استقبل صباح اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسى الرئيس السودانى عمر البشير فور وصوله مطار القاهرة في زيارة رسمية يقوم بها لمصر، يعقد خلالها قمة مصرية سودانية، وقد تأتي زيارة البشير إلى القاهرة في إطار مواصلة التشاور بين الرئيسين، وبحث سبل تعزيز العلاقات الأخوية التي تربط بين البلدين في كافة المجالات، وبما يسهم في تحقيق مصالح الشعبين المصري والسوداني الشقيقين. وصول الرئيسين قصر الاتحادية وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير، قصر الاتحادية بمصر الجديدة؛ لعقد جلسة مباحثات يعقبها مؤتمر صحفي بين الرئيسين. وبدأت مراسم الاستقبال الرسمية بعزف الموسيقى العسكرية للسلام الوطني للبلدين، ثم استعرض الرئيسان حرس الشرف، ثم تم تقديم فقرة غنائية بعنوان " الشمس طالعة تزور النيل" ، تلتها أغنية وطنية بعنوان "السودان لمصر .. ومصر للسودان" تعبيرا عن العلاقات العريقة بين البلدين الشقيقين. وقدمت فرقة "بلاك تيما" عرضا غنائيا بعنوان "حلوة بلادي السمرا" ، تلاها أغنية "سوداني .. مصري"، وتم عرض أغنية مصورة للصاعقة المصرية بعنوان "قالوا إيه". وحرص الرئيس السودانى عمر البشير على مصافحة كبار رجال الدولة، كما صافح الرئيس السيسي الوفد المرافق للرئيس السوداني. وعقب ذلك حرص الرئيسان على التقاط صورة تذكارية داخل قصر الاتحادية. العلاقات السودانية المصرية أمانة في قيادة البلدين هكذا بدء الرئيس السودانى حديثه داخل قصر الاتحادية قائلًا:، إن هناك إرادة سياسية قوية للتعاون مع مصر في حل كافة الإشكاليات التي تظهر على الساحة، خاصة القضايا البناءة. وأضاف "البشير" خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، المنعقد بقصر الاتحادية، "نحن أمام مرحلة تاريخية نشاهد فيه ما تعانيه منطقتنا من مشاكل نتأثر بها جميعا، ونحمد الله أننا بمنأى عنها، الأمر الذي يتطلب تقاربا وتعاونا في شتى المجالات بين الدوليتن، سواء من خلال لقاءتنا الثنائية المباشرة أو في المناسبات الإقليمية". وأشاد البشير بالعلاقات المصرية السودانية قائلا "علاقتنا بمصر تاريخية، من الناحية الجغرافية والاقتصادية، فنحن يربطنا نيل مشترك، وثقافة ودين، وكلها روابط تساهم في مزيد من التعاون، فالعلاقات السودانية المصرية أمانة في قيادة البلدين". وأوضح أنه تم مناقشة العديد من المشروعات المشتركة مع القيادات المصرية، سواء الربط النهري أو الكهربائي أو السكة الحديدية؛ لتسهيل حركة المواطنين والسلع بين البلدين، مؤكدا قوة التعاون المشترك مع مصر في شتى القضايا والمجالات. زيارة البشير تعكس الروح الإيجابية على التشاور في كافة المجالات فيما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، أن زيارة الرئيس السوداني عمر البشير تعكس الروح الإيجابية بين البلدين والحرص التام على التشاور والتنسيق والتعاون في مختلف المجالات والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وقال السيسي، في كلمته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب محادثات القمة بين الرئيسين اليوم في قصر الاتحادية، "اتفقنا خلال الاجتماع بيننا اليوم على استشراف آفاق أوسع للتعاون والتنسيق بمختلف المجالات بما يخدم مصلحة البلدين". وأضاف: «تأتى هذه الزيارة الكريمة من الأخ الرئيس عمر البشير والوفد المرافق لتعكس الروح