وجه د. شريف فتوح أستاذ اقتصاديات إدارة وتنمية المصايد السمكية بالمعهد القومى لعلوم البحار والمصايد تحذيرًا شديدًا من خطورة سمكة الأرنب وهو أحد الأنواع السامة التى تؤدى إلى الوفاة والتى انتشرت مرة أخرى فى الأسواق. وقال إن تلك السمكة تعد من أخطر أنواع الأسماك التى تسبب حالات تسمم تؤدى إلى الوفاة، مضيفًا أن سمكة القراض الأسود أو الأرنب هى فى الأصل من أسماك البحر الأحمر وهاجرت عن طريق قناة السويس، واستوطنت البحر المتوسط وأصبحت منتشرة بطول السواحل المصرية على البحر المتوسط من العريش إلى السلوم، هذه السمكة من الأسماك السامة المحظور صيدها وتداولها، ولكن الخطورة أن بعض الصيادين يتحايلون ويقومون ببيعها بالأسواق بعد سلخها وتقطيعها حتى لا تظهر معالمها وتباع على أنها سمك فيليه. وأضاف: السمكة يترواح طولها من 25 إلى 50 سم ولونها رمادى داكن وبها نقاط سوداء وبطنها رخوة وقابلة للانتفاخ ولونها فاتح يميل للبياض، وفكها العلوى به سنة واحدة تقابلها سنتان بالفك السفلى، وفم السمكة يشبه فم الارنب ويخلو جسمها من الزعنفة الظهرية، وتقوم سمكة القراض بتخزين السموم فى كبدها ومناسلها والأمعاء والجلد وهى شديدة السمية للإنسان وتصل آثارها إلى درجة الوفاة، والغدة السامة بالسمكة تحتاج الى دراية كاملة بطبيعة السمكة حتى يمكن إزالة هذه الغدة، أما إذا حدث خطأ فى إزالة هذه الغدة وجرح الكبد أو المناسل أثناء عملية التنظيف فالسم ينتشر فى الأنسجة ويلوث جميع أجزاء لحم السمكة ولا يزول بالغسيل ويتسبب فى أضرار بالغة لمن يتناوله، ويبدأ بالقىء والإسهال وقد يصل إلى الوفاة لشدة السم الموجود بالسمكة. وأضاف فتوح أن الأنواع الأخرى من الأسماك السامة الموجودة فى مصر هى سمكة دجاجة البحر وهذا النوع من الأسماك له أسماء شائعة ومتعددة منها السمكة المخططة والسمكة النارية أو الفراشة والسمكة الريشى، وهى تستوطن بالبحر الأحمر وتشتهر بألوانها وسمها موجود فى كل شوكة على ظهرها، وهناك سمكة أخرى تتواجد بالمنطقة الساحلية بالبحر المتوسط ويشيع صيدها بالإسكندرية ودمياط وتقطيعها وبيعها على انها سمك محرات، وهى سمكة البقرة أو الرقيطة ويتواجد السم فى شوكة فى ذيلها، وهناك أيضا سمكة البلامة وتتواجد فى المنطقة الساحلية بالبحر المتوسط. ويقول د.شريف فتوح إن قرار المنع المطلق لصيد هذه الأنواع من الأسماك فى الغالب لا يطبق لأن السمكة تخرج فى شباك الصيادين الذين لا يتركونها، وحتى اذا طبق القرار وألقى الصيادون بالأسماك فى المياه مرة أخرى فهذا خطر فسمكة الأرنب على سبيل المثال سريعة التكاثر والانتشار والتأقلم بأى بيئة وإعادة إلقائها بالمياه سيزيد من المشكلة، والأفضل أن يتم تشجيع الصيادين على تكثيف صيد هذه الأنواع من الأسماك من خلال شركات تابعة للهيئة العامة للثروة السمكية مقابل سعر متفق عليه للصياد لتشجيعه على تسليم جميع محصول تلك الأسماك التى تم صيدها مع تشديد الرقابة لمنع تسرب أى كمية من تلك الأسماك إلى الأسواق، ويمكن تصدير تلك الأسماك إلى بعض الدول التى لها دراية وخبرة فى التعامل معها، حيث يتم الاستفادة من سمومها فى بعض الصناعات الدوائية والكيميائية كما يتم الاستفادة من لحوم الاسماك النظيفة فى التغذية البشرية.