آداب حلوان توجه تعليمات مهمة لطلاب الفرقة الثالثة قبل بدء الامتحانات    رحلة الجنيه الذهب منذ بداية 2024.. كم تراجع؟    السيدة انتصار السيسي: سعيدة بمشاركة حرم سلطان عمان زيارة المتحف المصري الجديد    في زمن التحوّلات.. لبنان يواجه تحديات في الشراكة الداخليّة ودوره بالمنطقة    تفاصيل هجوم روسيا على شرقي أوكرانيا.. وكييف تخلي بلدات في المنطقة    مودرن فيوتشر يتعادل مع البنك الأهلي بهدف لكل فريق    كيشو يفوز على بطل كازاخستان ويتأهل لأولمبياد باريس 2024    كرة سلة.. الأهلي والزمالك.. نصف نهائي دوري السوبر (فيديو)    عاجل.. رضا سليم يتواصل مع الشيبي لحل أزمة حسين الشحات.. ولاعب بيراميدز يحدد شروطه    برشلونة يستهدف حسم صفقة نارية قبل بطولة "يورو"    كتب رسالة قبل انتحاره.. تفاصيل إنهاء شاب حياته بذبح نفسه داخل مطبخ شقته في الطالبية    ماجدة موريس: "السرب" جمع عناصر الجذب الفني للجمهور .. والفن يوثق الذاكرة للتاريخ    نقاد: «السرب» يوثق ملحمة وطنية مهمة بأعلى التقنيات الفنية.. وأكد قدرة مصر على الثأر لأبنائها    «قومي حقوق الإنسان» يشارك في إطلاق الدورة الثانية من مهرجان إيزيس الدولي    انطلاق المبادرة الرئاسية للتشخيص الطبي عن بعد بمحافظة كفر الشيخ    حسام موافي يحذر من أكل الشارع.. يسبب «المرض اللعين»    بطولة العالم للإسكواش 2024.. يحيى النواسانى يتأهل للدور الثانى    حماس: تعاملنا بكل مسؤولية وإيجابية لتسهيل الوصول لاتفاق يحقق وقف دائم لإطلاق النار    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 بصيغة pdf وخطوات الحصول على أرقام الجلوس    مصرع فتاة خنقًا في ظروف غامضة ببني سويف    مصرع طالب سقط من القطار بسوهاج    العمالة المصرية على موعد للعمل في اليونان.. اعرف التفاصيل    الأسهم الأوروبية تغلق عند مستويات قياسية جديدة    شاهد أول فيديو.. «النقل» تستعرض المحطات الخمسة الجديدة للخط الثالث لمترو الأنفاق    بسمة بوسيل تكشف عن مفاجأة بشأن تامر حسني بسبب «البدايات» (تفاصيل)    د.آمال عثمان تكتب: المتحف المصري الكبير الأحق بعرض «نفرتيتي» و«حجر رشيد» و«الزودياك»    5 نصائح مهمة للمقبلين على أداء الحج.. يتحدث عنها المفتي    المفتي يحسم الجدل بشأن حكم إيداع الأموال في البنوك (فيديو)    وزيرة التعاون الدولي: الحكومة تتبنى إجراءات وتدابير محفزة للشركات الناشئة    شاهد| انتصار السيسي تودع حرم سلطان عمان بمطار القاهرة    12 عرضا تدل على الإصابة بأمراض الكلى    فضائل شهر ذي القعدة ولماذا سُمي بهذا الاسم.. 4 معلومات مهمة يكشف عنها الأزهر للفتوى    نقيب المهندسين: نستهدف تعزيز التعاون مع صندوق الإسكان الاجتماعي    نائب رئيس جامعة الزقازيق يشهد فعاليات المؤتمر الطلابي السنوي الثالثة    بعد زواجه من الإعلامية لينا طهطاوي.. معلومات لا تعرفها عن البلوجر محمد فرج    أسعار شقق جنة بمشروع بيت الوطن للمصريين في الخارج    الجيزاوي يتفقد مستشفى بنها الجامعي للاطمئنان على الخدمة الصحية    بالصور.. الشرقية تحتفي بذكرى الدكتور عبد الحليم محمود    خطيب الجامع الأزهر: الحضارة الإسلامية حوربت من خلال تشكيك المسلمين في تراثهم العريق    أشرف صبحي يلتقي فرج عامر وأعضاء سموحة لتعزيز الاستقرار داخل النادي    بالصور.. تشييع جثمان والدة يسرا اللوزي من مسجد عمر مكرم    واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة، الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة القادمة    للتخلص من دهون البطن.. تعرف ما ينبغي تناوله    السيطرة على حريق شقة سكنية بمنطقة الوراق    البيئة تناقش المواصفات الفنية للمركبات الكهربائية للمشروع التجريبى للنقل منخفض الانبعاثات    "علم فلسطين في جامعة جورج واشنطن".. كيف دعم طلاب الغرب أهل غزة؟    