يبدو أن الأزمة بين الدبلوماسية بين إسرائيل وتركيا بسبب الأحداث الأخيرة بغزة والمجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق المدنيين دفعت الهيئة العامة للكنيست، إلى اتخاذ سلسلة من القرارات ضد الرئيس رجب طيب أردوغان. وسيناقش الكنيست مشروع قانون يقضي بالاعتراف ب"المجزرة" ضد الشعب الأرمني واستقلال الأقلية الكردية، حيث تحظى مشاريع القوانين هذه بدعم وزارة الخارجية الإسرائيلية، حسب وكالة "سما". استقلال الأكراد يعد بمثابة انتصار لإسرائيل، خاصة أن وزيرة العدل الإسرائيلية من حزب "البيت اليهودي"، أيليت شاكيد، روجت بشكل علني في المؤتمر السنوي للمناعة القومية في هرتسليا، العام الماضي، أنّ دولة من هذا النوع ستكون حليفة وصديقة لإسرائيل. أما مشروع القانون الثاني والذي سيكون بمثابة صفعة على وجه أردوغان، هو المطالبة بالاعتراف ب"محرقة" الأرمن، حيث إن بطريركية الأرمن في إسرائيل سيجلسون في صالة الضيوف بالكنيست، ليتابعوا مناقشة هذه التشريعات. اقرأ أيضًا: على الرغم من حدته.. الخلاف الإسرائيلي التركي قد ينتهي في غضون أشهر لكن ما قد يفجر الأوضاع، هو مناقشة مشروع قانون ذات طابع تجاري وينص على حظر استيراد الأسمنت من تركيا، وسيقدم اقتراحا يطلب فيه الحيلولة دون إغراق سوق الأسمنت الإسرائيلي بالأسمنت من تركيا، وفقًا للوكالة الفلسطينية. وفي ظل التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق ضد المدنيين في قطاع غزة مع بدء مسيرات العودة في 30 مارس الماضي، أعلنت تركيا أنها سترسل، بالتعاون مع مجموعة من البلدان، قوة دولية لحماية الفلسطينيين والقدس، متعهدة بضمان محاسبة إسرائيل على الإرهاب الذي تمارسه. ليس هذا فحسب، بل قامت وزارة الخارجية التركية باستدعاء القنصل الإسرائيلي في إسطنبول، يوسي سفري ليفي، في ساعة متأخرة من مساء أمس، وطالبته بمغادرة البلاد. كما أعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أن بلاده ستعيد النظر في علاقاتها التجارية مع إسرائيل استنادًا لقرار المقاطعة النابع عن القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي في مدينة إسطنبول، حسب الأناضول. اقرأ أيضًا: تاريخ من المد والجزر.. «مجزرة غزة» تعكر صفو العلاقات التركية الإسرائيلية صحيفة "معاريف" العبرية، أكدت أن القضية التي وصفتها ب"المتقلبة والهشة"، وهي اعتراف إسرائيل بما تسميه "مذبحة الأرمن من قبل الأتراك في بداية القرن الماضي"، هو موضوع اعترضت عليه وزارة الخارجية الإسرائيلية في الماضي في الكنيست بسبب الخوف من قطع العلاقات الدبلوماسية بين تل أبيب وأنقرة. رئيسة حزب "ميرتس"، تمار زندبرج، الذي ينتمي حزبها لمعسكر اليسار الصهيوني، تذرعت بطرح ودعم مثل هذه القوانين بالأبعاد "الإنسانية والأخلاقية"، قائلة: "بالنسبة إلينا هذه مسألة أخلاقية وليست عملا سياسيا مؤقتا، ومن غير المعقول أن لا تعترف إسرائيل بمذبحة الأرمن، سواء مع أردوغان أو بدونه". منذ سنوات كثيرة، تجنبت إسرائيل الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن، وهي واحدة من أعمال القتل الخسيسة في القرن العشرين، وعدم الاعتراف هو وصمة أخلاقية على إسرائيل وعلى أي بلد يختار من مصلحته أن يتجاهل آلام الآخر، لا يمكن أن تكون دولة إسرائيل لا تعترف بذلك. وبينما تأتي المواقف الإسرائيلية المتشددة من تركيا لنصرة غزة ودعمها لحق الشعب الفلسطيني في الحرية والتحرر والاستقلال، يأتي تدخل إسرائيل بطرح قانون يعترف بحق الأكراد بالعراق وسوريا وتركيا في الاستقلال، والاعتراف بمجزرة الأرمن، حسب الصحيفة. اقرأ أيضًا: أنقرة تزود إسرائيل بالأسمنت والحديد المستخدم في بناء المستوطنات فالشعب الكردي عانى سنوات من الاضطهاد، وأيضًا سلوك الحكومة التركية وأردوغان ضد إسرائيل في الأسابيع الأخيرة يتطلب إعادة تقييم العلاقات بين تل أبيب وأنقرة، وينبغي أن يكون بمثابة حافز للاعتراف الإسرائيلي باستقلال المنطقة الكردية في تركيا. ذات الموقف عبر عنه عضو الكنيست موسي راز من معسكر اليسار الصهيوني، لافتا إلى أنه سيطالب بالاعتراف باستقلال المنطقة الكردية في العراق، قائلا: "من وجهة نظري الصهيونية، أؤيد حق تقرير المصير لجميع الشعوب والأقليات، بما في ذلك الشعب الكردي". وأضاف "هذا الاعتراف مهم بالنسبة لي شخصيا بصفتي شخصا من كردستان، لقد أنشأ الأكراد في العراق دولة مستقلة ويصرخون من أجل أن يعترف بها العالم، وأؤيد هذا الاعتراف ليس من منطلق المواجهة مع تركيا. على العكس، أنا أحب تركيا وأعتقد أننا نحتاج إلى تعزيز العلاقات معها"، وفقا ل"سما". يشار إلى أن هذه المواقف الإسرائيلية الجديدة ضد تركيا، تأتي في أعقاب مناصرة تركيا لقطاع غزة، وقيامها بطرد السفير الإسرائيلي احتجاجا على المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد المتظاهرين الفلسطينيين على حدود قطاع غزة.