حملات يومية تشنها الأحياء بمختلف المحافظات من أجل القضاء على ظاهرة الكلاب الضالة، ولكنها لا تؤتي ثمارها، حيث تستقبل الأحياء يوميا آلاف الشكاوى للتخلص من هذه الظاهرة التي تسبب لهم إزعاجًا وتؤذي أطفالهم هذا إلى جانب انتشار الأمراض في بعض المناطق. النائب محمد الحسيني أكد أمس خلال اجتماع لجنة الإدارة المحلية بالبرلمان أن مسئولي الحكومة يقولون إن الإحصائيات تشير إلى وجود 18 مليون كلب ضال بخلاف القطط وأن الدولة توفر أكثر من 80 مليون جنيه للأمصال لمواجهة هذه الظاهرة التي تهدد صحة المواطنين. الدكتور ياسر الصيرفي كبير الأطباء البيطريين قال ل"التحرير" إن تفاقم ظاهرة الكلاب الضالة يؤدي إلى انتشار الأمراض، لافتا إلى أن عقر الكلاب الضالة قد يؤدي إلى الموت في حالة عدم الاتجاه الفوري إلى أقرب مستشفى موضحا أن أسنان الكلب تساعد في انتقال مرض "الريبز" والمعروف بسعار الكلب وهذا المرض ينتج عنه فيروس يؤدي إلى التهاب حاد بالمخ في حالة عدم إنقاذ المريض بشكل سريع، موضحا أن عقر الكلب يؤدي إلى شلل في البلعوم وحمى قد تؤدي إلى الموت الفوري. وعلى الصفحات الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ينشر رؤساء الأحياء صور لحملات التخلص من الكلاب الضالة، ولكن وبالرغم من شكاوي المواطنين من الكلاب الدائمة، فإنهم يوجهون انتقادات لطريقة التخلص من الكلاب الضالة عن طريق قتله، وجاءت التعليقات "حرام عليكم هو مافيش طريق تانية غير القتل"، "بدل الإجرام وقتل الكلاب ممكن تجمعوهم في مكان بعيد". الدكتور كرم مصطفى إخصائي الطب البيطري قال ل"التحرير" إن كل مديرية طب بيطري بالمحافظات بها قسم للصحة العامة يسعى للتخلص من ظاهرة الكلاب الضالة، ولكن الأزمة تكمن في المسئولين عن جمعيات الرفق بالحيوان الذين يعترضون على طريق المديرية في التخلص من الكلاب الضالة ويطالبون بتعقيم الكلاب حتى لا تتمكن من التكاثر وتركها في الشوارع بشكل طبيعي وهذا حل غير آمن لأن عدد الكلاب الضالة كبير جدا ولن يتمكن أحد من التمييز ما إذا كان تم تعقيم هذا الكلب من عدمه، لافتا إلى أن هناك مقترحا بأن يتم تجميع الكلاب الضالة وتصديرها إلى الدول التي تأكل لحوم الكلاب ولكن جمعيات الرفق بالحيوان تعترض على هذا الأمر بسبب ذبح الكلاب، لافتا إلى أن حل هذه الأزمة لدى جمعيات الرفق بالحيوان وليس لديهم حلول عملية، موضحا أن الكلاب تزعج المواطنين بالنباح، وتؤدي إلى حالة من الذعر لدى أطفال المدارس، وتؤدي إلى انتشار الأمراض وحالات الوفاة. الدكتورة منى خليل رئيس الجمعية المصرية للرفق الحيوان قالت إن حل أزمة الكلاب الضالة بسيط وهو إجراء عملية تعقيم للكلاب الضالة حتى لا تتكاثر، وبمرور الوقت ستموت وتختفي مؤكدة أن الأمر غير مكلف وأفضل بكثير من قتل الكلاب بالسم أو الرصاص. وكان الدكتور محمد الجنيدي، ممثل وزارة الصحة، قد أكد أمس خلال اجتماع لجنة الإدارة المحلية بالبرلمان أن عام 2017 سجل 430 ألف حالة عقر من الحيوانات الضالة، منها 59 حالة وفاة، مشيرا إلى أن محافظاتالبحيرة والقاهرة والشرقية والجيزة الأكثر تسجيلا للحالات، وشمال سيناءوجنوبها ومطروح الأقل، 85% من حالات العقر تتم من قبل الكلاب الضالة، و15% للقطط والفئران والحيوانات الأخرى، وقال: «بمقارنة هذه النسب بالدول الأخرى نحن في المقدمة»، وجاء الاجتماع للرد على طلب الإحاطة المقدم من النائب غريب أحمد حسان، بشأن انتشار الكلاب الضالة في المحافظات وخاصة محافظة جنوبسيناء؛ الأمر الذي يتسبب في انتشار الأمراض والأوبئة، مما يهدد حياة المواطنين.