محافظة الأقصر يناقش مع وفد من الرعاية الصحية سير أعمال منظومة التأمين الصحي الشامل    مفتي الجمهورية: الفكر المتطرف من أكبر تحديات عملية بناء الوعي الرشيد    محلل أداء منتخب الشباب يكشف نقاط قوة الترجي قبل مواجهة الأهلي    حملة بحي شرق القاهرة للتأكد من التزام المخابز بالأسعار الجديدة    دعاء الجمعة للمتوفي .. «اللهم أنزله منزلا مباركا وأنت خير المنزلين»    بدء جلسات اجتماع اللجنة الدائمة للقاء بطاركة الكنائس الشرقية الأرثوذكسية في الشرق الأوسط    في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر    رد فعل محمد عادل إمام بعد قرار إعادة عرض فيلم "زهايمر" بالسعودية    مصرع وإصابة 4 أشخاص في اصطدام سيارة بكوبري في الغربية    مراسل التلفزيون المصري: تصريحات إسرائيل بفتح منفذ كرم أبوسالم غير صحيحة    شخص يطلق النار على شرطيين اثنين بقسم شرطة في فرنسا    لمواليد 10 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خبير مياه: ملء سد النهضة يخصم 24 مليار متر من حصة مصر.. والري ترد
نشر في التحرير يوم 27 - 06 - 2018

تمضي إثيوبيا حاليا في طريقها نحو بناء سد النهضة بخطى سريعة غير مبالية بأي اعتراضات مصرية، إذ انتهت إثيوبيا من حوالى 70% من جسم السد وذلك بعد سبع سنوات من المفاوضات لم تقف أديس أبابا خلالها عن البناء.
ورغم الدعابات والتصوير أمام الكاميرات بين زعماء الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا التي كان آخرها ما قام به الرئيس عبد الفتاح السيسي من مطالبة رئيس الوزراء الإثيوبي بالقسم "إن سد النهضة لن يضر بمصر" إلا أن المياه لا تزال راكدة فيما يتعلق بإنهاء دراسات سد النهضة التى تقيس تأثير السد الإثيوبي على دولتي المصب مصر والسودان من الناحية المائية والبيئية والاجتماعية.
يرى الدكتور عباس شراقي، رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة أنه لا يوجد أى تقدم ملموس على مستوى المفاوضات في سد النهضة، وأن شكل المفاوضات الحالي يخدم إثيوبيا ويضر بالمصالح المصرية لأنه يستهلك الوقت ولا يمس جوهر المشكلات الرئيسية بين دول حوض النيل الشرقي "مصر والسودان وإثيوبيا" كما لا يتطرق إلى مشاركة مصر في ملء بحيرة سد النهضة والتي سيؤدي ملئها إلى خصم 24 مليار متر مكعب من حصة مصر المائية.
وأضاف شراقي في تصريحات خاصة ل"التحرير" أن الحكومة المصرية تحاول تهدئة الأمور، مشيرا إلى جملة خطيرة قالها رئيس الوزراء الإثيوبي ولم يلتفت إليها أحد من المسئولين في مصر وهى "أن إثيوبيا ستستفيد من حصتها المائية في مياه نهر النيل" وهذه الجملة خطيرة لأنها ليس لها حصة مائية أصلا حتى تستفيد منها، وبالتالي هى تحاول أن تفرض الأمر الواقع وهذا يعني أنها ستحتجز جزءا من حصة مصر المائية، وتعتبره أنه حصتها من المياه حيث إن اتفاقية 1959 الموقعة بين مصر والسودان لا تعطي حصة مائية لإثيوبيا.
