أثار قرار الملك سلمان بن عبد العزيز، بإعفاء رئيس هيئة الترفيه الحكومية أحمد الخطيب من منصبه، حالة من الجدل داخل السعودية، وانقسم السعوديون حول هذا القرار المفاجئ الذي جاء بعد عامين من تولي الخطيب هذا المنصب الذي يعد أول رئيس لهيئة الترفيه الحكومية، التي تم إنشاؤها. الروسيات والإطاحة الأمر الملكي لم يكشف عن سبب الإعفاء، إلا أن التكهنات أشارت إلى أن إعفاءه من منصبه يأتي على خلفية إحدى الفعاليات الفنية، إذ جاء القرار بعد انتقادات لاذعة لعارضات سيرك روسي قدمن عروضًا بملابس جريئة أمام جمهور مختلط في مدينة الرياض خلال عيد الفطر. وهيئة الترفيه نظمت منذ إنشائها فعاليات فنية وترفيهية متنوعة، شارك فيها نجوم ونجمات من مختلف دول العالم وفرق شهيرة، قدموا في فعاليات مختلفة عروضًا أمام جمهور مختلط من الجنسين في مشهد لم يكن مجرد تخيله لدى السكان ممكنًا قبل سنوات قليلة. اقرأ أيضا : لماذا أنشأت السعودية وزارة مستقلة للثقافة؟ مصادر مطلعة، كشفت أن القرار الذي قضى بإعفاء أحمد الخطيب من رئاسة مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه صدر بناء على ما حدث من تجاوز في فعالية السيرك بالرياض، وما صاحب ذلك من ظهور لبعض لاعبات السيرك بلباس غير لائق، حيث حضرت مجموعة من الراقصات الروسيات لتقديم عروض سيرك في جامعة الأميرة نورة بالرياض لمدة خمسة أيام. وأكدت المصادر أنه سبق أن تم التشديد على مجلس إدارة هيئة الترفيه الذي يرأسه الخطيب على وجوب وضع شروط ومعايير واضحة ورقابة في حال التعاقد مع المشغلين الأجانب، وذلك بعد حادثة سابقة مشابهة في العام الماضي، بحسب ما نقلت "سبق". المصادر أشارت إلى أن الخطيب أوضح في رده بأن ضغط العمل وكثرة الملفات التي يعمل عليها صعَّبا عليه متابعة تقيُّد الشركات المشغلة بالفعاليات الترفيهية بالشروط والضوابط، مشيرا إلى أن أعمال ملف الهيئة العامة للصناعات العسكرية وصندوق التنمية السعودي تحتاج منه لتفرغ كامل، وأنه غير قادر على تبرير ما حصل، ولا تبرير عدم وصول هيئة الترفيه للمستهدفات والجودة المطلوبة منها، فصدر قرار إعفائه من هيئة الترفيه، وتفريغه للأعمال الأخرى التي يقوم بها. اقرأ أيضا : «القدية» ديزني لاند السعودية.. عاصمة المغامرات المستقبلية فيما اعتقدت مصادر أخرى أن إعفاء الخطيب من رئاسة هيئة الترفيه جاء بسبب انشغاله بمناصب رفيعة أخرى يجب التفرغ لها. السعوديون منقسمون منذ أن تولى الخطيب رئاسة الهيئة كان محل خلاف وجدل بين السعوديين فمنهم من يدافع عن نجاحه في تنظيم الفعاليات الفنية والثقافية والترفيهية في مختلف مناطق المملكة بشكل غير مسبوق، فيما يعارضه فريق آخر. وحتى بعد قرار الإعفاء انقسم السعوديون حول هذا القرار، فالمؤيدون حولوا حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي لمنابر خاصة يعبرون فيها عن شكرهم لأول مسؤول عن الترفيه في تاريخ البلاد، أما المعارضون له فاعتبروا أن إعفاء الخطيب انتصار لانتقاداتهم له. وقال الكاتب السعودي وليد الظفيري في وداع الخطيب: "ما قصرت وبيض الله وجهك يالخطيب على ما قدمتهُ في الفترة الماضية من فعاليات ومهرجانات أسعدت الكثير، وأعادت لهم الحياة بعد سنوات طويلة من النكد والكبت..! القادم أجمل إن شاء الله". وكان الظفيري يعلق عبر حسابه في موقع "تويتر" على هاشتاج "إعفاء رييس هيئة الترفيه" الذي جذب آلاف المغردين السعوديين المنقسمين حول المسؤول السعودي الذي لا يزال يتقلد مناصب رفيعة أخرى. فيما أعاد المدون ياسر الفيصل، التذكير بتصريحات سابقة للخطيب أثارت غضب المحافظين العام الماضي، وقال في تغريدته "وين اللي يقولون مو عاجبك لا تحضر؟ ومحد غصبك تحضر واجلس ببيتك.. هذا هو اللي ماعجبهم استجاب لهم الملك وأعفى رئيس هيئة الترفيه من منصبه بعد سالفة الروسيات في السيرك، الملك سلمان عادل معتدل مو مثلكم يا منحلين"، حسب "إرم نيوز". اقرأ أيضا : «كان».. أولى خطوات السعودية للوصول إلى السينما العالمية وكان الخطيب قد قال في تصريحات صحفية قبل أكثر من عام، إن بلاده ماضية في الانفتاح والسماح بإنشاء دور سينما سيصبح واقعًا، وأن بإمكان المحافظين البقاء في منازلهم إذا لم يرغبوا بحضور الفعاليات الفنية، ما أثار جدلًا واسعًا حينها ومطالب بإعفائه من منصبه. الهيئة في سطور أنشأت السعودية في مايو 2016، هيئة الترفيه لتكون مشرفة على انفتاح اجتماعي وثقافي يستهدف الفوز بحصة من إنفاق السكان على السياحة والترفيه خارج المملكة، إذ تعمل الرياض على تنفيذ خطة تغيير عملاقة تتضمن تنويع مصادر الدخل بدل الاعتماد التاريخي على مبيعات النفط. وكشفت الهيئة في فبراير الماضي عن نيتها استثمار ما يصل إلى 240 مليار ريال بما يعادل 64 مليار دولار في قطاع الترفيه خلال السنوات العشر القادمة، وأوضحت أن الأموال سيتم جمعها من القطاع الخاص والحكومة. وخلال الإعلان عن هذه الميزانية، أكد الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للترفيه فيصل بافرط أن دور الهيئة لم يكن يوما هادفا للربح، إنما يبقى بالأساس دورا تنظيميا وتشريعيا لهذا القطاع الناشئ، مضيفا أن التشريع والتنظيم أساس عمل هيئة الترفيه التي لا تسعى لأي عوائد مادية، وذكر أن اختيار الفعاليات يعتمد بالأساس على رغبات المواطنين والمقيمين، حسب "الأنباء". اقرأ أيضا : «العباءة».. فتوى جديدة في السعودية تثير جدلًا واسعًا تجدر الإشارة إلى أن قطاع الترفيه في المملكة يشهد تطورات ضخمة منذ تأسيس هذه الهيئة، بالتزامن مع تحولات اجتماعية واقتصادية هامة في البلاد، حيث تستهدف "رؤية السعودية 2030"، رفع مساهمة قطاع الترفيه من إجمالي الناتج المحلي من 3 إلى 6 بالمائة.