غادة عبد الرازق.. «الحاجة زهرة» التي أعاد اكتشافها خالد يوسف

غادة عبد الرازق فتاة الإعلانات، التي تحوَّلت إلى السيدة الأولى صاحبة القوام الممشوق رغم تخطيها الخمسين، إحدى أهم فنانات مصر في الألفية الجديدة، خاصةً في الدراما التليفزيونية، فهي "نعمة الله" زوجة "الحاج متولي"، و"شوق" في "سوق العصر"، و"وردة باشندي" في "الباطنية"، و"زُهرة" التي في رصيدها 5 زيجات و9 انفصالات، و"سمارة" و"فريدة الطوبجي" وغيرها من الأدوار، التي تميّزت فيها، واكتسبت من خلالها جماهيرتها، التي لا تزال ترتكز عليها في نجاحاتها، ورغم خفوت بريقها في السنوات الأخيرة، إلا أنها تبقى نجمة كبيرة موهوبة لها ثقلها الفني والجماهيري.
النشأة
ولدت غادة في 6 يوليو 1965 بمحافظة الجيزة، هي الابنة الصغرى لوالدها محمد عبد الرازق، لذلك كانت الطفلة المدللة لديه، وهي لا تزال صغيرة انتقلت مع أبيها لدولة اليمن، فهو كان يعمل منتدبًا في القصر الجمهوري هناك، وظلت مقيمة في اليمن حتى سن السادسة من عمرها، وبعد وفاة والدها، وهي في سن الثانية عشرة من عمرها، التي كانت الصدمة الأولى في حياتها، تلقت صدمة أخرى وهي وفاة شقيقها الأكبر "خليل"، وهو في عمر الخامسة والعشرين من عمره في حادث سير في أثناء وجوده بألمانيا، ظل خبر وفاته غير مؤكد لمدة 15 يومًا، إلى أن تيقنت الأسرة، وأحضرت الجثمان على متن طائرة إلى مصر، وكانت غادة قد حلمت برؤية وفاة أخيها قبل أيام من خبر وفاته، ولديها أيضًا أخت شقيقة أكبر منها بسبعة أعوام، وتُدعى "يسرية"، وتجمعها بها علاقة خاصة، وبعد أن انفصل والداها عن بعضهما البعض وتزوج كلاهما، أصبح لديها أخت غير شقيقة من والدها تُدعى "إيمان"، وأخت غير شقيقة أيضًا من والدتها، وتُدعى "سوزان"، وتلقت غادة تعليمها الدراسي بمدارس القاهرة، والتحقت بكلية العلوم قسم الحاسب الآلي، وتخرجت فيها، وحصلت على البكالوريوس.
المشوار الفني
بدأت غادة عبد الرازق مشوارها الفني مع بداية التسعينيات كفتاة إعلانات، ثم انتقلت إلى التمثيل في أفلام ومسلسلات بأدوار صغيرة، ويعد أول عمل حقيقي لها مسلسل "وادي فيران" (1998)، والذي يتحدث عن إسرائيل، ثم قدّمها المخرج محمد عبد العزيز، من خلال فيلم "لماضة" في العام التالي، ومنذ مطلع الألفية الجديدة، أخذت أدوارها تكبُر، من فيلم "امرأة تحت المراقبة" مع نبيلة عبيد وفاروق الفيشاوي، ثم عدة مسلسلات منها: "العائلة والناس، سوق العصر، أوراق مصرية، غدًا يوم آخر، أمانة يا ليل، ومحمود المصري"، وبدأت شهرتها في السطوع بعد المشاركة في مسلسل "عائلة الحاج متولي" (2001). قدّمت فوازير رمضان "فرح فرح" عام 2003، ولعبت أول أدوار البطولة، التي جسّدتها أمام الفنان أحمد بدير من خلال مسلسل "بطة وأخواتها" عام 2004.
