ينبغي أن ينظر الزوجان نظرة واقعية إلي الخلافات الزوجية.. فقد تكون هذه الخلافات إحدي عوامل الحوار والتفاهم إذا تم التعامل معها بطريقة سليمة.. و الأسلوب الذي يتبعه الزوجان في مواجهة الخلافات إما أن يقضي عليها تماما وإما أن يضخمها ويوسع نطاقها. ويقول د. أحمد يحيي عبد الحميد أستاذ علم الاجتماع بجامعة السويس أن القاعدة العامة في الزواج هو الاختلاف الثقافي بين الطرفين.. ونتيجة للعلاقة الزوجية يسعي كل طرف إلي تحقيق أكبر قدر ممكن من التنازل لاستمرار الحياة, وكثيرا مايحدث نوع من الصدام نتيجة عوامل إقتصادية أو إجتماعية أو نتيجة تدخل الأهل أو أسلوب تربية الأبناء مما يؤثر علي مستوي التوافق بين الزوجين فغالبا ما ينسب للزوجة أنها مقصرة في القيام بواجباتها.. وعلي الجانب الآخر قد تتهم الزوجة زوجها بأنه غير قادرعلي تحمل المسئولية أو الوفاء بالتزاماته.. وإذا وصل الأمر إلي حد الصراع فقد يحدث الطلاق.. أما إذا تم تحكيم العقل فيحدث إما الخرس الزوجي وإما الانفصال المكاني أو البحث عن شريك آخر.. وهذا كله ينعكس علي العلاقات الاسريه.. لذلك فهناك عدة أمور يجب مراعاتها عند محاولة حل أي خلاف بين الزوجين منها الابتعاد عن الكلمات الحادة والعبارات العنيفة لأنها بلا شك لها صدي يستمر حتي بعد انتهاء الخلاف علاوة علي الصدمات والجروح العاطفية التي تتراكم في النفوس.. والأفضل البحث عن حل نهائي لسبب الخلاف لأن الصمت والسكوت يعد حل سلبي مؤقت إذ سرعان ما يثور البركان عند أدني اصطدام.. فكبت المشكلة في الصدور بداية العقد النفسية وضيق الصدر فإما أن ننساها ونتركها وإما نطرحها للحل ولا بد أن تكون التسوية شاملة لكل ما في النفس وأن تكون عن رضا وطيب خاطر.ويؤكد د. أحمد علي ضرورة البعد عن الأساليب التي قد ينتصر فيها أحد الطرفين علي الآخر لأنها تعمق الخلاف مثل أساليب التهكم والسخرية أو الإنكار والرفض أو التشبث بالرأي مع الأخذ في الاعتبار أن اختلاف المرأة مع شخص تحبه يسبب لها كثيرا من الارتباك والقلق وبخاصة إذا كانت ذات طبيعة حساسة. كذلك يجب علي الزوج عدم المبادرة بحل الخلاف وقت الغضب وإنما يتريث حتي تهدأ النفوس لأن الحل في مثل هذه الأحوال كثيرا ما يكون متشنجا و بعيدا عن الصواب ومن المفروض عدم اتخاذ أي قرار إلا بعد دراسته فلا يصح أن يقول الزوج في أمر من الأمور ز ز ز ز أو نتيجه لإلحاح. ومن الأفضل أيضا تحديد موضوع النزاع والتركيزعليه وعدم الخروج عنه بذكر أخطاء أو تجاوزات سابقة أو فتح ملفات قديمة لأن ذلك يؤدي الي توسيع نطاق الخلاف.. فكل من الزوجين يجب أن يتحدث عن المشكلة حسب فهمه لها علي ألا يتصور أن رأيه حقيقة مسلم بها لاتقبل الحوار حتي لايؤدي ذلك الي إتساع الخلاف بينهما. ولابد أن يبدأ الحوار بذكر نقاط الاتفاق وطرح الإيجابيات في علاقة الزوجين ببعضهما.. فإذا قال أحدهما للآخر أنا لا أنسي فضلك في كذا ولم يغب عن بالي ما تفعله معي فإن هذا يجعل الآخر يتنازل عن الكثير من مطالبه.. كذلك يجب الاعتراف بالخطأ وأن يتحلي الجانبان بالشجاعة والثقة بالنفس وينبغي علي كل طرف شكر الآخر علي اعترافه بخطئه وثنائه عليه.. فالاعتراف بالخطأ خير من التمادي فيه وهو طريق الصواب فلا يجب إستخدامه كأداة ضغط, بل يعتبر من الجوانب المضيئة في العلاقه الزوجية كما يجب علي الزوجه إذا رأت خيرا حمدت وإن كان غير ذلك قالت كل الرجال هكذا والزوج عليه أن يعلم أنه ليس الوحيد الذي يواجه مثل هذه المشكلات وإنما معظم الأزواج يواجهونها.وأخيرا ينصح د.أحمد يحيي الأزواج بالتنازل عن آفة المشاكل وهي العناد لأنه من الصعب حل الخلاف إذا تشبث كل من الطرفين برأيه.. كما يجب أن يكون كل من الزوجين هادئا غيرمتعجل حتي يصل إلي القرار الصحيح وأن يعلم الزوجان أن السعادة تكمن في الحياة البعيدة عن القلق والخلافات وليست في المال أو الجمال أو الثقافة, لذلك يجب البعد عن التعالي.