تعرض كل منا للحظة ما في حياته، لضغوطات العمل وتوتره، حتى إذا كان هذا العمل هو حلمك الحقيقي، لكن على المدى القريب تجد أن مواعيد التسليم والواجبات أصبحت تسبب لك ضغطا كبيرا يتحول إلى نفسي ثم بدني. وطبقا لما ذكرته إحصائية الجمعية النفسية الأمريكية في عام 2012، هناك حوالي 65% من المواطنين الأمريكيين يعانون من الضغط النفسي بسبب العمل فقط، كما أن هناك دراسة أخرى في عام 2013، أظهرت أن العمل أصبح مصدرا لمشاكل بدنية خطيرة وأن تلك النسبة تجاوزن 35% من العاملين، ولكن يمكنك التعامل مع كل تلك الضغوط من خلال بعض التوصيات والممارسات الفعالة حسبما ذكر موقع APA. أسباب الضغط النفسي الناتج عن العمل: - المرتبات المنخفضة - ضغوطات العمل عالي الجهد - عدم وجود فرص للترقية والتطور - العمل أصبح مصدرا للإزعاج والضجر - عدم وجود الدعم المجتمعي - عدم وضوح المهام الوظيفية - عدم حرية اتخاذ القرارات المتعلقة بالوظيفة ومهامها آثار الضغط والتوتر: آثار الضغط الناتج عن العمل لا يختفي بحصول الموظف على يوم إضافي للراحة في منزله، ولكنه يتطور ويسبب أعراض أخرى قصيرة وبعيدة المدى، أما قصيرة المدى فهي غالبا تكون آلام الجسم والصداع والأرق والنوم المتقطع وفقدان التركيز الدائم، والآثار بعيدة المدى يمكن أن تتطور لمشاكل عضوية خطيرة منها السمنة و الاكتئاب ومشاكل القلب، ووجد أن الأشخاص الذين يعانون من ضغوط العمل يلجأون لشرب الكحوليات والسجائر والأكل غير الصحي والمخدرات. خطوات إدارة الضغط: 1- تتبع تطور الضغوط احتفظ بمذكرة أو ورقة تسجل فيها المواقف التي تسبب لك الضغوط والتوتر وكيف تتغلب عليها، كما يمكنك أن تسجل أفكارك ومشاعرك في تلك اللحظات، ربما تجد أنه يمكنك تحسين شعورك بكتابة مشاعرك في دفتر أو تناول وجبتك المفضلة أو الذهاب للمشي قليلا. 2- طور قدرتك على الاستجابة بدلا من محاربة التوتر والضغط بالكحول والمخدرات، يمكنك التركيز على كيفية استجابتك من خلال ممارسة نشاط بدني أو اليوجا، أو حتى استثمار وقتك في هواية تحبها مثل قراءة الروايات أو مشاهدة الحفلات أو حتى اللعب مع عائلتك، وتذكر أن العادات الصحية مثل النوم المبكر، والحد من تناول الكافيين والمحفزات ستجعلك أقل توترا وأحسن مزاجا. 3- ضع الحدود ضع بعض الحدود العملية في حياتك، والتي تحميك من ضغوطات الحياة المتوقعة، مثل عدم فتح البريد الإلكتروني في المساء أو عدم استقبال أي مكالمات داخل المنزل، ووضع بعض تلك الحدود وجد أنه فعال جدا ويعدل من المزاج العام، بل ويجعلك أكثر طاقة وإيجابية نحو عملك في اليوم التالي ويقلل من التوتر العام. 4- اشحن طاقتك يمكنك إعادة شحن طاقتك الإيجابية والتخلص من الطاقة السلبية من خلال إيقاف العمل لفترة زمنية، حتى تستطيع التمالك من نفسك مرة أخرى، قد يكون ذلك الوقت عبارة عن راحة بسيطة لدقائق، وقد تطول لتكون أياما لتجدد شعور الاسترخاء والانتعاش. 5- تعلم كيف تسترخي الاسترخاء الجيد يأتي عبر الممارسة، مثل تقنيات التأمل والتنفس العميق التي تساعدك على التخلص من الإجهاد، كما يمكنك الاسترخاء من خلال ممارسة أشياء بسيطة مثل المشي أو التمتع بوقت بسيط دون وجود أي إلهاءات أو ضوضاء لدقائق، ويمكنك تطبيق تلك التقنيات البسيطة بصورة يومية للحصول على أسرع النتائج. 6- تحدث إلى رئيس العمل أو المشرف إذا وجدت أن عملك يسبب لك المتاعب قم بالتحدث مع رئيسك أو مديرك، ولكن بدلا من أن تتكلم معه حول قائمة المشاكل، قم بتوفير الحلول وطرق إدارة الضغط الذي تعاني منه، ثم قم بشرحها له، ويفضل أن تطلب دعم زملائك حيث أن العمل الجماعي وروح الفريق تعزز الانتهاء من المهام بأسرع وقت وأفضل كفاءة، كما أنها تحميك من الضغط النفسي وعبء المسئولية المنفرد. 7- احصل على الدعم أحيانا نجد أن الدعم الأفضل يأتي من العائلة والأفراد الذين تثق بهم، وربما يكون الأمر بسيطا جدا لكنه يحتاج زيارة لطبيب الصحة النفسية من أجل توفير المشورة السليمة للتخلص من ذلك السلوك السلبي وتوجيهك لكيفية إدارة الضغط النفسي الذي تواجهه.