أمهات السينما المصرية بلا أبناء ..

فنانات كثيرات أثرن فى السينما المصرية بإتقانهن أداء دور الأم بالرغم من عدم إنجابهن حيث فى حياتهن الخاصة من الأبناء فمنهن من عاشت دون زواج ومنهن من أصيبت بمرض منعها من الإنجاب فكان أداؤهن لدور الأم مقنعا لدرجة جعلت وجودهن فى الأفلام إشارة إلى الحنان والحب والعطاء.
فردوس محمد وشائعة الإنجاب
عندما نتذكر الأم فى السينما المصرية على الفور تقفز إلى الذهن صورة الفنانة الرائعة فردوس محمد التى أبدعت فى تجسيدها لشخصية الأم الحنونة الطيبة المتدينة التى تدعو لأبنائها.
قدمت فردوس محمد دور الأم فى العديد من الأفلام، مثل: "حكاية حب، رد قلبى، المجرم، الملاك الصغير، سيدة القصر، شباب امرأة، البنات والصيف"، ولكنها لم تحظ بنعمة الإنجاب!
فردوس محمد ولدت يوم 13 يوليو 1906م وكانت يتيمة الأم والأب وتولى أقاربها تربيتها وتزوجت وانفصلت عن زوجها فى سن صغيرة وبعد ذلك بدأت مشوارها مع الفن، ثم تعرفت على المخرج محمد إدريس وتزوجت منه، واستمر زواجهما لمدة خمسة عشر عاما حتى رحيله.
رحلت فى يوم 22 سبتمبر عام 1961م إثر إصابتها بمرض السرطان، عن عمر يناهز خمسة وخمسين عامًا وبعد رحيلها ترددت شائعات تفيد بأن لديها ابنة كانت تخفى حقيقة أمرها وتتظاهر بأنها ابنة أختها، وذلك بسبب وفاة أبنائها المستمر فور ولادتهم، ولكن هذه المعلومة غير موثقة ولا أصل لها.
أمينة رزق الأم والجدة
الفنانة القديرة أمينة رزق من أهم الأمهات فى تاريخ السينما المصرية وامتدت شخصيتها بعد ذلك حتى أصبحت من أهم الجدات فى عالم الفن والتمثيل.
ولدت أمينة رزق عام 1910 وظهرت لأول مرة على الشاشة عام 1928 من خلال الفيلم الصامت "سعاد الغجرية"، وكانت تبلغ من العمر ثمانية عشر عامًا واعتادت منذ نعومة أظافرها فى دنيا السينما على تقديم دور الأم ونجحت فيه إلى حد بعيد.
أمينة رزق جسدت دور الأم أمام ممثلين كثيرين فى مثل سنها تقريبا وفى بعض الأحيان أكبر منها سنًا على عكس غيرها من الفنانات اللآتى لم يقبلن بذلك.
وبرغم ذلك أتقنت أمينة رزق دور الأم إتقانا شديدا، لدرجة أن المشاهد لم يشعر للحظة بفارق السن البسيط بينها وبين الأبطال المشاركين معها بالعمل.
عدم إنجاب أمينة رزق، لم يأت نتيجة أسباب صحية أو عدم القدرة على الإنجاب، لكن السبب الحقيقى وراء ذلك هو عدم زواجها على الإطلاق حتى رحيلها، حيث رحلت فى عام 2003 عن عمر يناهز ثلاثة وتسعين عاما، تاركة للسينما المصرية فراغا كبيرا.
شادية .. الأم التى أبكت الجميع
شادية من الفنانات اللآتى لم ينجبن، ولكن تجسيدها لدور الأم كان أكثر من رائع لدرجة أبكت المشاهدين.
الفنانة متعددة المواهب لم تقدم دور الأم كثيرا واستطاعت أن تتقن هذا الدور إتقانا شديدا فعلى سبيل المثال فى فيلم "المرأة المجهولة" استطاعت أن ثؤثر فى المشاهد لدرجة البكاء حيث جسدت مشاهد فراقها لطفلها بإبداع شديد وكأنها أم بالفعل!
كما غنت من خلال الفيلم أغنية "سيد الحبايب يا ضنايا انت" والتى تعيش معنا حتى الآن وتعتبر هى الأغنية المفضلة لدى كل الأمهات.
https://
اختتمت شادية حياتها الفنية بفيلم "لا تسألنى من أنا" الذى حقق نجاحًا كبيرًا، وقدمت من خلاله دور الأم التى ضحت بأحد أبنائها من أجل توفير لقمة العيش لباقى أولادها.
ومن خلال فيلم "لا تسألنى من أنا" أبدعت شادية بأداء غير عادى من خلال تقديمها لشخصية الأم، حيث تمتعت بمشاعر مرهفة وقوية، لدرجة تجعلنا نعتقد أنها أم بالفعل ولكن شادية فى الحقيقة لم تنجب على الإطلاق مع إنها تزوجت عدة مرات.
مديحة يسرى وحكاية رحيل ابنها
مديحة يسرى من أكثر الفنانات تجسيدًا لدور الأم، ونجحت فيه كثيرًا، وعلى عكس الأمهات اللآتى لم ينجبن، كان لديها شاب فى ربيع عمره رحل فى حادثة طائرة.
فقدان مديحة يسرى لابنها جعلها أكثر إحساسًا بالأمومة، حيث ازدادت براعتها فى أداء شخصية الأم بعد رحيله.
ومن أجمل الأفلام التى برعت فى تقديمها لشخصية الأم: "لا تسألنى من أنا"، الذى جسدت فيه دور سيدة غير قادرة على الإنجاب وتبنت ابنة سيدة فقيرة مقابل أموال، ولكنها برعت كثيرًا فى دورها كأم غير حقيقية لهذه الابنة التى جسدت شخصيتها الفنانة يسرا
كما أبدعت فى دور الأم من خلال فيلم "الخطايا"، الذى يعتبر واحدا من أروع كلاسيكيات السينما المصرية، ومن خلال هذا الدور قدمت مديحة يسرى شخصية الأم التى تقوم بتبنى طفل هو بالأصل ابنها الذى جسده العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ.
وتتوالى أحداث الفيلم لتكشف عن صراع مشاعر الأمومة بداخلها نتيجة ظلم ابنها أمام عينيها.
سناء جميل تستبدل حلم الأمومة بالفن
الفنانة المبدعة سناء جميل إحدى النجمات اللآتى لمعن فى دور الأم وقدمته بجدارة رغم عدم إنجابها وعلى عكس فنانات كثيرات رفضت الفنانة سناء جميل الإنجاب طوال حياتها حتى تتفرغ لهوايتها الأولى والأخيرة وهى التمثيل.
لم يكن الإنجاب هو التضحية الوحيدة لسناء جميل بل ضحت قبل ذلك عند مغادرة أهلها بالصعيد من أجل العمل بالتمثيل دون موافقتهم حيث اضطرت لمقاطعتهم من أجل الاستمرار فى مهنتها المفضلة.
جسدت سناء جميل العديد من شخصيات الأم والجدة أيضا التى تأثرت بها السينما المصرية ومن بين هذه الأفلام: "الدنيا جرا فيها إيه، وسواق الهانم، واضحك الصورة تطلع حلوة والسيد كاف" وذلك إلى جانب الأعمال الدرامية التى جسدت بها الدور ذاته .. رحلت جميل فى 22 ديسمبر عام 2002 دون أن تنجب أو تعرف طعم الأمومة، واهبة كل مشاعرها لمهنتها وجمهورها.