يبدو أن تصريحات الجانب الروسى بشأن ضرورة انسحاب جميع القوى الأجنبية من داخل الأراضى السورية من أجل بدء عملية سياسية جديدة، أثارت غضب إيران التى تعتبر نفسها جزءً من التسوية السياسية فى البلاد. حيث خرج المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمى، ليؤكد أن طهران لا يمكن إرغامها على أى شيء، وأن وجود إيران فى سوريا جاء بطلب من دمشق وستبقى هناك طالما استمر خطر الإرهاب. إيران دولة مستقلة وتطبق سياساتها بناء على مصالحها الوطنية، خاصة أن وجودها فى سوريا جاء بطلب من الحكومة السورية، وبهدف محاربة الإرهاب، بحسب روسيا اليوم. فالقوات التى ينبغى أن تخرج من سوريا هى تلك القوات التى دخلت سوريا من دون إذن الحكومة السورية، بحسب القناة الروسية. اقرأ أيضًا: العدوان الثلاثى على سوريا يحرج «الجيش الفرنسي» وسرعان ما كشفت تصريحات الجانب الإيرانى حول قواتها فى سوريا، عن الخلافات غير المعلنة بين طهرانوموسكو على الساحة السورية، والتى شهدت فى الأيام الماضية تفجيرات غامضة، استهدفت قواعد ميليشيات إيران بعد أكثر من أسبوع على ضربات إسرائيلية مماثلة كانت روسيا على علم بها. كان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين كشف عن موقف بلاده من القوات الأجنبية فى سوريا بعد لقاء مفاجئ مع الرئيس السورى بشار الأسد، فى سوتشى جنوبروسيا. مسؤولون روس قالوا: إن "المقصود من هذه التصريحات (القوات الإيرانية وميليشياتها)، بالإضافة إلى غيرها من القوات الأجنبية"، وفقًا ل"نوفوستي". وتأكيدا على ذلك، صرح مبعوث الرئيس الروسى الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، بأن حديث الرئيس الروسى يسرى على جميع الوحدات العسكرية الأجنبية المتواجدة فى سوريا بما فى ذلك الأمريكان والأتراك وحزب الله، وبالطبع الإيرانيين"، وفقًا لوكالات أنباء روسية. اقرأ أيضًا: مخطط تقسيم سوريا.. هل تتخلى روسيا عن الأسد؟ ويعتبر هذا التوضيح بداية ظهور الخلافات، بين أبرز داعمين للأسد، إلى السطح، ومن الواضح أن "تكذيب الخبر" من قبل الجانب الروسى لم يقنع الخارجية الإيرانية، فقد وجهت على لسان قاسمى رسالة مباشرة لروسيا، مفادها أنها لن تنسحب إلا وفقا لإرادتها، لأن "لدينا سياسات مستقلة خاصة بنا"، حسب وكالة إرنا. وفى ظل التراشق الكلامى الروسى الإيرانى، برز صمت النظام السورى، الذى رأى فيه مراقبون محاولة للوقوف على الحياد، رغم أن معظم أركان هذا النظام ينحازون لموقف موسكو، نظرًا لما بدأت تشكله إيران وميليشياتها من خطر حقيقى على البلاد. يأتى ذلك فى الوقت الذى تعرضت مواقع إيرانيةبسوريا إلى تفجيرات مجهولة الهوية، كان آخرها فجر اليوم، حيث قال ناشطون: إن "انفجارات قوية هزت غرفة عمليات إيرانية فى مقر إدارة الحرب الإلكترونية، جنوبى العاصمة دمشق"، وفقًا ل"سكاى نيوز". كانت سلسلة انفجارات ضخمة قد وقعت فى مطار حماة العسكرى وسط سوريا، حسب المرصد السورى لحقوق الإنسان، واستهدفت مستودعات أسلحة ووقود. اقرأ أيضًا: تحركات أمريكية لإنشاء «حكم ذاتي» فى جنوبسوريا أما أبرز الإشارات الروسية عن عدم رضا موسكو المستجد حيال الوجود الإيرانى، كانت الضربة الإسرائيلية التى استهدفت فجر 10 مايو الجارى، عشرات الأهداف "الإيرانية" ردا على هجوم صاروخى استهدف منطقة الجولان، حسب روسيا اليوم. اللافت فى هذه الضربة أنها جاءت بعد وقت قصير على عودة رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتانياهو من زيارة لموسكو، التقى خلالها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وبحثا المخاوف بشأن سوريا لا سيما الوجود الإيرانى. المتحدث العسكرى الإسرائيلى، اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس، أكد أن إسرائيل أخطرت روسيا مسبقا بضربات 10 مايو التى أسفرت عن تكبد إيران خسائر فادحة فى الأرواح والعتاد، ما يشير إلى أن موسكو لم تبلغ طهران بذلك، فى خطوة اعتبر مراقبون أنها رسالة قوية للنظام الإيرانى لسحب قواته وميليشياته الطائفية فى محاولة للعودة إلى المسار السياسى لحل النزاع المستمر منذ 2011.