يخشى العراقيون من أن يتحول الوجود العسكري المؤقت إلى دائم، نظرا لوجود سوابق تركية في بلادهم، خاصة بعد تصاعد حدة التوتر بين بغدادوأنقرة، حيث تسعى الأخيرة إلى توسيع قواعدها العسكرية، من أجل السيطرة على الأكراد. مخاوف الشعب العراقي أكدها رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، بتباهيه بأن تركيا أقامت 11 قاعدة إقليمية في شمالي العراق، وضاعفت عدد قواتها، وفق وسائل إعلام تركية محلية. وتزعم تركيا من خلال وجودها في شمال العراق، بأن هدفها هو القضاء على الإرهاب قبل أن يتمكن الإرهابيون من التسلل إلى الحدود، حيث تؤكد أن هناك شريطًا محميًا بطول 250 كيلومترا على جانبي الحدود، بحاجة إلى حماية، وهو مؤشر على إمكانية توغلها مجددا. اقرأ أيضًا: طوارئ أردوغان تشعل تركيا.. وتحذيرات من اندلاع ثورة جديدة تصريحات يلدريم، جاءت في الوقت الذي كثفت فيه القوات المسلحة التركية أنشطتها العسكرية في المنطقة، حيث يوجد لحزب العمال الكردستاني مقر رئيسي ومعسكرات للتدريب في جبال قنديل، بحسب حرييت التركية. ويعزو بعض المراقبين الأطماع التركية داخل الأراضي السورية والعراقية إلى استغلال أنقرة للخلاف الروسي الأمريكي بشأن الأوضاع في سوريا، بالإضافة إلى ما يتردد عن اتفاق روسي تركي إيراني على تقاسم مناطق النفوذ داخل سوريا. أما نائب رئيس الوزراء التركي، بكير بوزداغ، فقال: إن "مسلحي حزب العمال الكردستاني كثيرا ما يشنون هجمات ضد تركيا من قواعد في جبال قنديل ومناطق أخرى في العراق، وهو ما يدفعنا إلى تنفيذ غارات جوية ضد معاقلهم". ليخرج عقب ذلك الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ويعلن إطلاق عملية عسكرية في قضاء سنجار شمال العراق ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني، ثم يؤكد أن أنقرة ليست دولة احتلال وأن همه الأكبر مكافحة الإرهابيين، بحسب الأناضول. اقرأ أيضًا: ازدواجية أردوغان.. يهاجم أمريكا وروسيا لدعمهما الإرهاب ويؤيدهما في سوريا كانت تركيا قد نفذت في الماضي عمليات عبر الحدود شمالي العراق لمطاردة مسلحي حزب العمال الكردستاني، وتنفذ غارات جوية تستهدف مخيمات للمسلحين هناك. فجهود تركيا لحماية حدودها ليست بالتوغل العسكري فقط، بل من خلال بناء الجدران وإنشاء مراكز للمراقبة الإلكترونية من مقاطعة هاتاي الجنوبية الشرقية إلى مقاطعة إيدر الشرقية. ورغم التحرك التركي المنفرد، فإن وزير الخارجية العراقي إبرهيم الجعفري، أكد لوكيل وزير الخارجية التركية أحمد يلدز، رفض بغداد القيام بعمليات عسكرية على أراضيه وخرق الحدود. الجعفري أبلغ وفدا تركيا، بطريقة غير مباشرة، أن الحرب على داعش، التي كانت أنقرة تستخدمها مبررا لوجود قواتها على الأراضي العراقية، انتهت، وبالتالي فالعراق لن يسمح بوجود القوات التركية، وفقًا ل"السومرية". اقرأ أيضًا: مطامع أردوغان في عفرين.. «مجلس محلي» والسيطرة على «المتوسط» لكن الغضب العراقي لم يكن ذا جدوى، حيث تغافل أردوغان أن تدخله فى البلد العربى، تسبب فى أزمة سياسية لرئيس الوزراء حيدر العبادي، أبرزها انتهاك السيادة العراقية واستباحة أمن مكون عراقي صميم يتمثّل بالأكراد، والتأثير على الوضع السياسي في البلاد. وأخيرًا تدخل أردوغان أعطى طابعا إقليميا ودوليا متصلا بصراع النفوذ في العراق، حيث لا يمكن فصل تدخل تركيا عسكريا في العراق عن محاولات كسر المحور الجغرافي الذي عملت إيران على إنشائه ويمتد عبر الأراضي العراقية إلى سوريا فلبنان، بحسب العرب اللندنية. ولا يبدو أن أنقرة ستغلق هذا الملف قبل أن تنفذ بغداد شرطها بأن تخرج هي بنفسها حزب العمال الكردستاني من المناطق الحدودية، التي يستغلها الأكراد، كما تقول تركيا، لشن هجمات داخل أراضيها. فجميع التقديرات الأولية تشير إلى أن أردوغان يسعى للسيطرة على البحر المتوسط، للتأكيد على طمس الهوية الكردية والبقاء في الأراضي العراقية.