يشير شراقي إلى احتمالية أن تقوم إثيوبيا هذا العام بتشغيل وحجز المياه خلف سد النهضة ما يعني حجز وخصم 24 مليار متر مكعب من حصة مصر المائية وهو ما سيؤثر سلبا على جميع نواحي الحياة في مصر، مشددا على ضرورة محاسبة المسئولين عن مفاوضات سد النهضة والتي أوصلتنا إلى هذه النقطة الحرجة، منوها بأن مجلس النواب نفسه ليس له موقف ولم يتخذ أى خطوة تجاه المفاوضات التي استمرت 7 سنوات دون أى جدوى، والمستفيد الأول منها هو إثيوبيا التي قاربت على الانتهاء من بناء السد.
من جانبه، قال الدكتور حسام الإمام المتحدث باسم وزارة الرى في تصريحات خاصة ل" التحرير"، أن هناك عدد من اللجان تعمل حاليا على دراسة الآثار السلبية والضارة على مصر نتيجة قيام إثيوبيا ببناء سد النهضة.
وأضاف الإمام أن ملف سد النهضة يدار حاليا من خلال وزارة الخارجية، مشيرا إلى أن عدد من الخبراء بالدول الثلاثة مصر والسودان واثيوبيا يدرسون الآثار البيئية والاجتماعية والمائية للسد على دولتي المصب مصر والسودان.
وحول ما أكده عدد من الخبراء أن إثيوبيا ستحتجز 24 مليار متر مكعب من المياه لتشغيل سد النهضة وأن هذه الكمية ستخصم من حصة مصر قال الإمام "دعونا ننتظر تقارير اللجان الفنية التي تعمل الآن حتى تعلن نتائجها ولا نستبق الأمر".
المشاركة في تشغيل السد
ويذكر شراقي أنه في مارس 2015 وقع رؤساء الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا اتفاقية عرفت باتفاقية المبادئ العشرة لسد النهضة ونص بندها الخامس على أن تشارك مصر في الملء الأول لسد النهضة وهو ما يعني وجود مهندسين مصريين فى أثناء تشغيل السد وهو ما لم تلتزم به إثيوبيا على وجه الإطلاق.
ونص الإعلان الذي وقع في مارس 2015 على ألا تعمل أي من الدول الثلاث على إلحاق ضرر كبير بإحداها أو اثنتين منها وأن تخفف هذا الضرر أو تنهيه إذا وقع بالفعل.
ينتقد شراقي هذا الهدوء في المفاوضات والذي يستهلك الوقت لصالح أديس أبابا خاصة أن الدراسات التي كان يجب أن تنتهي في أغسطس 2016 تأخرت عامين عن موعدها وهى الدراسات التي توضح التأثيرات السلبية على مصر نتيجة بناء السد متسائلا: هل نلجأ إلى الحلول السياسية لإنقاذ الموقف بدلا من الحلول الفنية التي لم تعد تجدي الآن؟ وهل نساعد إثيوبيا في حل مشكلاتها مع إريتريا والصومال مقابل حل عادل لقضية سد النهضة؟ كلها تساؤلات مطروحة تحتاج إلى تفكير.
«لم تكن سوى دعابة» يشير شراقي إلى مطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسي للرئيس الإثيوبي بالقسم على أنه لن يضر بمصلحة مصر المائية وأنه سيحافظ عليها ليردد وراءه رئيس الوزراء الإثيوبي القسم رغم أنه لا يتكلم العربية، منوها بأن هذا القسم غير ملزم في الاتفاقيات الدولية.
إثيوبيا أخلَّت بجميع الاتفاقيات الموقعة مع مصر
إثيوبيا -وفق شراقي- أخلت بجميع اتفاقياتها مع مصر، إذ إنها وقعت مع القاهرة اتفاقية 1891 واتفاقية 1906 واتفاقية 1993 وهى اتفاقيات تلزم جميعها إثيوبيا بعدم البدء في أي مشروعات إلا بعد التشاور مع مصر، وهو ما لم يحدث بعد أن ضربت عرض الحائط بجميع الاتفاقيات التي تنص على عدم التأثير على كمية المياه التي تصل إلى مصر، كما أن هذه الاتفاقيات تنص على عدم أحقية إثيوبيا في تأخير وصول المياه إلى مصر أو تغيير نوعيتها أو تلوثها، مشيرا إلى أن رؤساء الوزراء الإثيوبيين السابقين أمثال ديسالين وزيناوي قالوا وعودا ولم ينفذوها.
