هدد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، الثلاثاء الماضي، بتعليق القمة المرتقبة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والمقرر عقدها في سنغافورة في 12 يونيو المقبل. وقالت وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الشمالية، إن الولاياتالمتحدة عليها التفكير مليا بخصوص مصير القمة المخطط لها بين الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية، في ضوء هذه المناورات العسكرية الاستفزازية. وبدأت المناورات الجوية «ماكس ثاندر» بمشاركة الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية في 11 مايو، وتستمر أسبوعين، ومن المفترض أن تشارك فيها نحو 100 طائرة. من جانبه قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس إن بكين قد تكون وراء اللهجة الحادة التي استخدمتها كوريا الشمالية ضد واشنطن في الأسبوع الماضي، والتي ألقت بظلال من الشك على القمة المرتقبة. وقالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن ترامب في حديثه في المكتب البيضاوي، بدا وكأنه يلوم الرئيس الصيني شي جينبينج، على تغيير نغمة بيونج يانج، التي تضمنت التهديد بإلغاء المحادثات إذا أصرت الولاياتالمتحدة على نزع السلاح النووي من جانب واحد. اقرأ المزيد: أمريكا تطلب من كوريا الشمالية مواد نووية عابرة للقارات.. ما المقابل؟ وصرح ترامب "قد يكون من المحتمل جدا أن يكون قد أثر على كيم جونج أون"، مضيفا أن تغير موقفه الواضح، جاء بعد اجتماعه الأخير مع شي في مدينة داليان شمال الصين. ويرى بعض الخبراء أن الصين لديها مشاعر مختلطة بشأن التقارب بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة، وتريد أن تكون مشاركة في أي اتفاق بين بيونج يانجوواشنطن، لضمان أن تستمر في الحفاظ على نفوذها في المنطقة. وقالت إميلي واينستاين، الباحثة في برنامج الدراسات الأمنية بجامعة جورج تاون، لشبكة "سي إن إن"، "إنهم يريدون التأكد من أن أي علاقة محتملة تنتج من الاجتماع بين ترامب وكيم لا تضعف من قوة الصين". ولكن لا شك أن الصين لا تزال ترغب في نجاح قمة سنغافورة، وهو ما قد يؤدي إلى نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، ونشر السلام في المنطقة. وقالت الشبكة الأمريكية إن الأشهر الأخيرة شهدت تقاربا شديدا في العلاقات بين الحليفين، بسبب مخاوف بكين من استبعادها من عملية السلام في شبه الجزيرة الكورية، ورغبة بيونج يانج في وجود حليف قوي يدعمها خلال عودتها للساحة الدولية. اقرأ المزيد: هل سيؤثر انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني على كوريا الشمالية؟ وقام كيم بزيارة لم يعلن عنها مسبقا لمدينة "داليان" شمال الصين في 7 مايو الجاري، حيث التقى مع الرئيس الصينى، وأعلن الزعيم الكوري الشمالي، خلال الرحلة، أن البلدين دخلتا "حقبة ذهبية تاريخية جديدة"، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية. وجاء هذا الاجتماع بين كيم وشي، بعد اجتماع سري في بكين في أواخر مارس، في أول رحلة للزعيم الكوري الشمالي خارج البلاد منذ أن أصبح قائدا بعد وفاة والده في عام 2011. ويرى جون ديلوري، الأستاذ في جامعة يونسي في سيول، إن العلاقات المزدهرة بين بكينوبيونج يانج، لا تعني أن كوريا الشمالية تدين بالفضل لجارتها الكبرى، وقال إن "هناك دائما رغبة في اعتبار كوريا الشمالية مجرد بيدق في لعبة الصين، لكن الكوريين الشماليين يملكون لعبتهم الخاصة هنا، ولن يمثل كيم جونج أون رهانات شى جين بينج". وفي أول تصريحات علنية لها منذ إعلان كوريا الشمالية أنها تعيد النظر في قمة سنغافورة، دعت بكينالولاياتالمتحدة إلى تقديم تنازلات لكوريا الشمالية. حيث قال وزير الخارجية الصينى وانج يى، خلال زيارة لفرنسا، "ما أود التأكيد عليه هو أن الهدوء الحالى فى شبه الجزيرة كان صعبا". اقرأ المزيد: الأسباب الحقيقية لتهديد «كيم» بالانسحاب من قمته مع ترامب يذكر أن الصين دعمت المحادثات القادمة بين ترامب وكيم، والتقى شي يوم الخميس، بوفد من كبار المسئولين الكوريين الشماليين، قائلا إنه يؤيد نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، فضلا عن وجود علاقات دافئة بين بيونج يانجوواشنطن. وقال ريتشارد ماكجريجور، زميل معهد "لوي" في سيدني، لشبكة "سي إن إن"، إن النتيجة المثلى للقمة بالنسبة للصين ستكون محادثات ودية، تفضي في النهاية إلى معاهدة سلام وتهدئة في شبه الجزيرة الكورية، ولكنها تريد أن تضمن ألا تحل الولاياتالمتحدة محل الصين كحليف لكوريا الشمالية، ولا تريد كوريا موحدة، متحالفة مع واشنطن، بالقرب من حدودها. وأضاف "أنها لا تريد أن ينتهي الأمر بتوحيد كوريا، ولكنها ترغب في كوريتين منفصلتين تبدآن في التعايش بطريقة أكثر ودية وتعاونا". وأشار ماكجريجور، إلى أن اقتراح ترامب، بأن بكين مسؤولة عن تراجع كوريا الشمالية الأخير، قد يكون له عواقب غير مقصودة، على العلاقات بين الصينوالولاياتالمتحدة، "إذا بدأ ترامب في إلقاء اللوم على شي، بوقوفه وراء انهيار قمته مع كيم، فهذا ليس خبرًا سارًا للعلاقات بين الولاياتالمتحدةوالصين".