غير محددة، بحسب "سكاي نيوز".
لكن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أبدى رفضه للتدخل الغربي في شؤون أنقرة، مؤكدًا أن علاقة تركيا واتفاقاتها مع روسيا ليست بديلا لعلاقاتها مع الغرب، متهما الولايات المتحدة بمحاولة السيطرة على تحركات تركيا.
وقال "أوغلو": إن "تركيا ليست دولة تسير بأوامركم.. إنها دولة مستقلة، فالحديث معنا وإملاء ما يمكن أو لا يمكن شراؤه توجه غير صحيح ولا يتناسب مع تحالفنا".
أما رئيس الدائرة الفيدرالية الروسية للتعاون التقني والفني الروسي، دميتري شوجاييف، فأكد أن روسيا مستعدة لبيع هذه المنظومة لتركيا من أجل حماية منظومة S-400 التي ستحصل عليها أنقرة، حسب "روسيا اليوم".
السؤال هنا.. بماذا تتسم المقاتلة F-35؟
هي طائرة من طراز فريد، كما أنها تتميز بأنها أقل تكلفة عن نظريتها الF-22 التي كانت مشكلتها أنها عالية التكلفة وتتميز عنها أيضًا بأنها تستخدم لأكثر من جيش مشاة وبحرية وجو.
بدأ تصنيعها عام 2006، وتمتلك مقعدًا واحدًا فقط، بجانب أنها تمتلك محركًا واحدًا فقط، وبلغ سعر الطائرة بدون محركات نحو 100 مليون دولار، ودخلت الخدمة أولًا في السلاح البحري 13 يوليو عام 2015، بينما انضمت لسلاح الجو في 2 أغسطس عام 2016، وتمتلك هذه الطائرة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وإنجلترا.
اقرأ أيضًا: «الحكم الطائش وتهديد مصالح أمريكا».. ترامب يعاقب أردوغان
تعتبر المقاتلة F-35 من أقوى المقاتلات في العالم حاليًا ولها قدرة على التخفي والمناورة، وأنها تعمل ككاشف إلكتروني تجسسي، كما أن الصعود والهبوط بها اعتيادي، ولديها القدرة على الإقلاع في مناطق قصيرة والهبوط العمودي، ويصل طولها 51 قدما تقريبًا، وسرعتها 1930 كيلومترا في الساعة، وأقصى سعة للوقود 8382 كجم، كما أنها متميزة في الهجوم الأرضي.
يتم تسليح المقاتلة بصاروخ جو - جو، كما تكون مزودة بصاروخي جو أرض دقيقي التوجيه، وهناك صاروخان تحت جناحي الطائرة، بجانب 4 دعامات للأسلحة يبلغ وزنها 6804 كيلوجرامات، كما أنها مزودة بجهاز رادار دقيق وجهاز استشعار بالطائرات المحلقة، ونظام التسديد البصري، ونظام الاستشعار والتصوير الحراري.
ما نود الإشارة إليه هنا، أن عواقب التنازلات الاستراتيجية التركية لموسكو، قد يعرضها إلى عقوبات من قبل أمريكا، وهو ما يؤثر بشكل سلبي على مشاركة أنقرة في برنامج F-35.