2018، عام الاحتفالات اليوبيلية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث احتلفلت بمرور 50 عاما على ظهور السيدة العذراء بالزيتون، واستعادة رفات القديس مرقس، مؤسس الكنيسة في مصر، وبناء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، و100 عام على إنشاء حركة مدارس الأحد على يد الأرشدياكون «رئيس الشمامسة» حبيب جرجس ومجموعته، والتي أصبح تلامذتها قادة للكنيسة مثل البابا الراحل شنودة الثالث، والأنبا موسى أسقف الشباب. وقد احتفلت الكنيسة في 2 إبريل بذكرى ظهور السيدة العذراء فوق قباب الكنيسة التي تحمل اسمها بالزيتون عام 1968، وفي 13 مايو الماضي احتفلت الكنيسة بمرور 100 عام على مدارس الأحد، بعدما اعترف بها مجمع الأساقفة للكنيسة رسميا عام 1918، وفي 24 يونيو منذ 3 أيام احتفلت الكنيسة بذكرى استعادة جسد القديس مرقس في السنة العاشرة من حبرية البابا كيرلس السادس عام 1968، أما أول من أمس الموافق 25 يونيو فقد حلت الذكرى ال50 لافتتاح الكاتدرائية التي تجددها الكنيسة منذ 3 أعوام وتنتهي التجديدات هذا العام، حيث تظل احتفالات الكنيسة مستمرة، وفي هذا التقرير يستعرض «التحرير»، قصة كل يوبيل من الأربعة. 1- حركة مدارس الأحد مدارس الأحد، اجتماع أسبوعي، عندما كان يوم الأحد هو يوم الإجازة الرسمي، بدأها روبرت رايكس Robert Raikes في إنجلترا سنة 1780، وهو رجل عِلماني، يتبع الكنيسة الأنجليكانية الأسقفية ببريطانيا، وتحوَّلت في مصر إلى يوم الجمعة لكونها يوم الإجازة الرسمية وأصبح اسمها مدارس التربية الكنسية، وفقا لموقع سانت تكلا هيمانوت الحبشي، التابع للكنيسة القبطية في الإسكندرية. ونشأت حركة مدارس الأحد على يد الأرشدياكون حبيب جرجس، وهي عبارة عن فصول مُقسَّمة بالمراحل الدراسية للأطفال بدءًا من سن الحضانة والمرحلة الابتدائية، ثم الفتيان في المرحلة الإعدادية والمرحلة الثانوية، ثم بعد ذلك يتحول الأمر إلى اجتماعات، وفيها ينتقل الشباب في مرحلة الجامعة وما بعدها إلى اجتماعات مثل اجتماع الشباب، اجتماع الأسرة، اجتماع المتزوجين حديثًا، وغيرها من الاجتماعات على حسب الفئات. ويذكر الكاتب والمفكر كمال زاخر أن حبيب جرجس استلهم روح حركة الشبيبة الأرثوذكسية في لبنان، والتي بدأت حركة إصلاح ديني وثقافي في لبنان قبل إنشاء حركة مدارس الأحد، ولم تلق حركة مدارس الأحد الدعم والاعتراف من الكنيسة في البداية، وظلت عدة سنوات منذ 1900 حركة غير معترف بها من الكنيسة اعترف بها مجمع الأساقفة في 13 مايو 1918. ولحبيب جرجس المولود بالقاهرة عام 1876 مجهود كبير في تطوير التعليم بالكنيسة القبطية، حيث أوكل إليه البابا كيرلس الخامس مهمة إنشاء مدرسة إكليريكية، حيث جمع لها التبرعات، وتعتبر نواة الكلية الأكريكية الحديثة التابعة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وتوفي في 21 أغسطس 1951، واعترف مجمع الكنيسة بقداسة حبيب جرس في اجتماع 20 يونيو 2013 برائاسة البابا تواضروس وأصبح من قديسي الكنيسة القبطية. وتقيم الكنيسة احتفالات ممتدة طوال هذا العام بحركة مدارس الأحد وسيكون هناك مؤتمر علمى في أكتوبر المقبل لبحث آليات تطوير مدارس الأحد. 2- ظهور السيدة العذراء في كنيستها بالزيتون في 2 إبريل 1968، أصبح ظهور السيدة العذراء مريم فوق قباق كنيستها بالزيتون، حدثا يتكلم عنه أغلب الصحف في أنحاء مختلفة من العالم، وهو الظهور الذي جاء بعد عدة أشهر من هزيمة 5 يونيو 1967، واعتبره المصريون وقتها رسالة تعزية من السماء على ما مرت به مصر، وقبل الاعتراف بالظهور شكل البابا كيرلس لجنة كنسية لمتابعة الظهور قبل الإعلان عنه بشكل رسمي. 3- استعادة جسد القديس مرقس بعد 11 قرنا كان فيها جسد مار مرقس محفوظا في مدينة البندقية (فينيسيا) بإيطاليا، عقب سرقته من الإسكندرية، عاد إلى مصر، بعدما أرسل البابا كيرلس السادس، وفدا رسميا رفيع المستوى إلى روما بإيطاليا لتسلم رفات القديس مرقس في مراسم رسمية من قبل بابا الفاتيكان بولس السادس، وعاد الوفد إلى مصر في 24 يونيو 1968. وتم تخصيص مزار لرفات القديس مرقس في أسفل الكنيسة الكبرى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية. 4- افتتاح الكاتدرائية المرقسية بالعباسية في 25 يونيو 1968، حضر رئيس الجمهورية، جمال عبد الناصر، وأنور السادات، رئيس مجلس الأمة، ومندوب شيخ الأزهر، والإمبراطور الإثيوبي هيلاسلاسي، حفل افتتاح الكاتدرائية، وكان في استقبالهما البابا كيرلس السادس، ونشرت صحيفة الأهرام يوم 15 يونيو قبل الاحتفال أن هناك مكتبا خاصا بمطار القاهرة لاستقبال وفود من كنائس العالم، البالغ عددهم 150 عضوا و250 مرافقا، وخصصت وزارة السياحة فندقا في القاهرة وآخر في الإسكندرية لإقامتهم، وتم تنظيم برنامج سياحي لهم في عدة محافظات. وكان الرئيس جمال عبد الناصر قد وضع مع البابا كيرلس حجر الأساس لبناء الكاتدرائية في 24 يوليو 1965، وكان الصندوق الذي وضع عليه الحجر مكونا من خشب مأخوذ من مقر البطريركية القديمة بالأزبكية، ويحتوى على نسختين من الكتاب المقدس، ونسخ من الصحف الصادرة يوم 9 مايو الذي أذيع فيه نبأ إسهام الحكومة في بناء الكاتدرائية، ومحضر على ورق مقوى موقع عليه من رئيس الجمهورية والبابا، إلى جانب صليب من الفضة، والعملة المتداولة في الدولة، وأسهمت الدولة بمبلغ 500 ألف جنيه، نصفها نقدي والآخر عيني عبر شركات القطاع العام المساهمة في بناء الكاتدرائية. وتلقت الكاتدرائية هدية من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية عبارة عن مذبح مكسو بقشرة من الذهب الخالص، وهدية أخرى من الإمبراطور الإثيبوبي هيلاسلاسي عبارة عن إنجيل وصليب ذهب، وصلى البابا كيرلس السادس قداسات عيدي الميلاد والقيامة عام 1969 بها.