نفت روسيا بشكل قاطع أن تكون لديها نية للدخول في سباق تسلح مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. وعلى الرغم من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن، في رسالته السنوية إلى الجمعية الفيدرالية، عن امتلاك روسيا أسلحة كثيرة متطورة وأخرى تتمتع بخصائص وقدرات جبارة تم تطويرها خلال السنوات الماضية، نفى الكرملين أن تكون روسيا تسعى إلى الدخول في سباق تسلح مع الولاياتالمتحدة، وذلك غداة الرسالة التي ألقاها الرئيس بوتين، وتباهى فيها بتطوير روسيا صواريخ جديدة، وقال إنها "لا تقهر". وأشار الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن "روسيا لا تنوي خوض سباق تسلح"، رافضا اتهامات واشنطن بأن موسكو تنتهك التزاماتها الدولية عبر تطوير هذه الأسلحة الجديدة. وقال "إننا نرفض بشكل قاطع أي اتهامات لروسيا بانتهاك أي معاهدة أو بند في القانون الدولي على صعيد نزع السلاح والحد من التسلح .. إن روسيا كانت وستبقى ملتزمة بجميع تعهداتها الدولية". وعن منظومة "سارمات" الصاروخية التي تباهى بها الرئيس بوتين، قال بيسكوف إن "الصاروخ -كما تعلمون- موجود بالفعل وتم اختباره بنجاح، هو وأنظمة أخرى ذكرها الرئيس بوتين في كلمته. وهذا جزء من ثالوثنا النووي البري والبحري والجوي". من جهة أخرى، شككت الولاياتالمتحدة في قيمة تصريحات بوتين حول الأسلحة الروسية التي لا تقهر، مشيرة إلى أنها تتابع بدقة خطوات روسيا لتطوير أسلحتها، وأن موسكو خرقت تعهداتها الدولية، وذلك في إشارة إلى اعتراف الرئيس بوتين، أثناء حديثه، بأن روسيا قامت بتطوير أسلحتها، وهو ما تعتبره واشنطن انتهاكا للمعاهدات المبرمة بين الطرفين. أما المراقبون، فقد أكدوا أن روسيا تتحدث عن نفس هذه الأسلحة منذ نهاية تسعينيات القرن العشرين، ولا جديد هناك، إلا ما يمكن أن يكون قد تم إدخاله من تعديلات بسيطة عليها. ورأوا أن تهديدات روسيا النووية والصاروخية تهدف لتطمين الداخل الروسي وإعطاء انطباع بالحفاظ على الكرامة الوطنية الروسية من أجل رص الصفوف وراء الرئيس بوتين. ومن جهة أخرى تحاول استقطاب الرأي العام الغربي للضغط على حكومات دوله بفك الحصار عن روسيا والتعامل معها.