«السرنجات ذاتية التدمير».. خطوة جديدة تحققها مصر في حربها ضد الفيروسات الكبدية والأمراض والأوبئة المُعدية، التي تنتقل بسبب استخدام السرنجة أكثر من مرة، فقد تم توقيع عقد شراكة بين الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات «فاكسيرا» ووزارة الإنتاج الحربي، وشركة أبوظبي للمستلزمات الطبية، لتوريد وتركيب خط إنتاج لمصنع السرنجات ذاتية التدمير بمدينة السادس من أكتوبر. ويعد هذا المصنع هو الأول في إفريقيا، إنتاجًا لهذا النوع من السرنجات الآمنة، ويستهدف إنتاج 100 مليون سرنجة سنويًا، برأسمال 5.2 مليون دولار، والمرحلة الأولى من المشروع تستهدف إنتاج 50 مليون سرنجة ذاتية التدمير، وتصل احتياجات مصر من السرنجات إلى 600 مليون سرنجة سنويا -أي أنه سيكون هناك فارق 500 مليون سرنجة-. جهات تعيد استخدام السرنجات أكثر من مرة أكد الدكتور جمال عصمت، أستاذ الكبد عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، مستشار منظمة الصحة العالمية للفيروسات الكبدية، أن السرنجات ذاتية التدمير، خطوة في غاية الأهمية، وستقلل نسب الإصابة بالفيروسات الكبدية، نظرًا لأنها تستخدم لمرة واحدة فقط. وكشف عصمت أن هناك أفرادا وجهات تُعيد استخدام السرنجات أكثر من مرة، ودليل ذلك عندما نحسب كمية السرنجات المنتجة والمستوردة، ونقارنها بالكميات التي تذهب للمحرقة، نجد أن هناك فارقا كبيرا بينهم، فإذا لم يكن يتم استخدامها مرات عديدة، فأين يذهب هذا الفارق؟ وأوضح أستاذ الكبد عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية أن السرنجات ذاتية التدمير، كانت من ضمن مطالب اللجنة القومية في عام 2014 للقضاء على فيروس سي، واشترطنا آنذاك أن يكون سعرها، نفس سعر السرنجات العادية، لأن السعر مهم للغاية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي نعيشها، مشيرًا إلى أهمية أن تكون بسعر زهيد، حيث إننا نجحنا في علاج فيروس سي، لأننا جلبنا دواء فيروس سي الأجنبي بقيمة 1% من سعره العالمي، وحينما أنتجنا الدواء المصري أصبح سعره واحدا في الألف من سعره العالمي. وناشد الدكتور جمال عصمت، المواطنين بضرورة تحليل فيروس سي، لأن هناك كثيرين لا يعرفون بإصاباتهم بالمرض، حيث إن الاكتشاف المبكر، يُسهل كثيرًا في علاج المرض. زيادة الإنتاج أكد الدكتور إيهاب الطاهر، الأمين العام لنقابة الأطباء، أن هذه السرنجات ستقلل نسب العدوى بأمراض الدم، بشكل كبير للغاية، موضحًا أن انتشار بعض الفيروسات مثل فيروس سي وغيرها من الفيروسات، يرجع لاستخدام السرنجات الطبية أكثر من مرة، مما يتسبب في نقل الأمراض، خاصة بين المدمنين، بالإضافة إلى أن عددا من الجهات تعيد استخدام السرنجات مرات عديدة. وأعرب الدكتور إيهاب الطاهر، عن تمنيه زيادة قدرة المصنع لتغطية كافة احتياجات السوق المصري، مطالبا بوقف بيع السرنجات العادية في الأسواق، للقضاء على عدوى أمراض الدم. وأوضح الطاهر أن المشكلة الأساسية تكمن في «المدمنين»، الذين يستخدمون السرنجات القديمة، بالإضافة إلى عدد من الجهات التي تعيد استخدام السرنجات القديمة، رغم أنه من المفترض أن يتم حرقها. وقالت الدكتورة آمال أحمد عبد الفتاح أستاذ الكيمياء الحيوية بكلية الصيدلة جامعة القاهرة، إن تلك السرنجات ستساهم في التقليل من نسبة الإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق الدم، عبر السرنجات المُلوثة، التي تتسب في نقل أمراض الكبد الوبائي «فيروس سي، بي» وغيرها من الأمراض. وأشاد الدكتور محفوظ رمزي، العضو المؤسس في رابطة الصيادلة لمنتجي ومصنعي الأدوية، بقرار الدكتور أحمد عماد الدين راضي، وزير الصحة والسكان، بعقد إنشاء مصنع السرنجات ذاتية التدمير داخل مصر. وأوضح رمزي أن هذه السرنجات عقب استخدامها تقوم بتدمير نفسها ذاتيا، عبر انكماشها ذاتيا، ولا يمكن استخدامها مرة أخرى، مشيرًا إلى أن أهم فائدة لهذه السرنجة، وهي تفاديها للعدوى. السوق يحتاج إلى 600 مليون سرنجة سنويًا الدكتور مصطفى أورخان المدير السابق لمركز الإنفلونزا التابع لمنظمة الصحة العالمية، إن هذا النوع من السرنجات ليس له أي أضرار تذكر، بل على العكس، سيسهم في القضاء ومحاصرة انتشار فيروسي «الأيدز، وسي»، حيث يستخدم المدمنون السرنجات المستخدمة من قبل، بخلاف السرنجات التي يُعاد تدويرها واستخدامها. وأضاف أورخان أنه من الضروري أن ينتج المصنع جميع الأحجام من هذا النوع من السرنجات، بداية من 1 سم حتى الأحجام الكبيرة، مشددًا على التوسع في إنتاج السرنجات ذاتية التدمير، عبر إنشاء مصانع أخرى لتلبية احتياجات السوق، التي تقدر ب600 مليون سرنجة سنويًا.