طالب شراقي الحكومة المصرية بعدم الانصياع لإثيوبيا في استهلاك الوقت حتى يكتمل بناء السد فقد مر 7 سنوات من المفاوضات دون جدوى أو إفادة لمصر، مشيرا إلى أن هناك خلافات جوهرية لا يرغب المسئولون في مصر في إثارتها أمام الرأى العام في الوقت الذي تقوم فيه إثيوبيا بالتعنت.
التعاون المشترك
بينما ترى الدكتورة نانيس فهمي الخبيرة في الشئون الإفريقية في تصريحات ل"التحرير" أن الأمور تسير بشكل جيد من ناحية التعاون المشترك خاصة بعد زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي الأخيرة إلى مصر وهو ما سيسهم في حدوث انفراجة في قضية سد النهضة.
وتعتبر فهمي رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد مختلفا عن سابقيه إذ يرغب في الحوار وهو ما ظهر من خلال المرونة في الخلافات مع دولة إريتريا، لافتة إلى أن المشكلة حاليا أن مصر ترغب في ملء السد في 10 سنوات بينما ترغب إثيوبيا في مدة أقل مما سيؤثر على مصر.
وأشارت إلى أن اجتماعات القمة بين الرؤساء الثلاثة سهلت كثيرا وحركت الجمود في ملف سد النهضة، ولذلك أكدوا دورية انعقاد هذه الاجتماعات.
الدكتور ضياء القوصي مستشار وزير الري الأسبق قال إنه لا سبيل أمام مصر سوى المفاوضات، لافتا إلى أن إثيوبيا والسودان رفضا التقرير الاستهلالي الذي أجرته الشركة الفرنسية وهو ما عطل المفاوضات نتيجة التعنت الإثيوبي.
وتقول الدكتورة سالي فريد مديرة مركز البحوث الإفريقية بمعهد الدراسات الإفريقية إن التعاون الاقتصادي بين الدول الثلاث سيخدم بالضرورة قضية سد النهضة خاصة المشروعات الزراعية، مطالبة بضرورة وجود مراقبين مصريين في إثيوبيا فى أثناء تشغيل سد النهضة لملاحظة أى تأثير على مصر، مشيرة إلى أن السد سيكون له تأثيرات سلبية على القطاع الزراعي والصناعي وكذلك قطاع الطاقة المتمثل في الكهرباء مشددة على ضرورة وجود قوى لمصر داخل إفريقيا من خلال المشروعات.
وفي 7 مايو الماضي أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري، أن الاجتماع الفني الذي عُقد على مدى يومين في العاصمة الإثيوبية أديس بابا، وضم وزراء الري وخبراء من مصر وإثيوبيا والسودان، فشل في كسر الجمود الذي يعتري المفاوضات المتعلقة بأزمة سد النهضة الإثيوبي.
وقال شكري، في مؤتمر صحفي حينها "هناك دائما من قبل مصر استعداد ورغبة وكان هناك طرح لعدد من الأطروحات التي قد تؤدى إلى كسر هذا الجمود" لافتا إلى أن إثيوبيا تريد أن تجر القضية خارج اتفاق إعلان المبادئ الموقع بينها في مارس 2015".
وفي المقابل رد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية ملس ألم، في مؤتمر صحفي، على تصريحات شكري قائلا: "إثيوبيا تأسف من تصريحات الوزير باتهام إثيوبيا بالتسبب في تعثر المفاوضات الفنية لسد النهضة بأديس أبابا في الوقت الذي عبر فيه القادة الثلاثة عن أنهم يتحركون كجسد واحد".
ومن قبل ذلك فشل اجتماع مماثل عقد في الخرطوم في السادس من إبريل في الوصول إلى اتفاق حول الدراسات الفنية الخاصة بالسد والآثار المترتبة على إقامته.
