لم يتخط عمرها السنوات السبع، ولكن عندما تنظر إليها تجد قسوة الأيام مرسومة على جبينها، دموعها حبيسة العيون، تنهمر عند استعادة ذكرياتها مع والدتها، التى تفننت فى تعذيبها وحفر الجروح على جسدها بالتعاون مع عشيقها، والتى تنوعت ما بين تعذيب بالحرق وإطفاء السجائر فى جسد الطفلة أو الضرب المبرح الذى لم يترك جسد «ياسمين»، بالرغم من مرور مدة زمنية على تلك الوقائع.. وبين السطور التالية تكمن التفاصيل. أمي كانت بتسيبني لوحدي كتير بصوت متقطع بدأت «ياسمين» 7 سنوات من منطقة الزاوية الحمراء، التحدث من داخل إحدى دور رعاية الأطفال الأيتام بحلوان، وقالت: "أمى كريمة كانت بتسيبنى لوحدى كتير فى الشقة وأنا كنت باخاف قوى وبافضل أعيط وماحدش بيسأل عنى، ولما كانت بترجع بتضربنى هى وسعد وتفضل تطفى السجائر في جسمي"، وهنا توقفت الطفلة عن الحديث عند استعادتها ذكريات تعذيبها على يد والدتها وعشيقها. أطراف الحديث انتقلت ل"ليلى فارس" مدير دار الأيتام، والتى تمتلك تفاصيل الواقعة من خلال محضر قسم الشرطة الذى تسلمت من خلاله الطفلة من النيابة والتى أوصت بضرورة رفع حضانة الطفلة من الأم، وأشارت إلى أن والدة ياسمين انفصلت عن والدها أثناء فترة الحمل، وعندما وضعتها انشغلت الأم بعدة أمور أخرى وكانت الطفلة ثقيلة على قلبها، فكانت تتركها داخل الشقة بمفردها أكثر من 3 أيام والطفلة تستغيث بالجيران بسبب الوحدة واحتياجها للطعام، ولكن لا أحد يقدر على إغاثه الطفلة بسبب سوء سلوك الأم والخوف من الدخول معها فى مشاجرات. حفلات تعذيب استكملت "ليلى"، أن الأم عندما تعود للمنزل برفقة أحد الرجال ويدعى "سعد" وهو من المؤكد عشيقها، تقوم بضرب الطفلة بطريقة وحشية، ولم تكتف بذلك بل يساعدها عشيقها فى تلك الأمور، والتى تنوعت ما بين التعذيب بإطفاء السجائر فى جسدها أو استخدام عصا فى التعدى على جهازها التناسلى. وأوضحت مديرة الدار أن الطفلة ياسمين سردت لها من أول يوم وقائع ومشاهد تشير التعدى عليها جنسيا من قبل "سعد"، مما جعلها تطلب من قسم الشرطة ضرورة عرض الطفلة على الطب الشرعى حتى يتم إثبات تلك الوقائع. ولعت في الشقة فى نهاية حديثها أشارت ياسمين إلى أنها وراء حريق شقتهم بعدما تركتها والدتها لعدة أيام بمفردها وبسبب خوفها، جاءت ب"ولاعة" وحرقت الشقة، ومنذ ذلك الوقت تركتها والدتها فى الشارع وقالت لها: «إوعى ترجعى تانى أو أشوف وشك هنا تانى إمشى بدل ما اقتلك». واختتمت مديرة الدار، أنها تسلمت الطفلة من النيابة العامة بعدما أوصت بضرورة إدخال الطفلة لدار أيتام بعدما كشفت التحقيقات فى واقعة حريق الشقة حفلات التعذيب التى تعرضت لها الطفلة على يد والدتها وعشيقها.