أصدر مركز معلومات التغيرات المناخية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، حزمة توصيات لحماية مزارع الإنتاج السمكي من مخاطر التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، خاصة أن قطاع الثروة السمكية وخصوصا الاستزراع السمكي تزحزح ليكون في مقدمة القطاعات المتوقع أن تكون الأكثر تأثرا هذا العام، وخصوصا في الفترة المتبقية من الدورة الإنتاجية الحالية خلال الصيف المقبل. وقال الدكتور محمد فهيم المدير التنفيذي لمركز معلومات التغيرات المناخية، أنه لا بد من ضرورة الاستعداد بكل الإجراءات والوسائل التي من شأنها حماية المزارع من المخاطر المتوقعة، ومنها استخدام طرق حديثة في إعادة تدوير مياه المزارع (الفلاتر الميكانيكية والبيولوجية)، وزيادة عدد البدلات بمعدل بدال لكل فدان ونصف بدل 2 فدان، وأهمية المتابعة المستمرة والدقيقة للحالة الصحية للأسماك خلال فترات ارتفاع الحرارة أو نقص إمدادات المياه، والاهتمام بإضافة روافع المناعة إلى الأعلاف خلال هذه الفترة لتحسين أداء الجهاز المناعى للأسماك، وضرورة تطبيق الأمان الحيوي قدر الإمكان داخل المزارع السمكية وخصوصا المزارع متوسطة وكبيرة الحجم. وأوضح فهيم، أن ارتفاع الحرارة بالقيم الكبيرة أثرت وتؤثر على المزارع السمكية، والتى ينتج عنها معظم إنتاجنا من الأسماك، حوالي مليون و300 ألف طن سنويا ما يعادل ما بين 85 – 90% من الإنتاج السمكي، فزيادة الحرارة تؤدي إلى زيادة نشاط الميكروبات المحبة للحرارة ما يؤدي لزيادة احتمالية حدوث أمراض، فضلا عن ازدهار الطحالب وما ينتج عنها من أضرار. ولفت إلى أن ارتفاع درجة الحرارة تؤدي إلى زيادة استهلاك الغذاء وزيادة المخلفات العضوية، ونقص الأكسجين الذائب، وتتأثر الزريعة أكثر نتيجة انخفاض الأكسجين، ويتسبب ذلك في إجهاد حراري وانتشار الأمراض، موضحا أن زيادة البخر من المسطحات المائية سواء للمزارع أو المصارف التي تغذي هذه المزارع يؤدي إلى احتمالية انتقال الكثير من العدوى بالأمراض ومنها مرض التسمم الدموي الخطير المتسبب عن ميكروب الأيروموناس هيدروفيلا (Aeromonas hydrophila) والذي يعتبر المسبب الرئيسي لمرض التسمم الدموي الايروموناسي المتحرك، والذي قد ينتقل للإنسان ما يؤدى إلى حدوث بعض حالات من التسمم الغذائي والتهاب المعدة والأمعاء، وذلك من خلال تناولها وهذا ينطبق تماما على تناول الأسماك نيئة أو غير مكتملة الطهي، الشواء، التدخين على البارد أو التعامل معها بدون التخلص من الأحشاء. وذكر المدير التنفيذي لمركز معلومات التغيرات المناخية، أن نقص إمدادات المياه يؤدي إلى زيادة تركيز المادة العضوية وزيادة الأمونيا في التركيز المسوح بها لبعض العناصر في مياه الاستزراع السمكي، سواء غاز الأكسجين، غاز الأمونيا، غاز ثاني أكسيد الكربون وغيرها، بالإضافة إلى تدهور في خواص المياه المطلوب من ناحية الضوء والعكارة تركيز ملوحة وحموضة المياه، حيث قد يؤدي ذلك إلى الموت المفاجئ أو التدريجي للأسماك، نقص معدلات النمو، الإصابة بالإجهاد وظهور أمراض مختلفة، توقف الأسماك عن الطعام وفقدان الشهية، ظهور تشوهات فى الأسماك والذريعة، التأثير على تركيب ووظائف الخياشيم، تزايد الاستعداد الوراثي لدى الأسماك للإصابة بالأمراض. ولفت مدير المركز إلى أن التوقعات المناخية تشير إلى أن الصيف المقبل شديد الحارة حسب وكالة ناسا، فيجب أخذ كل التدابير للعمل على توفير كميات المياه اللازمة والمستمرة، خاصة خلال الفترة من يوليو إلى أكتوبر 2018، لمساحات المزارع السمكية القائمة، خاصة في محافظاتكفر الشيخ (مطوبس، سيدي سالم، الرياض، بلطيم)، محافظة البحيرة (إدكو ورشيد)، محافظة الدقهلية (أبو ماضي والمنزلة)، محافظة بورسعيد (شادر عزام، بحر البقر، المنزلة).