بعد أن كانت ميليشيات الحوثي تصنع خيارتها وقراراتها بشكل منفرد، باتت اليوم، أمام خيارين إما أن تمتثل لنصائح المبعوث الأممي، مارتن جريفيث، بالانسحاب أو مواجهة الحسم العسكري على يد التحالف والجيش اليمني. ويبدو أن الضغط المتواصل على قيادات الحوثي، من قبل الأممالمتحدة، دفع ميليشيات إيران إلى إبداء استعدادها للموافقة على مقترح "جريفيث" بتسليم ميناء الحديدة ليخضع لإشراف الأممالمتحدة. وتقتضي خطة المبعوث الأممي، أن تبدأ مبادرة التسوية السياسية بالانسحاب التام من مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي كخطوة أولى تسبق مشاركتها غير المشروطة في مفاوضات الحل السياسي، حسب مصدر يمني. ووسط الصراعات، هناك عراقيل تواجه جولة المبعوث الأممي، خاصة أن سيجد نفسه يتعامل مع إيران التي تصر على استخدام ورقة الحوثيين للتلاعب بها أمام أوروبا لإقناعها بالإبقاء على الاتفاق النووي الإيراني. اقرأ أيضًا: اليمن في قلب التحالف.. وجسر جوي بين صنعاء والقاهرة إلا أن عزيمة جريفيث وخياراته الصعبة تجاه ميليشيات الحوثي، بالانسحاب فورًا من الحديدة وتسليم الميناء، أو تحمل تبعات حسم عسكري وشيك لقوات الشرعية، ستكون ورقة مناسبة للميليشيا بتفادي حمام الدم المتواصل، وفقا ل"يمن برس". من جهته، حذر بيان للبرلمان اليمني، الاثنين، ميليشيات الحوثي من تحويل ميناء الحديدة إلى مصدر لجلب الذخائر وتهريب السلاح، والعبث والاستيلاء على المعونات الإنسانية، مشيرًا إلى أن الميليشيات سخرت ميناء الحديدة لمصالحها الخاصة وما تسميه بالمجهود الحربي الذي تقتل به اليمنيين. فعدم الالتزام بمرجعيات الحل السياسي المتوافق عليها، ومحاولة البحث عن مسكنات مؤقتة تجتزئ الحل، لن يخدم السلم ولا السلام الذي يتطلع إليه اليمنيون، وسيعطي الانقلابيين فرصة لتجميع قواهم والاستمرار في التغرير بأعداد جديدة من الأطفال والمغلوبين على أمرهم ودفعهم إلى محارق الموت، وفقا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية. لكن التحالف العربي عازم على إعادة البلاد إلى سابق عهدها، حيث شنت طائراته غارات عدة، مُستهدفة تعزيزات وثكنات عسكرية لميليشيات الحوثي في محافظة الحديدة غرب اليمن. اقرأ أيضًا: «ألغام متطورة وأجهزة إيرانية».. تفاصيل عملية سرية للجيش اليمني ضد الحوثي مصادر محلية أكدت أن الغارات استهدفت قافلة عسكرية للانقلابيين قرب مدينة باجل شمال شرقي مدينة الحديدة، أدت إلى تدمير عدد من العربات العسكرية وسقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف عناصر الحوثيين الذين كانوا في طريقهم من صنعاء إلى الحديدة، حسب الوكالة. ويصر التحالف على أن تعلن تلك المليشيات استسلامها الكامل، ووقف استخدام السلاح وتسليمه وإعلان قبولهم بالشرعية اليمنية من أجل وقف الهجمات التي يشنها عليهم، وبالتالي فإن أي مساومات من جانب المبعوث الأممي لا تتضمن استسلام الحوثيين لن تجدي نفعا. وسرعان ماجاء الرد الحوثي، حيث أبدى موافقة مبدئية لتسليم إدارة ميناء الحديدة للأمم المتحدة للإشراف عليه، لكنها اشترطت في المقابل إنهاء التحالف العربي والقوات المشتركة للعمليات العسكرية في محيط المدينة والإبقاء على وجود الميليشيات العسكري داخل المدينة، حسب "سكاي نيوز". اقرأ أيضًا: ساعة الصفر تقترب.. المقاومة اليمنية تستعد لشق القلب الحوثي ففي ظل التحولات على الأرض والتي تؤكد أن دخول قوات المقاومة المشتركة والمدعومة من التحالف العربي أصبحت أمرا محسومًا، فإنه ليس من مصلحة ميليشيات إيران التفاوض، بل يجب عليها الرضوخ لتعليمات المبعوث الأممي والانسحاب من المدينة. إلا أن المعارك بين قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المدعومة بالتحالف، تواصلت مع مسلحي جماعة الحوثي في محافظة الحديدة غربي اليمن. واحتدمت المعارك بين الجيش اليمني وأنصار الله في مديريات التحيتا وبيت الفقية والدريهمي جنوب الحديدة، خاصة بعد أن حققت قوات الرئيس عبدربه منصور هادي تقدمًا كبيرًا، ووصولها على بعد كيلومترات قليلة من مطار الحديدة ومينائها الاستراتيجي، وسط مقاومة عنيفة.