بعد موجة انتقادات داخلية وعالمية تعرض لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن أطفال المهاجرين بعد فصلهم عن ذويهم، قرر الأخير الرضوخ، والإفراج عن أكثر من 500 طفل ضمن مبادرة "صفر تسامح". أمس، أعلنت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، أنها قد أعادت أكثر من 500 طفل مهاجر لأهاليهم، كانوا مفصولين عن ذويهم في مراكز الفصل الأمريكية للمهاجرين ضمن نهج "صفر تسامح". وتطبق واشنطن سياسة "صفر تسامح" على الذين يعبرون الحدود الأمريكية في إطار الهجرة غير الشرعية، منذ إبريل الماضي، ونتيجة لهذه السياسة، تم فصل ما لا يقل عن 2.3 ألف طفل عن عائلاتهم، ما أثار الاستياء والغضب في جزء كبير من المجتمع الأمريكي، حسب روسيا اليوم. وزارة الأمن الداخلي، أكدت أن دائرة الجمارك والحدود الأمريكية لمّت شمل 522 طفلا من الأجانب المحتجزين بعد فصلهم عن الكبار في إطار مبادرة "صفر تسامح". اقرأ أيضًا: سياسة ترامب تجاه المهاجرين.. مخيمات عسكرية واتهامات بارتكاب جرائم لكن في الوقت نفسه، تم إرجاء لم شمل 16 طفلا كان من المقرر أن يُعادوا إلى ذويهم في 22 يونيو بسبب الأحوال الجوية، وتقرر لمّ شملهم بآبائهم وأمهاتهم في غضون 24 ساعة. الحقيقة التي تبنتها الإدارة الأمريكية بشأن أطفال المهاجرين وتروجها في المحافل الدولية، أن عملية فصل الأطفال لم تكن بسبب سياسة "عدم التسامح" ولن تتم إعادتهم إلى أقاربهم، لأن ذويهم البالغين يمكن أن يهددوا سلامتهم أو هم من المجرمين، وفقًا للقناة الروسية. يمكن القول هنا: إن "تراجع ترامب عن قراره جاء بفضل الضغوط الدولية والداخلية وخاصة زوجته ميلانيا وابنته إيفانكا". ويبدو أن الصحافة العالمية، لم تتوان في الهجوم على الرئيس الأمريكي بشأن أطفال المهاجرين، وكيفية تعاطيه بشكل عام مع ملفات المهاجرين غير الشرعيين. صحيفة "الأوبزرفر" نوهت بأن الصادم في هذا الموضوع ليس مضمون سياسة ترامب التي نصت على فصل الأطفال عن أسرهم، وما في ذلك من انتهاك لحقوق الإنسان حسب معايير الأممالمتحدة وما يرمز له ذلك من تصرف لا إنساني. كما أن الصادم ليس العار الذي جلبه القرار على ترامب والإدارة الأمريكيةوالولاياتالمتحدة بأسرها، لكن الأزمة هنا أن ترامب لم يفهم ماذا فعل لكي يثير الناس ويستفزهم إلى هذا الحد رغم قرار العفو عن بعض الأطفال. اقرأ أيضًا: ماذا يعني قرار ترامب بإلغاء «سياسة الفصل الأسري» للمهاجرين غير الشرعيين؟ فتعليق ترامب لقراراته بشكل مؤقت يمنح الناس فرصة لالتقاط الأنفاس، لكنه لا يحل مشكلة أكثر من ألفي طفل يقيمون في معسكرات وأقفاص حديدية بعيدًا عن أسرهم. السؤال هنا.. هل ستؤثر هذه الفضيحة على فترة ترامب الرئاسية؟ "الصحيفة" نقلت عن منتقدي سياسات ترامب بإعادة تذكيره "بتأثير كاترينا" على فترة رئاسة جورج بوش الابن الثانية، وهو التأثير الذي دمر سمعته وسمعة إدارته بعد التعامل السيئ مع إعصار كاترينا عام 2005. وحاليا لا يختلف ترامب عن بوش في ممارسته سياسات متهورة وحمقاء مدة عام ونصف تركت تأثيرًا كبيرًا على صورة الولاياتالمتحدة وسمعتها في العالم، وهذا لن يكون من السهل محوه. من ناحية أخرى، اعتبرت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أن صور الأطفال المفصولين عن عائلاتهم جراء سياسة الهجرة المتبعة في الولاياتالمتحدة أثارت صدمتها. اقرأ أيضًا: ترامب: القادمون من الشرق الأوسط سبب الجرائم في أمريكا حيث إن صور الأطفال المحجوزين في شبه أقفاص تثير صدمة كبيرة، إنه خطأ ونحن لسنا موافقين عليه، فهو ليس أسلوبًا بريطانيًا، وعندما نكون غير متفقين مع الولاياتالمتحدة، فإننا نقول لها ذلك"، حسب تيريزا ماي. وفي هذا الصدد، قامت منظمة للحقوق المدنية في نيويورك برفع دعوى قضائية ضد المسؤولين بإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسبب احتجاز أطفال مهاجرين لفترة طويلة، وقالت: إن "التحولات التي طرأت على سياسة الحكومة الأمريكية في الآونة الأخيرة هي السبب في احتجاز الأطفال دون وجه حق". ويسعى اتحاد الحريات المدنية في نيويورك إلى تمثيل جميع الأطفال المحتجزين أو الذين سيحتجزون لدى مكتب إعادة التوطين في نيويورك في منشآت آمنة. أما مسؤولو الهجرة في الولاياتالمتحدة فأكدوا أن 2342 طفلا فُصلوا عن 2206 أشخاص من الآباء والأمهات، في الفترة الواقعة بين 5 مايو و9 يونيو 2018. كان المهاجرون الذين يُقبض عليهم وهم يعبرون الحدود لأول مرة، خلال فترة إدارة الرئيس أوباما، يستدعون إلى المحكمة ثم يطلق سراحهم، إلا أن إدارة ترامب تفضل ترحيلهم، وهو الأمر الذي قوبل برفض كبير من قبل ست شركات طيران أمريكية.