تعد الأغاني الشعبية من الموروثات التي تتناقلها الأجيال عبر السنين، لكنها تتعرض للانقراض بموت مصادرها البشرية خاصة مع عدم تدوين أغلبها، بالإضافة إلى نظر البعض لها باعتبارها ثقافة أدنى. صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ضمن سلسلة "الثقافة الشعبية" كتاب "جنايات الرواية والسطو والتأويل على الأغانى الشعبية فى صعيد مصر" تأليف درويش الأسيوطى. اهتمام الأسيوطي بالأغانى الشعبية ليس غريبا عليه فهو جزء من مشروعه الإبداعي، حيث كان يجمع الموروث الشعبي بأشكاله المختلفة للاستعانة به في كتابة أعماله المسرحية، لكن هناك موقفاً دفعه إلى تسجيل هذا الموروث، فقد وجد أن هناك العديد من الأخطاء الموجودة في ترجمة كتاب العالم الفرنسي وأحد أبرز آباء علم المصريات، جاستون ماسبيرو "الأغاني الشعبية في صعيد مصر"، والتي تزيد على 250 خطأ، فبدأ في جمع هذا التراث وتحقيقه، وخرج بكتابه الأول "لعب العيال" عن الألعاب الشعبية في مصر، وتلا ذلك "تنويم الأطفال". ويشير المؤلف عبر فصول كتاب الجديد إلى ما وصفه ب"الجنايات" التي ارتكبت على مر السنين فى حق النصوص الشعبية إلى جانب النظرة الدونية إلى هذا الموروث؛ أولى هذه الجنايات جنايات الرواية والتدوين، التى تتمثل فى غياب الأمانة فى التدوين، أو عدم تحرى الدقة فى التدوين، أو تحكيم الذوق الشخصى والمعارف الذاتية فى صياغة النص. ويؤكد المؤلف أن أبشع أنواع التأويل هو اختلاق دلالة للمفردة من جانب من يجهل معناها لا علاقة لها بالمفردة، وكذلك جناية السطو على الموروث نفسه أى الانتحال، أو نسبته إلى غير أهله اعتمادا على شيوع ملكية الموروث وعلى عدم اهتمام الكثير من المثقفين بالحفاظ على هذا الموروث، بل للأسف النظر إليه باحتقار واستخفاف. ويحاول الكاتب أن يجلى بعض تلك الجنايات التى ارتكبت فى حق كتاب "الأغانى الشعبية فى صعيد مصر" لجاستون ماسبيرو مع إعادة تأويل لنصوص ذلك الكتاب القيم. الشاعر درويش حنفي درويش ولد عام 1946 في الهمامية - محافظة أسيوط، وحصل على بكالوريوس من تجارة عين شمس، 1973، وماجستير إدارة أعمال من جامعة عين شمس 1974. بدأ كتابة الشعر وهو ما زال طالبا، وبدأ النشر عام 1966 في المجلات والصحف المصرية والعربية مثل: الشعر، الهلال، أكتوبر، الثقافة، إبداع، القاهرة، البيان، العربي، وغيرها. دواوينه الشعرية: أغنية لسيناء (بالاشتراك) 1975 -الحب في الغربة (بالعامية) 1985- أغنية رمادية 1987 -من أسفار القلب 1994- من فصول الزمن الرديء 1995 -أغنيات للصباح 1996- بدلاً من الصمت 1998. أعماله الإبداعية الأخرى: له عدد من المسرحيات الشعرية أهمها: أوبرا (ماعت) أو نبوءة الساحر -أحلام منتصف الوقت- حفلة سمر وحشية -الرحلة عبر المسافة صفر- المخادع، بالإضافة إلى مسرحيات الفصل الواحد منها -في انتظار آدم 1984- حادث عارض 1985.