الإيجابية بين البلدين، والحرص التام على تعزيز التشاور والتنسيق، وتوثيق أواصر التعاون في مختلف المجالات وتعزيز التشاور في القضايا ذات الاهتمام المشترك. وقد تناولت مع الرئيس البشير في المحادثات الأخوية بيننا، سبل تحقيق وتعزيز المصالح المشتركة، في ظل الاحترام الكامل للشئون الداخلية والعمل المشترك للحفاظ على الأمن القومي للبلدين، بما من شأنه رفع مستوى التعاون والتنسيق الثنائي إلى أعلى مستوى، على النحو الذي يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها الدولتان للعلاقات بينهما». وتابع: «واتفقنا كذلك على أهمية العمل على استشراف آفاق أوسع للتعاون والتشاور والتنسيق في مختلف المجالات والقضايا التي تهم البلدين، وبحث الفرص المتاحة، وتفعيل الآليات المشتركة المتعددة بين البلدين، ومن بينها اللجنة الخاصة بتعزيز التجارة والهيئة الفنية العليا المشتركة لمياه النيل، وهيئة وادى النيل للملاحة النهرية، واللجنة القنصلية، واللجنة العسكرية، ولجنة المنافذ الحدودية، وآلية التشاور السياسي على مستوى وزيري الخارجية، ولجان أخرى عديدة تعمل على تذليل أية صعوبات أو تحديات أمام تلك العلاقة الأخوية العميقة، بالاضافة الى الاتفاق ايضًا على الحفاظ على دورية انعقاد هذه الآليات بصورة منتظمة وبما يؤمن تعزيز مصالح البلدين ومعالجة أية شواغل أو تحديات قد تطرأ أمامهما». احتفالية الأسرة المصرية بالصالة المغطاة فيما شهد الرئيسان عبد الفتاح السيسي وعمر البشير، اليوم الاثنين، احتفالية الأسرة المصرية ، في الصالة المغطاة باستاد القاهرة الدولي، بدأت مراسم الحفل بحضور كثيف من كافة أطياف الشعب المصري الذين رحبوا بالرئيس السيسي ونظيره السوداني. السيسي: أمن واستقرار السودان جزء من أمن مصر كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إن "نهر النيل العظيم هو الرمز الأكبر على العلاقة الضاربة بجذورها فى عمق التاريخ بين مصر والسودان" مضيفًا خلال احتفالية الأسرة المصرية، أن هناك رغبة دائمة فى دعم العلاقات بين البلدين على كافة المستويات، استثمارًا للمصالح المشتركة والتعاون والتكامل فى كافة المجالات، ولما يتطلع إليه الشعبين. وأكد السيسي، أن كل تطور إيجابى يحدث فى السودان له أثر إيجابى على مصر وشعبها، وأن أمن واستقرار السودان، كان ولا يزال دائما جزءًا لا يتجزأ من أمن مصر. وتابع: "كل التحية والتقدير لأبناء مصر فى الخارج على مشاركتهم ووفائهم وحبهم لوطنهم". البشير: قوة مصر من قوة السودان فيما أعرب الرئيس السوداني عمر البشير عن سعادته الكبيرة بحفاوة الاستقبال من الرئيس عبدالفتاح السيسي والشعب المصري ، مؤكدا أنه ناقش مع الرئيس السيسي كافة الأمور التي من شأنها تحسين العلاقة بين البلدين وبين الشعبين الشقيقين. وأضاف البشير خلال حضوره والرئيس السيسي ، احتفالية الأسرة المصرية ": "إنجازات مصر فخر لنا جميعا ، وإن قوة مصر من قوة السودان". وأردف: "يسعدني ويشرفني أن أكون بينكم اليوم في بلدي الثاني مصر الشقيقة ، وأنا أنقل إليكم تحيات وتمنيات أشقائكم في السودان السعداء بهذا الجمع السعيد للشعبين الشقيقين ، ولا أجد نفسي في حاجة للتأكيد على المشتركات التي تربط بين بلدينا وشعبينا الشقيقين ، وهي علاقة راسخة ومتجذة وضاربة في القدم تعززها أواصر التاريخ والآمال والتطلعات المشتركة". وتابع " أعرب لكم ولأخي