وتعود بداية أزمة سد النهضة إلى الأول من مايو من عام 2010، حين خرجت إثيوبيا معلنة عزمها على بناء السد، لتبدأ التنفيذ في 28 مايو 2013.
وجرت سلسلة طويلة من المفاوضات سعت فيها مصر، لعدم إقامة السد الذي يحرمها من 174 مليار متر مكعب من المياه.
وكانت بداية سلسلة المفاوضات في سبتمبر في عام 2011 حين اتفق عصام شرف، أول رئيس وزراء بعد ثورة 25 يناير 2011، مع نظيره الإثيوبي ميلس زيناوي، على تشكيل لجنة دولية تدرس آثار بناء السد الإثيوبي، والتي تشكلت من 10 خبراء مصريين وإثيوبيين وسودانيين و4 خبراء دوليين محايدين.
في مايو2013 انتهت اللجنة من عملها وخلصت بعدما رأت بدء بناء السد إلى عدة توصيات مهمة بإجراء دراسات هندسية: تتعلق بارتفاع السد وسعة تخزينه وأمان السد، ودراسات مائية: تتعلق بمواءمة السد مع المياه التي يقف أمامها ونسب التسرب، ودراسات بيئية: تتعلق بعمل دراسات اقتصادية واجتماعية وتأثير ذلك على الدول المحيطة بالسد.
ولما تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، طلب خلال اجتماعه مع رئيس وزراء إثيوبيا، هيلي ماريام ديسالين، على هامش قمة الاتحاد الإفريقي في 25 يونيو 2014، التي عقدت في عاصمة غينيا الاستوائية "مالابو"، استئناف المفاوضات مرة أخرى.
واتفق وزيرا الري المصري والإثيوبي على تنفيذ توجيهات الرئيس السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي والبدء في مفاوضات بحضور السودان، وتشكيل "لجنة وطنية" لتنفيذ توصيات اللجنة الدولية المشكلة في 2012 من خلال مكتب استشاري عالمي.
وخلال القمة الثلاثية بين رؤساء مصر وإثيوبيا والسودان، في الخرطوم، وقّع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير ورئيس وزراء إثيوبيا هايلى ديسالين، وثيقة "إعلان مبادئ سد النهضة".
ونص الإعلان على: "تقوم المكاتب الاستشارية بإعداد دراسة فنية عن سد النهضة في مدة لا تزيد على 11 شهرًا، ويتم الاتفاق بعد انتهاء الدراسات على كيفية إنجاز سد النهضة وتشغيله دون الإضرار بدولتي المصب مصر والسودان".
وفي ديسمبر 2015 وقع وزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيان على وثيقة الخرطوم وتضمنت الاتفاق والتأكيد على إعلان المبادئ الموقع من رؤساء الدول الثلاث.
وفي المقابل صرح وزير الإعلام والاتصالات الإثيوبي غيتاشو رضا، في مايو 2016، بأن حكومة بلاده توشك على إكمال 70% من بناء "سد النهضة"، وأن ما تم إنجازه يتضمن الأعمال الإنشائية والهندسة المدنية، وتركيب التوربينات وعمليات هندسة المياه.
وبعد سلسلة طويلة من المفاوضات المتعثرة أعربت مصر في سبتمبر 2017 عن قلقها البالغ من عدم حسم نقاط الخلاف في التقرير الاستهلالي للمكتب الاستشاري.
وعادت مفاوضات سد النهضة في17 أكتوبر 2017 حين زار وزير الري موقع سد النهضة الإثيوبي، لأول مرة لمتابعة الأعمال الإنشائية والتحقق من التفاصيل الفنية في إطار أعمال اللجنة الثلاثية الفنية.
وفي نوفمبر 2017 استضافت القاهرة على مدى يومين جولة جديدة للمفاوضات بين وزراء الموارد المائية الثلاثة، ولكن أعلنت السودان وإثيوبيا رفض التقرير الاستهلالي الخاص بدراسات "سد النهضة"، وأكدت مصر عدم التوصل لاتفاق.
وأكد وزير الري الدكتور محمد عبد العاطي أن عدم التوصل لاتفاق يثير القلق على مستقبل التعاون ومدى قدرة الدول الثلاث على التوصل للتوافق المطلوب بشأن سد النهضة وكيفية درء الأضرار التي يمكن أن تنجم عنه بما يحفظ أمن مصر المائي.
