هل تساءلت يومًا كيف توصَّل شخص ما إلى فكرة أو اختراع معين؟ أو على سبيل المثال، كيف يفكر شخص ما في صنع جهاز أشعة إكس أو الميكروويف؟ بالصدفة، الإجابة بهذه السهولة، ففي الحقيقة تم اختراع الكثير من الأجهزة، التي نستخدمها حتى اليوم عن طريق الصدفة البحتة، فالتجارب في المعامل، والفضول الموجود لدى العلماء، يجعلان المستحيل ممكنًا، ويحوَّل الأحلام إلى حقيقة، كل ما في الأمر الصبر، والملاحظة المستمرة التي قد تحول بعض الأشياء التي لا تهتم بها إلى أشياء مهمة يمكن استخدامها بطرق متعددة، وذلك حسبما ذكر موقع Listverse الذي ذكر مجموعة من الاختراعات التي تم اكتشافها صدفة، ومنها: 1- الألعاب النارية منذ حوالي 2000 عام، خلط طباخ صيني الكبريت والملح «نتريت البوتاسيوم» والفحم على النار، وبالطبع لن تتخيل ما حدث بعدها، فالاحتراق هو نتاج هذا المزيج، وبعدها أطلق الصينيون القدماء عليها اسم «مادة كيميائية للحرائق»، وبعدها ضغطوا هذا الخليط داخل قطعة من الخيزران فانفجرت، وهكذا تم اختراع الألعاب النارية، التي تستخدم في حفلات الزفاف والأعياد والاحتفالات المختلفة، وكان هدف الصينيين وقتها هو استخدامها في إبعاد الأرواح الشريرة عن مراسم الجنازات، وبعدما انتشرت في جميع أنحاء العالم، وحاول الإيطاليون تطويرها من خلال إضافة الألوان المختلفة لها. 2- غاز الضحك في عام 1799، كان هناك شاب صيدلاني إنجليزي يُدعى همفري ديفي، وهب نفسه للعلماء ليجرون الاختبارات عليه، وقرر في مرة معرفة آثار استنشاق الغازات المنتجة اصطناعيًا، حيث اكتشف هو وصديقه أن بلورات نترات الأمونيوم المعالجة بالحرارة أنتجت غازًا يمكن جمعه في أكياس حريرية معالجة بالزيت، كما يمكنهما بعد ذلك تشغيل الغاز من خلال أبخرة المياه لتطهيره، واستنشق همفري كيسا من الغاز، وكان مذهولاً بشكل لا يُصدق، حيث اكتشف بذلك الغاز الضاحك أو ما يسمى ب«أكسيد النيتروز»، وما نتج عن استنشاق هذا الغاز الدوار، الشعور بالمتعة، العواطف الجياشة، والأفكار الخيالية، وكان يسجل كل ذلك في دفتر خاص به. 3- أشعة إكس أو السينية في 8 نوفمبر عام 1895، كان يعمل العالم الفيزيائي الألماني فيلهلم كونراد رونتجن بالمختبر، حيث يجري اختبارات على أشعة الكاثود، عندما اكتشف من محيطه الخارجي توهجًا غريبًا على شاشة عولجت سابقًا بمواد كيماوية، وكان فيلهلم أول شخص في التاريخ يقوم بمراقبة الأشعة السينية، وأطلق عليها هذا الاسم بسبب خصائصها المجهولة والغامضة. والأشعة السينية هي موجات طاقة كهرومغناطيسية تشبه الضوء، إلا أنها تعمل بأطوال موجية أقصر بألف مرة، مما يسمح لها بالمرور عبر مواد ناعمة مثل الجلد والعضلات، لكنها ليست أشد صعوبة مثل العظام أو المعادن، ولم يمض وقت طويل على ظهور هذه الأداة التشخيصية المهمة في جميع أنحاء العالم، عندما تم استخدامها في ساحة المعركة خلال حرب البلقان لتحديد موقع الرصاص وتشخيص الأطراف المكسورة. 4- الميكروويف تضغط على زرار معين، فيضيء الصندوق الداخلي، وترى لوحة تدور مع علبة صغيرة بنية اللون عليها، بعدها تظهر رائحة الطعام الذي وضعته بعدما تم تسخينه جيدا في الميكروويف، ومع ذلك فالميكروويف اختراع جاء بالصدفة، ففي عام 1946، كان يعمل مهندس يدعى بيرسي سبنسر لدى شركة رايثيون المختصة بالصمامات المغناطيسية الإلكترونية، وبينما كان يعمل على صناعة أحد أجهزة الرادار، وجد أن قطعة حلوى كان يحملها في جيب قميصه قد ذابت عندما اقترب من صمام إلكتروني يشغل جهاز الرادار، وأثار ذلك اهتمامه فوضع بيضة في إبريق شاي تحت مولد الأمواج القصيرة، ثم وضع حبات من الذرة على طبق، ووجد أن لها تأثيرًا في التسخين، وبهذا تم اكتشاف الميكروويف. 5- أعواد الثقاب في عام 1826 اخترع كيميائي إنجليزي يدعى جون ووكر أول «أعواد كبريت» عن طريق الصدفة أثناء عمله في مختبره، حيث لاحظ «ووكر» أن مادة كيميائية كان يعمل بها في وقت سابق قد جفت وشكلت كتلة في نهاية عصاه المتحرك، وبدأ بكشط الأشياء من تلك الكتلة فظهر نار، واستخدم ووكر مركبًا أساسه الكبريت على رؤوس الثقاب والورق الخام المطلي بالفسفور (يشبه ورق الصنفرة) ليكشطه. ورغم أن تلك الاكتشافات جاءت بمحض الصدفة، لكن أغلبها أصبح لا يمكن الاستغناء عنه حتى الآن، حيث يدخل في الكثير من الاستخدامات والمجالات المتعددة.