حذر الدكتور محمود محمد عمرو مؤسس مركز السموم بقصر العيني في جامعة القاهرة من خطورة سمكة الأرنب السامة التي بدأت تنتشر في مصر مؤخرا بسواحل البحر الأحمر والمتوسط لافتا إلى أن خطورة هذه السمكة ترجع إلى أن بعض بائعي السمك بدأوا في بيعها على شكل شرائح "الفيليه" ما يصعب من عملية اكتشافها من جانب المواطنين. وقال "عمرو" في تصريح ل"التحرير" أن هذه الشرائح من الفيليه تحتوي على كميات كبيرة من السم لأن هذه السمكة ينتشر بها الغدد السمية في جميع مناطق جسمها وأن 15 جرامًا من لحمها يصيب الإنسان بالتسمم. وأضاف أن أهم أعراض التسمم تظهر في الدوخة وزغللة في العين وغيبوبة وذلك على مراحل، بينما الوفاة تستغرق وقتا بخلاف الفسيخ المسمم الذي يتسبب في الوفاة سريعا ويكلف الترياق المعالج للسم منه 30 ألف جنيه للحقنة الواحدة بينما العلاج من سمكة الأرنب أقل تكلفة. وينصح عمرو بضرورة التوجه إلى المستشفى فور الشعور بالاعراض خصوصا أن هذا النوع من السم يتسبب في شلل في الجهاز العصبي وشبكة كهرباء المخ تنتهي بالوفاة. وقال محمد الفقي رئيس الاتحاد التعاوني للثروة المائية في تصريحات ل" التحرير" إن هذه السمكة كانت في خليج السويس ثم انتقلت إلى البحر المتوسط وهى من الأسماك الممنوع صيدها وتداولها بالأسواق بقرار من هيئة الثروة السمكية بوزارة الزراعة وكذلك الهيئة العامة للخدمات البيطرية ووزارة البيئة. وحسب الدكتور سامي طه نقيب البيطريين الأسبق فإن هذه السمكة يجب التوعية بمخاطرها وتفعيل قرار منع صيدها من خلال هيئة الطب البيطري بوزارة الزراعة وتفعيل الرقابة من الأجهزة البيطرية مطالبا بتحليل الأسماك قبل بيعها فضلا عن التحليل والكشف عل الأسماك المجمدة مثلما يحدث في الدول الأوربية خصوصا أن المواطن المصري في ظل غلاء المعيشة يبحث عن الأغذية الأقل سعرا. من جانبها حذرت جمعية الإنقاذ البحرى وإدارة حماية البيئة بالبحر الأحمر من ظهور سمكة القراض السامة الشهيرة ب«الأرنب» بكثرة فى عدة مناطق بالبحر الأحمر، مشيرة إلى أنها الأخطر على الإطلاق، إذ يوجد سم فى كبدها، وطالبت الجمعية بعدم عرض السمكة للبيع بالأسواق للمواطنين. وقال حسن الطيب، رئيس الجمعية، إن هذه السمكة موطنها البحر الأحمر، وزحفت إلى البحر المتوسط عن طريق قناة السويس وتكيفت مع بيئة البحر المتوسط وعاشت وتكاثرت بصورة ملحوظة ودمرت كثيرا من شباك الصيادين. وأضاف: «نحن كجمعية نحذر بكل قوة بالابتعاد تماما عن شرائها أو الحصول عليها مجانا أو تناولها»، مشيرا إلى أن سمكة الأرنب من أغلى الأطباق فى مطاعم اليابان، والطهاة هناك يدرسون فنون التعامل مع مثل هذه السمكة القاتلة، ويحصلون على شهادة خاصة فى دورة علمية وعملية فى كيفية طهوها دون لمس دمائها أو أحشائها أو كبدها وحتى عينها، فكل هذا مكتظ بالسموم، وإذا لمس الدم اللحم لوثه فى الحال وسممها فيجب إلقاؤها فى القمامة أو البحر فورا.