شهدت الأشهر القليلة الماضية، تبادل فرض رسوم جمركية على البضائع بين الصينوالولاياتالمتحدة، اللتان تمتلكان أكبر اقتصادين في العالم. هذه الأحداث دفعت العديد من المراقبين على مستوى العالم، إلى التحذير من احتمال نشوب حرب تجارية بين البلدين، إلا أن الأيام الأخيرة شهدت تحسنا ملحوظا في العلاقات بين البلدين. حيث انتهت اجتماعات جمعت مسؤولين صينيين، بنظرائهم في الولاياتالمتحدة في العاصمة الأمريكيةواشنطن، بعد اجتماعات مماثلة بين الطرفين في العاصمة الصينيةبكين، إلى التوصل لحل وسط. صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أشارت إلى أن الولاياتالمتحدةوالصين اتفقتا على اتخاذ تدابير "لخفض العجز التجاري الهائل للولايات المتحدة مع الصين بشكل كبير"، إلا أن إدارة ترامب فشلت في إلزام الصينيين برقم محدد. اقرأ المزيد: هل ينجح فريق ترامب في وقف الحرب التجارية مع الصين؟ وأضافت أن المحادثات التي بدأت يوم الخميس وانتهت يوم السبت بصدور بيان مشترك، ربما ساعدت في تخفيف حدة التوتر بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، وذلك بعد التهديد بفرض تعريفات عقابية على صادرات كل منهما. وفي البيان، تعهدت بكين ب"زيادة كبيرة" في مشترياتها من السلع والخدمات الأمريكية، قائلة: إن "هذه الزيادة ستلبي احتياجات الاستهلاك المتزايدة للشعب الصيني والحاجة إلى تنمية اقتصادية عالية الجود". كما وافق البلدان على "زيادة كبيرة" في صادرات الولاياتالمتحدة من المنتجات الزراعية والطاقة، وبذل جهود أكبر لزيادة التبادل التجاري في السلع والخدمات المصنعة، حيث صرحت الولاياتالمتحدة بأنها سترسل فريقًا إلى الصين لوضع تفاصيل هذه الاتفاقيات. إلا أن البيان لم يحدد قيمة زيادة مشتريات الصين من المنتجات الأمريكية، حيث أفاد لورنس كودلو، رئيس المجلس الاقتصادي الوطني للرئيس، للصحفيين، يوم الجمعة، أن تقليص العجز التجاري إلى 200 مليار دولار على الأقل بحلول عام 2020 يعد رقمًا جيدًا. اقرأ المزيد: إلى أين تتجه الحرب التجارية بين الصين وأمريكا؟ يذكر أن العجز التجاري بين الولاياتالمتحدةوالصين وصل إلى 375 مليار دولار خلال العام الماضي، وهو الأكبر لأمريكا مع أي دولة. محللون تجاريون قالوا: إنه من غير المرجح أن توافق الصين على تحديد رقم لخفض العجز التجاري بين البلدين، لكنهم أكدوا أن المحادثات نجحت في تخفيف حدة التوترات التجارية الأخيرة. ولم يضف البيان أي شيء حول ما إذا كانت المحادثات قد أحرزت تقدمًا في تخفيف حدة الحرب التجارية، حيث تهدد كل دولة بفرض رسوم جمركية عقابية على بضائع بعضها البعض. وصرح إسوار براساد، الخبير الاقتصادي والخبير التجاري في جامعة كورنيل، أنه من المحتمل أن يكون هذا الاتفاق، الضعيف والغامض، سببًا لتأجيل فرض الرسوم الجمركية. اقرأ المزيد: من المستفيد من الحرب التجارية بين الصين وأمريكا؟ وأضاف براساد أن إدارة ترامب تسعى للتوصل إلى سلام مؤقت مع الصين لضمان مرور قمة كيم وترامب بسلاسة، في إشارة إلى الاجتماع المقرر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون في 12 يونيو المقبل. كانت محادثات واشنطن التي أعقبت اجتماعًا رفيع المستوى الشهر الماضي في بكين، قد قادها من الجانب الصيني نائب رئيس الوزراء ليو هو، وعلى الجانب الأمريكي وزير الخزانة ستيفن منوشن، وضم الوفد الأمريكى وزير التجارة ويلبر روس، والممثل التجارى الأمريكى روبرت لايتايزر. وتعهد ترامب خلال حملته الانتخابية في عام 2016، بتشديد التعامل مع الصين والشركاء التجاريين الآخرين للولايات المتحدة، حيث ينظر إلى العجز التجاري الهائل بين الولاياتالمتحدةوالصين، كدليل على أن بكين منخرطة في ممارسات تجارية غير قانونية. وفي أغسطس الماضي، بدأ لايتايزر تحقيقًا في تكتيكات بكين لتحدي الهيمنة التكنولوجية الأمريكية، ومن بينها السرقات الإلكترونية للأسرار التجارية للشركات الأمريكية، مطالبة الشركات الأمريكية بنقل التكنولوجيا مقابل السماح لها بالعمل في الأسواق الصينية. اقرأ المزيد: فوكس نيوز: مفاوضات سرية بين الصين وأمريكا لإنهاء الحرب التجارية بينهما كانت الإدارة الأمريكية قد اقترحت في الشهر الماضي، فرض تعريفة جمركية على بضائع صينية بقيمة 50 مليار دولار للاحتجاج على النقل القسري للتكنولوجيا. وردت الصين باستهداف منتجات أمريكية بقيمة 50 مليار دولار، بما في ذلك فول الصويا، وهو ما سبب صدمة لمؤيدي ترامب، كما أثار احتمال اندلاع حرب تجارية، وأثار قلق قادة الأعمال.