عزيزي الزوج، إن الحياة الزوجية لا تكون دائما نزاعات ومشكلات وخلافات بين الزوجين، كما يقول عدد من الأزواج المحيطين بنا، سواء من الجيران أو الأصدقاء أو الزملاء في العمل، ونكون غير واقعيين عندما نقول إن الحياة الزوجية سعيدة دائمًا وتخلو من الأسباب التي تعكر هذه السعادة، فالحياة الزوجية تمر بأوقات هادئة وأوقات بها مشكلات، ولكن كيف نستفيد من هذه المشكلات؟ لا يمكن التحدث عن أهمية أي مشكلة قبل تحديد أسباب هذه المشكلة، ولذلك يجب أن نرصد معا عزيزي الزوج أسباب الخلافات التي تحدث بين الزوجين، ومن الأسباب التي ذكرها الدكتور إبراهيم جابر السيد، في كتابه "التفكك الأسري.. الأسباب والمشكلات وطرق علاجها"، والدكتور أحمد عبد اللطيف أبو أسعد، والدكتور سامي محسن الختاتنة الأستاذين بكلية العلوم التربوية بجامعه مؤتة، في كتابهما "سيكولوجية المشكلات الأسرية"، ما يلي:- أولا: أحد الأسباب الهامة التي لا يمكن أن لا نتحدث عنه هو عدم استماع أحد الطرفين للآخر، فمثلا تحتاج زوجتك لأن تتحدث معك عن ما حدث معها طوال اليوم، في حين أنك لا تريد التحدث أو تهتم بالتليفون أكثر من الحديث مع زوجتك أو العكس، فإن عدم التواصل و سماع كل طرف ما يشغل الآخر يقلل مساحة الحوار والتفاهم بينهما ويسبب مشكلات بين الزوجين. ثانيًا: إن القسوة والشدة في التعامل بين الزوجين و الإهانة حتى إذا كانت على سبيل الدعابة، فإنها تؤدي إلى مشكلات كبيرة بين الزوجين، وتؤدي إلى فقدان احترام الآخر وتقليل التعامل معه بالتدريج حتى يصل إلى مرحلة الصمت وعدم الاهتمام بالآخر. ثالثًا: إن الغيرة الشديدة بين الزوجين أحد مسببات المشكلات بينهما، فهي تزرع الشك وعدم الثقة بين الزوجين وفي حالة عدم وجود الثقة فإن تزايد المشكلات أمر طبيعي جدا لتوقع كل طرف أن الطرف الآخر يقوم بعمل خاطئ. رابعًا: ومن الأسباب أيضا عزيزي الزوج كثرة انتقادات أحد الطرفين للآخر والتركيز على الجوانب السلبية له وإهمال الجوانب الجميلة والإيجابية له، مما يؤدي إلى زيادة التركيز على المشكلات التي تحدث وإهمال الأمور الجيدة وبالتالي تقل تدريجيًا نتيجة لإهمالها. خامسًا: إن التركيز على الماضي يؤدي إلى ضياع البهجة والسعادة والتي يمكن أن نعيشها في الوقت الحاضر، وتضيع كل ما يمكن تحقيقه في الحاضر والمستقبل فعندما يركز أحد الزوجين على أخطاء الآخر في الماضي فلا يستطيع أي منهما أن يرى الأفضل الذي يحدث في الحاضر، مما يسبب الكثير من المشكلات بين الزوجين. قد يندهش البعض عندما يعلمون أن للخلافات بين الزوجين عدة فوائد ذكرها الدكتور أحمد عبد اللطيف أبو أسعد، والدكتور سامي محسن ختاتنة، ومنها:- أولا: من خلال المرور بالخلافات الزوجية يتعلم الزوجان كيف يتعاملان مع المشكلات سواء في الأسرة أو في الحياة وطرق حل هذه المشكلات وطريقة الحوار الصحيحة التي ترضي الطرفين. ثانيًا: إن الخلافات بين الزوجين تمكنهما من معرفة المشكلات والجوانب التي تحتاج إلى تحسين وتحتاج أن يتفاهم الزوجان حولها، وإعادة النظر فيها حتى لا تسبب مشكلات جديدة بينها. ثالثًا: تساعد هذه المشكلات أيضا على معرفة كل فرد بسلبياته وإيجابياته كما تبين سلبيات وإيجابيات الآخر، حيث يتمكن كل طرف من مساعدة نفسه ومساعدة الآخر لتحسين هذه السلبيات حتى لا تكون سببا في مشكلات أخرى. رابعًا: إن هذه المشكلات تشكل فرصة كبيرة لأن يكون كل من الزوج والزوجة صريحا مع الآخر، بما يدور في داخله من أفكار وآراء تساعد على فهم كل طرف للآخر وتساعد أيضا على سماع كل طرف للآخر والتفاهم والوصول لحل. عزيزي الزوج، كلما عرفنا أسباب المشكلة التي تحدث يمكن حلها والتغلب عليها بسهولة، ويذكر الدكتور كمال إبراهيم مرسي، في كتابه "العلاقات الزوجية والصحة النفسية في الإسلام وعلم النفس"، عددا من الطرق التي تساعد في حل الخلافات الزوجية بينك وبين زوجتك، منها:- أولا: يلعب استعداد كلا الزوجين لحل المشكلة أو الخلاف والتفاهم بينهما، دورًا كبيرًا في حل الخلافات الزوجية، ويحدث ذلك عندما يحاول الزوجان إقامة حوار يساعدهما على التوصل للحل وليس لتحديد الشخص الذي أخطأ مما يزيد من الخلافات والمشكلات. ثانيًا: على الزوجين الاهتمام بحل خلافاتهما أولا بأول، لأن تراكم الخلافات والمشكلات يؤدي إلى زيادة تعقيدها وصعوبة حلها وصعوبة إرضاء الطرفين، كما يجب أن يتصف الزوجان بالمرونة في التعامل مع المشكلات حتى يمكن التخلص منها لأن تمسك كل طرف برأيه وموقفه يساعد على استمرار وجود الخلافات. ثالثًا: يجب عزيزي الزوج أن يتقبل كل طرف من الطرفين اختلاف طريقة التفكير والتعبير عن المشاعر واختلاف الأشياء التي يهتم بها كل طرف من الطرفين، كما يجب أن يحترم رأي كل طرف حتى في حالة عدم موافقته على هذا الرأي. رابعًا: يجب في حالة عدم إمكانية حل الخلافات بين الزوجين، أن يستشير الزوجان شخصا يمكن أن يتدخل بحكمة دون أن يتحيز لأحد الطرفين على حساب الطرف الآخر ويساعد الزوجين على حل مشاكلهما وتقارب آرائهم لحل المشكلة بدلا من أن يكون شخصا متحيزا لأحد الطرفين ويساهم في زيادة الخلاف بينهما بدلا من حله. عزيزي الزوج، إن الخلافات بين الزوجين أمر طبيعي يحدث دائمًا، ولكن الذي يختلف هو طريقة التعامل مع هذه الخلافات فهناك من يترك هذه الخلافات لتزداد لتدمر حياته، وهناك من يستطيع التحكم فيها والسيطرة عليها ويتمكن من تحقيق السعادة لنفسه ولشريكه.