تزامنا مع «عيد الأم»، اعتاد الجمهور مشاهدة عدد من الأفلام التي اهتمت بقصص المرأة وأبرزت دور وتضحيات الأم، كما أن هناك عددا من الفنانات اللاتي أجدن هذا الدور وعلقن فى ذهن الجمهور، رغم مرور سنوات عديدة، على تجسيدهن لتلك الأعمال، فإنهن اشتهرن بها، وأصبحن نموذجا لكل ما تقدمه الأم من حنان وعطاء، مما جعل الجمهور يحبهن أكثر، ولعل أغلب من قدمن تلك الأدوار كان وراء مشاعرهن المنهمرة التى أحبها المشاهدون، وجع يدور داخلهن، فبعضهن لم تتزوج والأخرى فقدت أبناءها، ونرصد أبرز 5 أمهات اشتهرن في السينما من خلال هذا التقرير. أمينة رزق «أم لم تتزوج» برعت الفنانة أمينة رزق فى تجسيد دور المرأة فى أكثر من عمل، منها: «دعاء الكروان» و«بداية ونهاية» الذى لعبت فيه دور أم مصرية فقيرة يموت زوجها فتحاول تربية أولادها الأربعة من بعده وسط أجواء من الفقر، وإتقانها للدور الذي مزجته بمشاعر وحنان، جعلها رمزا من رموز الأمومة فى السينما وحصرها فى هذا الدور، خاصة أنها قدمت دور «الأم» فى الأفلام بدءا من عام 1945 ولم تكن تتجاوز وقتها ال35 من عمرها، ورغم كل هذه العواطف، فإنها لم تتزوج ولم يكن لديها أولاد، وهو ما جعلها حالة نادرة ربما لن تتكرر في تاريخ السينما المصرية. عزيزة حلمي «أم فقدت ابنها» لعل المأساة التي عاشتها الفنانة عزيزة حلمي، التي رزقت بطفل واحد فقط ولكن الموت اختاره مبكرًا، جعلها تبرع فى تقديم أدوار الأم ومشاعر الحنان والاحتواء من خلال أدوارها، وساعدها فى ذلك ملامح وجهها الهادئ، وكان من أبرز أعمالها «ظلموني الناس، حماتي قنبلة ذرية، وسيدة القطار، وبلال مؤذن الرسول، دهب وآثار في الرمال». فردوس محمد «أم فقدت 3 أبناء» فى الثامن والعشرين من عمرها، رشحت لأول أدوارها السينمائية التى تجسد من خلالها دور أم فى فيلم «دموع الحب»، ولم يكن لديها خيار إلا أن تتقن الدور، لتلقب بعد ذلك ب«أم السينما المصرية»، على الرغم من أنها حرمت من هذا الإحساس؛ فلم تكن محظوظة مع الإنجاب في الواقع؛ إذ توفى 3 أبناء لها بعد ولادتهم، وحين رزقت بالمولودة الرابعة، أعلنت أنها تبنتها خوفا من الحسد، وذلك كما نصحتها إحدى صديقاتها المقربات، بأن تخفى الأمر، وتقول إن المولود توفي كالعادة، ولكن لم تستطع أن تمنع مشاعرها عند زواج ابنتها «سميرة»، لتعترف أمام الجميع بأنها ابنتها، وإلى جانب هذا كانت مريضة بالسرطان، وعانت في أواخر حياتها بشدة من المرض حتى رحلت عن عمر يناهز 55 عامًا. كريمة مختار «أم العيال» تعد الفنانة الراحلة كريمة مختار أشهر أم عاصر وجودها أجيالا عديدة، وبرعت فى تجسيدها لدور الأم واشتهرت ب«ماما نونا»، و«أم العيال»، قدمت العديد من الأعمال الشهيرة التي علقت فى أذهان الجمهور، ولعل بساطتها في التمثيل وحقيقة مشاعرها، جعلت الجمهور يشعر بقربها منه ويحبها، وبرزت في دور «الأم» سينمائيا في العديد من الأفلام: «ثمن الحرية، المستحيل، نحن لا نزرع الشوك، ومضى قطار العمر، والحفيد» الذى يعد من أكثر أفلامها تميزا، وكانت شهرتها ب«ماما نونة» من خلال الدراما حيث أتقنت دورها في مسلسل «يتربى في عزو» مع يحيى الفخراني، أما «العيال كبرت» فكانت من أشهر أعمالها المسرحية، التى سكنت من خلالها قلوب جمهورها. هدى سلطان «أم قوية» كما تميزت الفنانة القديرة هدى سلطان بأداء دور الأم فى عدد من المسلسلات التليفزيونية ولكنها اتسمت بالقوة فى بعض الأوقات، ومن أشهر أعمالها «الوتد»، الذى قدمت من خلاله دور «فاطمة» وهي أم ترغب فى استقرار عائلتها، تتدخل الأم في جميع اختيارات أولادها المختلفة، تحاول هذه الأم توسعة ممتلكات وأراضي العائلة، لكنها تسيطر على العائلة وزوجات أولادها ولعل مشهد مرضها وخوف أبنائها عليها من أقوى المشاهد تأثيرا، كما شاركت فى «زيزينيا، الليل وآخره، ليالى الحلمية».