دعت وزيرتا الدفاع لفرنسا فلورنس بارلي، وألمانيا أورسولا فون دير لاين، اليوم الجمعة، إلى ضرورة أن تتبنى أوروبا استراتيجية مستقلة في مجال الدفاع مع الإبقاء على انخراطها في حلف ال"ناتو"، وذلك في الوقت الذي يثير فيه مشروع الدفاع الأوروبي قلق واشنطن. وقالت فلورنس بارلي، في كلمتها خلال المؤتمر السنوي حول الأمن بميونخ: "عندما نتعرض للتهديد في جوارنا المباشر، خاصة في الجنوب، سيتعين علينا أن نكون قادرين على التعامل، حتى عندما ترغب الولاياتالمتحدة أو حلف الأطلسي تقليل مشاركتهما". وأضافت بارلي، أنه لذلك سيكون من الضروري أن يكون لدى أوروبا استقلالها الاستراتيجي دون إرغام الولاياتالمتحدة على المجئ بجانبها، أو تحويل إمكاناتها الاستخباراتية والمراقبة وغيرها من مهامها في أماكن أخرى. واعتبرت أن القوة المشتركة للتدخل الأوروبي - التي يدعو إلى استحداثها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون - ستسمح بإبراز ثقافة استراتيجية مشتركة بين الأوروبيين، مؤكدة تطلع أوروبا لتعزيز التعاون الدفاعي الأوروبي مع الاحتفاظ بالعلاقات العابرة للأطلسي، داعية إلى ضرورة أن تكون أوروبا أكثر تأثيرا من الناحية العسكرية، وأن تتحمل مسؤوليات أكبر داخل حلف شمال الأطلسي بشكل خاص، واصفة ذلك بأنه التحدي الأوروبي المستقبلي. من جانبه، ذكر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، أن عودة أوروبا للدفاع يجب ألا تنتهك صلاحيات التحالف، متابعا: "نرحب بهذه الجهود طالما أنها لا تنافس بل تكمل جهود الناتو"، في إشارة إلى الشواغل التي عبرت عنها الولاياتالمتحدة في اجتماع يومي الأربعاء والخميس، في بروكسل. يذكر أنه في ديسمبر 2017، أطلق الاتحاد الأوروبي تعاونا عسكريا غير مسبوق لتطوير المعدات والأسلحة أو تيسير العمليات الخارجية، كما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إقامة قوة تدخل أوروبية مشتركة قادرة على التصرف خارج الهياكل الحالية لحلف ال"ناتو" أو الاتحاد الأوروبي. وتحتضن مدينة ميونخ الألمانية، الدورة ال54 لمؤتمر الأمن، ويحضره العشرات من رؤساء الحكومات ووزراء الخارجية والدفاع ومئات من خبراء الشؤون العسكرية والأمنية.