ومع حلول عام 2005، أصبحت أنظارها تتجه إلى السينما بشكل أكبر، وشاركت في عدة أفلام، منها: "عن العشق والهوى، عودة الندلة، 90 دقيقة، وزي الهوا"، وشهد عام 2007 تعاونها الأول مع المخرج خالد يوسف، الذي أعاد اكتشافها بشكل جديد، وجعلها تظهر بأدوار جريئة للغاية تقدم للمرة الأولى على الشاشة الكبيرة، من خلال أفلام "حين ميسرة"، "الريس عمر حرب" و"دكان شحاتة"، ثم لعبت أدوار البطولة في أفلام مثل "45 يوم، أدرينالين، أزمة شرف، بون سواريه، وكلمني شكرًا"، ومسلسلات: "طريق التمساح" مع هشام عبد الحميد، و"الباطنية" الذي حقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا مع النجم صلاح السعدني، و"قانون المراغي" مع خالد الصاوي.
عام 2010 شهد أولى بطولات غادة عبد الرازق المطلقة في عالم الدراما، من خلال مسلسل "زهرة وأزواجها الخمسة" (النسخة النسائية من الحاج متولي)، وحقق نجاحًا كبيرًا، ومنذ ذلك الحين وتم تعميدها نجمة درامية تُقدم عملًا تليفزيونيًا كل موسم رمضاني، فقدّمت بالترتيب "سمارة" التي استغلت فيه نجاحها في اللون الشعبي، وأعمال "مع سبق الإصرار، حكاية حياة، السيدة الأولى، الكابوس، الخانكة، وأرض جو"، وهي الأعمال التي لم ينجح فيها سوى أول عملين، وبالتوازي مع ذلك قدّمت عدة أفلام لعبت هي الدور الرئيسي فيها، وهي: "ريكلام، جرسونيرة، واللي اختشوا ماتوا"، وآخر أعمالها مسلسل "ضد مجهول" رمضان الماضي.
الحياة الخاصة
صاحبة "زهرة وأزواجها الخمسة" (2010)، المسلسل الذي أدت فيه دور سيدة تتزوج 5 مرات، كانت تُقدم جانبًا من شخصيتها الحقيقية، فقد تزوجت 5 مرات في الواقع، وكل زواج كان له حكاية؛ الزيجة الأولى لغادة كانت في السابعة عشرة من عمرها، وذلك في بداية الثمانينيات، حيث تزوجت رجل الأعمال السعودي عادل قزاز، وأنجبت منه ابنتها "روتانا"، لكنهما انفصلا بعد 7 سنوات، بعدها بسنوات قليلة تزوجت غادة رجل أعمال "مصري بورسعيدي" يُدعى "أحمد"، ولم يستمر الزواج طويلًا لفارق السن الكبير بينهما، حيث كانت تشعر فيه أنه والدها ويشبهه تمامًا، ولاحظ هو ذلك، ولذا كان الطلاق.
في عام 2001 تزوجت حلمي سرحان، ثم انفصلت عنه سريعًا في 2002، بسبب الاختلاف في وجهات النظر، وارتباطها بأعمال فنية كثيرة طوال الوقت، وهو ما رفضه الزوج، والزيجة الرابعة كانت من المنتج السينمائي وليد التابعي، وأنتج لها فيلمي "أزمة شرف" و"90 دقيقة"، إلا أنهما انفصلا نهائيًا بعد طلاقين وصلحين بواسطة الأصدقاء، بعد أن تمّ الحكم عليه بالسّجن في قضيّة شيكات من دون رصيد.
الزيجة الخامسة والأخيرة لغادة كانت عقب زواج ابنتها "روتانا" نهاية عام 2011، من رجل الأعمال محمد فودة، الذي عمل سكرتيرًا خاصًا لفاروق حسني، وزير الثقافة المصري الأسبق، في عهد الرئيس حسني مبارك، ونشبت خلافات بين الزوجين ليقع الطلاق الأول بينهما بعد عام تقريبًا من الزواج، ثم يعود فودة ويردها إليه، ثم وقع الطلاق الثاني بعدما علِمت بخيانته لها، لتسدل الستارة على هذه الزيجة بالطلقة الثالثة عام 2015.
الطلقة التاسعة في حياة غادة، وفشل زيجاتها الخمس، كانا دافعًا لها لتقرر أن تعيش دون زواج مع ابنتها الوحيدة "روتانا" وحفيدتيها "خديجة وجويرية".