في التاسع عشر من أغسطس 1982، قررت الأممالمتحدة في دورتها الاستثنائية الطارئة السابعة، الاحتفال بيوم 4 يونيو من كل عام، بوصفه اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء، نظرا لما روعها من "العدد الكبير من الأطفال الفلسطينيين واللبنانيين الأبرياء ضحايا أعمال العدوان التي ترتكبها إسرائيل". وأشارت هيئة الأممالمتحدة على موقعها، إلى أن الغرض من هذا اليوم هو الاعتراف بمعاناة الأطفال، من ضحايا سوء المعاملة البدنية والعقلية والنفسية، في جميع أنحاء العالم، مضيفة أن هذا اليوم يؤكد التزام الأممالمتحدة بحماية حقوق الأطفال. وعلى مدار السنوات القليلة الأخيرة، ازداد عدد الانتهاكات ضد الأطفال في العديد من مناطق النزاع حول العالم، وقالت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسف"، إن العنف قد ألحق أضرارًا مُدمرة بالأطفال في جميع أنحاء العالم، إذ قُتلوا في صراعات مستمرة أو هجمات انتحارية أو في أثناء فرارهم من مناطق القتال. ويحتاج نحو أكثر من 250 مليون طفل، يعيشون في البلدان والمناطق المتضررة من الحروب والصراعات، للحصول على الحماية من التعرض للعنف. وأشارت عدد من التقارير إلى أن تصاعد العنف في العراق وليبيا وفلسطين وسوريا واليمن، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 83 طفلًا، في شهر يناير وحده. الوضع في اليمن: كشف تقرير نشرته منظمة "اليونيسيف" في يناير الماضي، أن الحرب في اليمن أسفرت عن مقتل أو جرح أكثر من 5 آلاف طفل، فيما يعاني أكثر من 400 ألف آخرون من سوء التغذية الحاد. اقرأ المزيد: بينهم 1500 جندي.. أطفال اليمن يفقدون براءتهم في ساحة الحرب وأضاف التقرير أن ما يقرب من مليوني طفل يمني تسربوا من التعليم، انقطع 25% منهم عن الدراسة منذ تصاعد الصراع بعد تدخل التحالف العربي في الصراع في مارس 2015. وأشار إلى أن أكثر من 3 ملايين طفل ولدوا في الحرب، مضيفًا أنهم "تعرضوا للندوب بسبب سنوات من العنف والتشرد والمرض والفقر ونقص التغذية وعدم الحصول على الخدمات الأساسية". وصرحت ميرتسيكيل ريلانو، ممثلة اليونيسف في اليمن في بيان لها، بأن "جيل كامل من الأطفال في اليمن يكبر دون أن يعرف أي شيء سوى العنف"، مضيفة أن "الأطفال في اليمن يعانون من عواقب مدمرة لحرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل". وأكدت الوكالة المهتمة بالأطفال التابعة للأمم المتحدة، أن أكثر من 11 مليون طفل، وهو ما يمثل "كل أطفال اليمن تقريبًا"، بحاجة إلى مساعدات إنسانية. الوضع في سوريا: لم يكن وضع الأطفال في سوريا، التي دخلت في عامها الثامن من الصراع، أفضل مما يعيشه أطفال اليمن، إذ مثّلت 2017 العام الأكثر دموية لأطفال سوريا. وقال بانوس مومتزيس منسق الأممالمتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا، إن "انتهاكات حقوق الأطفال أثناء النزاع من جميع الأطراف، الموثقة خلال عام 2017 هي الأعلى منذ بداية النزاع". اقرأ المزيد: «يونيسيف» تحتج على وضع أطفال سوريا بخطاب «دون كلمات» وأضاف أن "عام 2017 كان أكثر الأعوام دموية في الحرب السورية بالنسبة للأطفال"، إذ سقط ما لا يقل عن 910 قتيلًا و361 جريحًا من الأطفال، معظمهم في إدلب وحلب ودير الزور. ومنذ بداية الصراع في 2011، لقى أكثر من 12 ألف طفل مصرعهم، واضطر نحو 7.6 مليون طفل إلى النزوح من منازلهم بسبب الصراع، 2.5 مليون منهم خارج مقاعد الدراسة، كما أصبح أكثر من 6 ملايين طفل في حاجة لمساعدات إنسانية، مليوني منهم لا يستطيعون الحصول عليها. ويواجه أكثر من 3 ملايين طفل خطر الألغام، حتى في المناطق التي هدأت فيها نار الحرب، إذ يُشكل الأطفال أكثر من 40 % من ضحايا الألغام. وصرح جيرت كابيليري، المدير الإقليمي لمنظمة "اليونيسيف" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأن "الحرب مستمرة دون هوادة بتأثير وحشي مذهل وغير مقبول على الأطفال"، مضيفًا "أنها حرب على الأطفال، آلاف الأطفال قتلوا ولا يزالون يقتلون، مئات الآلاف من الأطفال أصيبوا بجراح خطيرة، والكثير منهم سيحمل ندوب الحرب مدى الحياة، كما أصيب الآلاف بإعاقات دائمة بسبب الحرب". معاناة الأطفال الروهينجا: أعربت منظمة "اليونيسف" عن بالغ قلقها من عدم قدرة وكالات الأممالمتحدة على الوصول إلى الأطفال الروهينجا، الموجودين في ولاية "راخين" في ميانمار. اقرأ المزيد: أطفال الروهينجا بين خطر الجيش البورمي والإهمال في بنجلاديش وقالت المنظمة في يناير الماضي، إن نحو 60 ألف طفل روهينجي عالقين في مخيمات بوسط ولاية راخين في ظل نسيان شبه كامل لأوضاعهم الصعبة. وأشارت ماريتشي ميركادو المتحدثة باسم اليونيسف إلى أن "اليونيسف وشركاؤها لا يعلمون حتى الآن الصورة الحقيقية عن أوضاع الأطفال الموجودين في ولاية راخين، لأننا غير قادرين على الوصول إليهم". ولم يكن الأطفال الروهينجا الذين تمكنوا من الهرب عبر الحدود إلى بنجلاديش مع أهاليهم، أكثر حظًا من هؤلاء العالقين في ميانمار. وفر نحو 700 ألف من مسلمي الروهينجا، 60% منهم من الأطفال، إلى بنجلاديش، بعد حملة قمع بدأها الجيش البورمي في أغسطس الماضي. ويعيش معظم اللاجئين في مخيم في ولاية "كوكس بازار" في بنجلاديش، وسط ظروف معيشية سيئة، بسبب نقص الموارد والمساعدات الإنسانية.