العزيز عبدالفتاح السيسي وللأسرة المصرية بمختلف مكوناتها وأطيافها عن شكري وتقديري لما غمرتموني به ووفدي المرافق من كريم الحفاوة واستقبال رائع ، وهو أمر ليس بغريب عن الأسرة المصرية التي نتواجد بين ذراعيها اليوم ، أخي الرئيس ، إن انجازات مصر هي فخر لنا جميعا في الشطر الجنوبي لوادي النيل ، ونحسب أن قوة مصر هي قوة السودان وأن قوة السودان هي قوة مصر". كما قال الرئيس البشير " السيدات والسادة ، لقد بحثت مع فخامة الرئيس السيسي كل ما من شأنه تحسين هذه العلاقة وتعزيز التعاون بين البلدين والشعبين ، وإنني أشكر فخامة الرئيس والأسرة المصرية على هذا التكريم المبهر الذي هو تكريم للسودان وشعبه ، وعلى الكرم الفياض ، سائلا الله تعالى أن يرعى مصر ويحفظها وأن يحقق آمال وطموحات شعبنا الشقيق نحو السلام والإزدهار ، وأرجو أن تتقبلوا شكري وشكر الشعب السوداني .. بارك الله فيكم" وطن واحد من جانبة قالت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد مستشار، رئيس الجمهورية الأسبق، إن زيارة الرئيس السودانى مصر أكدت أن هناك إدارة حكيمة لملف، حاول الكثيرون اللعب به لتوسيع الخلاف بين البلدين، رغم أهمية الروابط وضرورات الحياة التى تمتلكها الروابط والمصالح المشتركة والمصير المشترك وشريان النيل والموقع الاستراتيجي الهام للبلدين. وأضافت مستشار رئيس الجمهورية الأسبق، فى تصريحات ل«التحرير»: "الزيارة أكدت ضرورة إدراك أن مصر والسودان وطن واحد"، لافتة إلى أن الروابط بين البلدين يجب أن تكون أقوى من عبث الخائنين ومؤامرات المتآمرين. وتابعت: "مشهد الزيارة اليوم يؤكد العودة القوية لمصر وقارتها الإفريقية"، مشددة على أن "أبناء السودان هم أقرب الأشقاء لمصر.. وكان من المستهدف تشويه العلاقات بينهما". وأردفت: "يجب ترجمة زيارة الرئيس السودانى لمصر، فى الأيام القادمة لإحياء كل روابط الإنسانية والمصالح المشتركة والخير الذى يجب أن يعم على البلدين"، موضحة أن مؤامرات "لا أول لها ولا آخر" تحاك ضد التكامل بين البلدين، نظرا لما قد يسببه هذا التعاون. ترسخ لمرحلة جديدة فيما قال المرشح المصري عن شمال إفريقيا لرئاسة البرلمان الإفريقي مصطفى الجندي، المباحثات التي تمت اليوم بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير بأنها ترسخ لمرحلة جديدة من التعاون الثنائي بين مصر والسودان في مختلف المجالات. وأضاف الجندي، في تصريحاته ل"التحرير" إن تصريحات الرئيسين أكدت للعالم أن هناك علاقات تاريخية واستراتيجية ومصاهرة بين الشعبين الشقيقين، وأن أي محاولة للنيل من هذه العلاقات الخاصة سيكون مصيرها الفشل الذريع. وأشار إلى أن مصر والسودان كيان واحد وأن التعاون بينهما يجب أن يكون نموذجا تقتدي به جميع الدول الإفريقية حتى يكون لدى القارة السمراء القدرة على مواجهة جميع التحديات والمخاطر التي تواجهها. وأشاد الجندي، بتصريحات الرئيس السيسي التي أكد فيها أن نهر النيل يمثل شريان الحياة لشعوب وادي النيل وأن مصر أكدت عزمها العمل مع السودان والأشقاء في إثيوبيا للتوصل لشراكة تحقق المنفعة للجميع دون الإضرار بأي طرف مع مواصلة العمل على تنفيذ نتائج القمة الثلاثية حول سد النهضة. كما أشاد كذلك بتصريحات الرئيس عمر البشير التي أكد فيها أنه ليس لدينا خيار سوى أن نتعاون ونعمل مع بعضنا البعض وأن السودان مع مصر ومع دعم الرئيس.