تعرضت شركة جونسون أند جونسون لهجوم حاد قبل عدة أشهر، وألزمتها مؤخرًا محكمة أمريكية بدفع تعويض مالي بقيمة 4.7 مليار دولار ل22 امرأة زعمن إصابتهن بالسرطان إثر استخدام منتجات تحتوي على بودرة التلك من إنتاج شركة جونسون أند جونسون، وأوضح محامي المدعيات أن الشركة كانت على علم بأن منتجات التلك التي تنتجها ملوثة بمركب الإسبستوس منذ السبعينيات من القرن العشرين، لكنها لم تحذر المستهلكين من هذه المخاطر، وذلك حسبما ذكرت وكالة الأنباء العالمية "رويترز". ومنذ مدة بعيدة تم اكتشاف مادة الإسبستوس، فقد استخدمها الصينيون والمصريون القدماء، ويعود المصدر الأساسي للاسم إلى اللغة اليونانية الإسبستوس، وتعني قابلا للاحتراق والانحلال، ولقد استطاع الإيطاليون في منتصف القرن ال19 إيجاد طرق لغزل ألياف الإسبستوس ونسجها للحصول على مواد قابلة للاستخدام في مجالات متنوعة، بعد ذلك تم تطوير هذه الصناعة عالميا، فقد افتتح أول معمل لتصنيع موادها عام 1870 في ألمانيا، وفي عام 1900 استخدمت مادة الإسبستوس في تصنيع صفائح أسمنتية بالطريقة الرطبة. وتشير مادة الإسبستوس إلى ستة معادن ليفية طبيعية لديها القدرة على مقاومة الحرارة والنار والكهرباء، واستخدمت هذه المادة لسنوات عديدة في كثير من الأماكن التجارية والصناعية المختلفة، وكذلك في مجموعة واسعة من المنتجات الاستهلاكية، وربما اشتهرت الإسبستوس لدورها في التسبب في ورم الظهارة المتوسطة، وهو سرطان نادر وقاتل يمكن أن يتطور في بطانات الرئة أو البطن أو القلب، وذلك حسبما ذكر موقع Mesothelioma Cancer. - لماذا الإسبستوس خطرة؟ تتكون مادة الإسبستوس من ألياف مجهرية يمكن أن تصبح محمولة في الهواء بسهولة وتستنشق، بسبب شكلها فإن جسيمات الإسبستوس تتشبث بأنسجة الرئتين ومناطق أخرى من الجهاز التنفسي، وبمرور الوقت، يمكن لهذه الألياف الصغيرة أن تسبب التهابًا، مما يتسبب في حدوث عدد من المشكلات الصحية، أهمها: 1- ورم الظهارة المتوسطة يتكون هذا السرطان العدواني في الغشاء الرقيق الذي يحمي الأعضاء الحيوية في الصدر والبطن، ويعتبر التعرض للإسبستوس هو السبب الرئيسي للإصابة بهذا المرض. 2- سرطان الرئة غالبا ما يرتبط مع عوامل مثل التدخين، ومن المعروف أيضا أن سرطان الرئة يتفاقم بسبب التعرض للإسبستوس. - من يتعرض لخطر الإسبستوس؟ العاملون في المنتجات المصنعة من مادة الإسبستوس معرضون للخطر، حيث تستخدم تلك المادة في بناء السفن وتصنيع المنتجات التجارية ومحطات الطاقة والبناء. ورغم أن بعض الدراسات أظهرت أن بودرة التلك لشركة جونسون آمنة ولا تحتوي على هذا المركب، فإن سيدات وأسرهن قلن إن استخدامهن على مدار عقود لبودرة التلك وبعض المنتجات الأخرى التي تدخل في تركيبها هذه المادة، كان سبب إصابتهن بالسرطان، والآن الجميع في انتظار النتائج الأخيرة، خاصة بعد نفي جونسون أند جونسون لتلك الاتهامات وتمسكها بالطعن على الحكم.