الشاب خالد.. أشهر مطربي موسيقى الراي بالوطن العربي، وأول الفنانين العرب وصولًا بالأغنية العربية إلى العالمية، حيث بلغ صيته أقصى ربوع العالم، حاملًا لقب «ملك الراي»، بسبب النجاحات المتواصلة لألبوماته لأكثر من أربعين عامًا، وهو أحد مجددي هذا الفن إذ مزج إرث شيوخه والألحان التراثية واستخدام الإيقاعات بالآلات الموسيقية العصرية، وهو أحد أهم المطربين العرب خلال العقود الأربعة الماضية، وله شعبية كاسحة في شتى البقاع العربية والكثير من دول العالم. هو خالد حاج إبراهيم، ولد في 29 فبراير عام 1960 (وهو يوم من أيام السنة الكبيسة، أي أن مواليده لا يحتفلون بعيد ميلادهم إلا مرة واحدة كل أربع سنوات)، بحي سيدي الهاري بوهران في الجزائر، لأسرة متوسطة، حيث كان والده موظفًا بسيطًا، وبرزت ميوله الموسيقية مبكرًا، وكان يتعرض لعقاب والده الذي رفض هذا التوجه حرصًا على مساره التعليمي الذي انتهى مبكرًا، حيث طُرد من المدرسة في سن 14 عاما نتيجة غيابه المتكرر، وشارك كمتسابق دون علم والده في برنامج لاختيار المواهب اسمه «ألحان الشباب»، وتم طرده من لجنة التحكيم بعدما قدّم أغنية «يا قدس» للسيدة فيروز، وواصل علاقته بالفن من خلال المشاركة في إحياء الأفراح بمنطقته، وإلى جانبها مارس مهنًا متعددة، ومنها «جارسون» للحصول على المال. وفي عام 1974، أسس خالد فرقته الأولى «خمسة نجوم»، على غرار فرقة «جاكسون فايف» الأمريكية، وهو في عمر الرابعة عشر، وحينما بلغ العشرين بدت النزعة التجديدية القوية له في الاشتغال على أغاني الراي، من خلال إلباس النصوص والألحان التراثية للشيوخ، مضامين أكثر قربًا للشباب، وكان سباقًا إلى إدخال الآلات الغربية في هذا الفن بداية الثمانينيات، وكان للتغيير الكبير في موسيقى الراي أثر في تشجيعه على التقدم في وقت مبكر ليُصبح أشهر مطربي الراي دوليًا. وانتقل للإقامة بباريس بصفة دائمة في عام 1986، عقب التهديدات التي وُجهت له من قِبل جماعات المتشددين الإسلاميين، وسجل أول أغنية منفردة له تحت اسم Trigue Lycée، وبها بدأت شهرته في الجزائر، لكنه حقق شهرة عالمية بأغنية «دي دي» التي صدرت ضمن ألبوم بعنوان «خالد» سنة 1992، الذي كان سببًا في شهرته بفرنسا، حيث احتلت صدارة قوائم ترتيب الأغاني في عدة بلدان، وفي نفس العام أسقط اللقب «شاب» على اسمه، ثم توالت ألبوماته الناجحة مثل «نسي نسي» عام 1993، و«صحرا» عام 1996، الذي تعاون فيه مع المؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك جولدمان، وفي نفس الألبوم قدّم ثنائيًا مع المغني العالمي بيتبول Hiya Hiya. وفي عام 1997، حدثت له أزمة زوجية، حيث رفعت زوجته دعوى قضائية تتهمه بممارسة عنف زوجي عليها، وانضم خالد في عام 1999 لرشيد طه وفوضيل وإبراهيم العيوطي في حفل موسيقي بقصر أومنسبور دي باريس بيرسي بعنوان «الشموس»، وقد حقق مبيعات كبيرة آنذاك، وفي نفس العام قدّم دويتو بعنوان «قلبي» مع الفنان عمرو دياب، وحقق به نجاحًا كبيرًا، لكن الأغنية أحدثت فيما بعد خلافًا كبيرًا بين النجمين ما زال مستمرًا، وقال عن ذلك في حوار صحفي عام 2007: «عمرو خدعني.. في يوم من الأيام قال لي اسمع يا خالد أريد أن أكون معك صريحًا بخصوص الدويتو معك.. أنا محتاج لك لكي أصل إلى العالمية، وقلت له وأنا أيضًا صريح، أريد الدويتو معك لكي أصل إلى العالم العربي.. وغنينا دويتو ولكنه حذف صوتي من الدويتو وغنى بمفرده في الألبوم الذي وزعه في العالم العربي». اُختير خالد سفيرًا للنوايا الحسنة لدى منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة «الفاو» في أكتوبر 2003، وغنى دويتو مع الفنان العالمي كارلوس سانتانا في سان فرانسيسكو عام 2006، وفي نفس العام قدّم ثنائيا مع الفنانة اللبنانية ديانا حداد، وجمع بينهما ديو «ماس ولولي»، وهي الأغنية التي تم تصويرها على طريقة الفيديو كليب، كما أحيا حفلة مشتركة مع النجم محمد منير عام 2008، وتجاوز الحضور المائة والثلاثين ألف متفرج، وفي عام 2009 أصدر ألبوم liberté، الذي حقق مبيعات تجاوزت ثلاثة ملايين نسخة في أقل من شهر، ونال نجاحًا كبيرًا في أوروبا. وحظي الشاب خالد بالمشاركة في حفل افتتاح كأس العالم لكرة القدم بجنوب أفريقيا، في 11 يونيو 2010، ومن أقوى نجاحاته أغنية C'est la vie ضمن ألبوم جمعه سنة 2012 وتعاون فيه مع الموزع العالمي ريدوان، وحققت الأغنية المراكز الأولى في أوروبا وأمريكا وكندا. ويحمل خالد الجنسيتين الفرنسية والمغربية بجانب جنسيته الجزائرية الأصلية، وتربطه علاقة صداقة مع العاهل المغربي محمد السادس، وحصل على تقديرات وجوائز كثيرة عبر مسيرته الحافلة، من أهمها جائزة أحسن أغنية في فرنسا «يا الشابة» عام 1989، وتوب 50 «إم تي في» بالولايات المتحدة عام 1992، و«سيزار» الفرنسية لأحسن أغنية عام 1994 عن «1, 2, 3 soleil»، وفاز عام 2000 بجائزة الموسيقى العالمية لأفضل مطرب في الشرق الأوسط. وفي إبريل 2015، قضت محكمة باريس بتغريم خالد مبالغ كبيرة بتهمة سرقة موسيقى أغنية «دي دي» من الشاب رابح، وتمت تبرئته في 25 فبراير من عام 2016، واعتبرت محكمة فرنسية أن القضية باطلة، بعدما قدّم الشريط الأصلي للأغنية والذي عثر عليه لدى أحد المنتجين في ولاية وهران مع مئات الوثائق، التي تثبت ذلك. في عام 2017، قدّم أغنية «شباب العالم»، ترويجًا لمنتدى شباب العالم في مصر، وتنازل عن كامل أجره، وفي نهاية العام أدى مناسك العمرة في أول زيارة له للسعودية، وهناك أحيا حفله الغنائي الأول، بمدينة جدة، وشاركه الغناء نجم الراب الأمريكي نيللي.