واقترح وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال لقائه نظيره الإثيوبي في ديسمبر 2017، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أن يشارك البنك الدولي كوسيط محايد في أعمال اللجنة الثلاثية، التي تبحث في تأثير إنشاء سد النهضة الإثيوبي على دولتي المصب، مصر والسودان.
ولكن رفضت إثيوبيا في يناير 2018 المقترح المصري بإشراك البنك الدولي في مفاوضات سد النهضة.
وفي 13 مارس 2018 أعلن السفير السوداني لدى القاهرة، عبد المحمود عبد الحليم، عن توجيه الخرطوم دعوة رسمية للجانب المصري، لعقد اجتماع ثلاثي لوزراء الخارجية والري ومديري أجهزة المخابرات في السودان وإثيوبيا ومصر، بشأن سد النهضة، في يومي 4 و5 أبريل الجاري بالخرطوم والتي انتهت بالفشل.
وكان موعد آخر قد أخفقت فيه جولة جديدة من المفاوضات في منتصف إبريل الماضي، بعد 17 ساعة من مفاوضات كانت تستضيفها العاصمة السودانية الخرطوم، لإجراء محادثات بشأن مخاوف مصر من سد النهضة، ومحاولة الوصول إلى اتفاق مشترك.
وأعلن وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، رفع اجتماع اللجنة الثلاثية الخاصة بسد النهضة دون الوصول إلى توافق أو الخروج بقرار مشترك، لكنه وصف المحادثات بأنها كانت "بناءة ومهمة"، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية في السودان.
وأشار وزير الخارجية السوداني إلى أن الأطراف ما زالت على خلاف بشأن قضايا فنية، دون أن يقدم المزيد من التفاصيل.
كما أعلن سامح شكري وزير الخارجية، عدم الوصول إلى اتفاق في جولة المفاوضات، وقال في تصريحات صحفية، إن المشاورات كانت شفافة وصريحة، وتناولت كل الموضوعات ولكن لم تسفر عن مسار محدد ولم تؤت نتائج محددة يمكن الإعلان عنها.
وكانت المفاوضات تتركز حول اعتماد التقرير الاستهلالي الخاص بالدراسات التي يجريها المكتبان الاستشاريان الفرنسيان، والذي سبق ورفضت السودان وإثيوبيا الموافقة على التقرير الاستهلالي الخاص بدراسات "سد النهضة"، بينما وافقت مصر على التقرير في جولة المفاوضات السابقة نوفمبر 2017.
واختتم الاجتماع الثاني لمجموعة العمل البحثية العلمية المستقلة والتي تضم خبراء وأكاديميين من دول السودان ومصر وإثيوبيا أعماله في الخرطوم الأحد الماضي، بعد مناقشة خيارات واستراتيجيات ملء بحيرة سد النهضة، حيث قدم السودان ومصر ملاحظاتهما حول المقترح الإثيوبي لطريقة ملء بحيرة سد النهضة والذي قدمته إثيوبيا في الاجتماع الأول للمجموعة العلمية في القاهرة.
وقد اتفقت الأطراف الثلاثة على أن تقوم مجموعة الباحثين الإثيوبيين بالرد على ملاحظات الدولتين في الاجتماع القادم بأديس أبابا يومي 21 و22 يوليو القادم.
وقال رئيس الاجتماع الثاني في الخرطوم المهندس مستشار خضر قسم في تصريح صحفي عقب الاجتماع: "إن روحًا ودية سادت المداولات العلمية للمجموعة اتسمت بالاستناد إلى الحقائق، مما مكن الاجتماع من الوصول إلى مخرجات اتفق عليها وفق الجدول الزمني والأجندة المحددة".
يذكر أن مقترح تكوين هذه اللجنة العلمية قدم في الاجتماع التساعي بمشاركة وزراء الخارجية والموارد المائية وقادة المخابرات للدول الثلاث في الخرطوم في 6 إبريل 2018 م، وتم تضمينه في وثيقة مخرجات الاجتماع التساعي الثاني في أديس أبابا في 15 مايو 2018.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.