تلقى تنظيم "داعش" صفعة جديدة بعد الكشف عن مقتل حذيفة البدرى نجل أبوبكر البغدادى، زعيم التنظيم الإرهابى، فى ظل الخسائر الكبيرة التى يتلقاها التنظيم خلال الآونة الأخيرة بعد توالى سقوط قيادات بارزة فى الحرب الدائرة ضد التنظيم فى كل من العراقوسوريا. وكالة أنباء تابعة لتنظيم داعش أعلنت الثلاثاء، أن نجل أبوبكر البغدادى قتل فى مدينة حمص بسوريا، وكشف التنظيم مقتل حذيفة البدرى ببيان حمل عنوان "قوافل الشهداء" نشر عبر تطبيق تلجرام نقلاً عما يسميها التنظيم "ولاية حمص". كما نشر صورة للفتى حذيفة مرتديا الزى الأفغانى وحاملاً بندقية كلاشنيكوف، إلا أن تلك الصورة حملت العديد من التساؤلات حول كيفية مقتله، لا سيما أنه بدا مجرد مراهق يحمل رشاشا. وجاء فى بيان النعى أن "نجل الخليفة أبو بكر البغدادى قتل منغمسا فى (النصيرية والروس) فى المحطة الحرارية بولاية حمص". اقرأ أيضا: من هو المرشح لتسلم خلافة البغدادي؟ وفى مراجعة لخطابات التنظيم على مر سنوات من عملياته الإرهابية، يلاحظ أنه غالبا ما يطلق مصطلح "النصيرية" على الطائفة العلوية التى ينتمى إليها رئيس النظام السورى بشار الأسد. كما أن "انغماسيى" داعش غالباً ما يكونون من المقاتلين المدربين جيداً، والذين هم على استعداد للموت فى المعركة، أما اختلافهم عن الانتحاريين فيكمن فى أنهم لا يفجرون أحزمتهم الناسفة فى بداية المعركة، بل يشتبكون أولاً مع أعدائهم بأسلحة خفيفة أو غيرها، وبعدها يتوغلون، فإما يقتلون فى الاشتباكات أو يفجرون ستراتهم وسط المعركة. الضربة الأكبر ورغم مقتل واعتقال العشرات من قيادات التنظيم مؤخرا فإن مصرع حذيفة البدرى يعتبر الضربة الأكبر من نوعها، بل وقد تكون بداية النهاية لهذا التنظيم. ولعل ما يزيد من أهمية هذا التطور، أن تقارير صحفية كانت تحدثت عن تواجد البغدادى فى سوريا، وجاء مقتل نجله، ليضفى كثيرا من المصداقية على هذه التقارير، ويرجح أن اعتقال البغدادى أو قتله بات مسألة وقت. العراق كان محور الاهتمام فى البحث عن البغدادى، بالنظر إلى أنه يحمل جنسيته، إلا أن مقتل نجله فى سوريا، سيجعل التحالف الدولى لمحاربة "داعش" يركز كل جهوده على ملاحقته فى سوريا. كان ضابط برتبة لواء، فى جهاز الاستخبارات العراقية، رجح استهداف أبو بكر البغدادى، قريبا، بعد تحديد مكان اختبائه، حسب تعبيره. ونقلت "فرانس برس" عن الضابط، الذى طلب عدم كشف هويته، قوله حينها إن "البغدادى موجود فى شرق سوريا، حيث تقع مناطق نفوذ التنظيم، وهى مناطق الهجين الشدادى والصور ومركدة"، متابعا "البغدادى يتنقل بالخفاء فى هذه المناطق فى الجانب السورى من الحدود، وليس بموكب". وأشار الضابط العراقى إلى أن البغدادى يتنقل برفقة أربعة إلى خمسة أشخاص بينهم ابنه، وصهره. اقرأ أيضا: استهداف العراق ل«جمجمة داعش».. هل يمهد الطريق للبغدادي؟ ويعنى مقتل نجل البغدادى الاقتراب من مكان أبيه الذى كان يلازمه دوما، وبالتالى فإن القضاء على قائد التنظيم بات قريبا وهو ما يؤكده الكثير من المحللين. ويعود آخر خطاب لزعيم داعش إلى 28 سبتمبر 2017 قبل أسبوعين من سقوط الرقة، المعقل السابق لتنظيمه فى سوريا. وقد دعا فيه أنصاره إلى "الصبر والثبات" ووجه "الكفار" المتحالفين ضدهم فى سورياوالعراق. والبغدادى الذى رصدت واشنطن 25 مليون دولار لمن يحدد مكانه أو يقتله، ظهر مرة واحدة أمام الكاميرا لدى إعلانه "دولة الخلافة"، لكنه تحدث مرات عديدة عبر تسجيلات صوتية، بحسب "العربية". التشكيك فى مقتله هل فعلاً سقط ابن البغدادى الذى يبدو فى بيان النعى "مراهقا" يافعا فى "عملية انغماسية" أم أن التنظيم أراد من خلال الترويج لتلك الطريقة ولتلك الصورة "شحذ" همم مقاتليه مجددا بعد أن بات يلفظ أنفاسه الأخيرة؟ تساؤلات عدة طُرحت بعد إعلان التنظيم عن مقتل حذيفة. وفى تحليل لموقع "سايت" الذى يُعنى بمتابعة أخبار التنظيمات الإرهابية، أشار الموقع المتخصص إلى أن التنظيم أراد إدراج بيان النعى هذا ضمن الحملة التى أطلقها تحت مسمى "قافلة الشهداء" من أجل استنهاض مقاتليه والمتعاطفين معه أيضا. اقرأ أيضا : بعد أنباء عن وفاته.. البغدادى يعود للظهور بتسجيل صوتي كما اعتبر "سايت" أن التنظيم على ما يبدو نجح فى "استدرار" تعاطف مناصريه، إذ أشارت العديد من التعليقات "الداعشية الطراز" إلى أن تلك العملية خير دليل على أن البغدادى بين أهله وفى أرضه، كما اعتبروها "صفعة فى وجه كل خبيث خائن". وغالبا ما يستثمر مقتل أى ابن زعيم إرهابى من قبل التنظيمات الإرهابية، لاستنهاض مقاتليه إلى ميدان الحرب. خلاصة القول، التنظيم الإرهابى يشهد تراجعا ملحوظًا على المستوى العسكرى والإعلامى والتنظيمى فرغم الاستعدادات الكبيرة التى يحضر لها التنظيم لخوض معاركه، فإن ذلك لم يمنع التنظيم من تلقى ضربات موجعة وانكسارات متوالية تمثلت فى انحسار جغرافيته على الأرض، فضلاً عن فقدانه للكثير من قياداته الميدانية، وتحمل تلك الخسائر مؤشرات على قرب نهاية التنظيم. اقرأ أيضا : العراق.. قائمة المطلوبين تتجاهل «البغدادي» وتدين ابنة صدام حسين