"إسرائيل تحاول وضع خطوط حمراء جديدة للحد من الدور الروسي بسوريا".. هكذا بدأت صحيفة "هآرتس" العبرية، تقريرها اليوم الأحد، مشيرة إلى الغارات الواسعة التي شنتها قوات الاحتلال ضد بعض المواقع داخل الأراضي في حلب. وقالت الصحيفة: إن "الرسالة التي كشفها مسؤولون إسرائيليون منذ الساعات الأولى من صباح أمس السبت في معركتها على سوريا، أن الصواريخ التي أطلقت على طائرات المقاتلة الإسرائيلية لا تنتمي إلى القوة العسكرية الحقيقية في سوريا، ولكنها تابعة للاتحاد الروسي". وأضافت أن الضباط الروس هم جزء لا يتجزأ من وحدات الدفاع الجوي السوري، وكانوا يتدربون معًا ويقومون بتزويد السوريين بالصواريخ، ولم يكن من الممكن أن يكون حجم الهجوم الذي أطلقته الوحدات السورية قد تم دون معرفة روسية مسبقة، إن لم يكن هناك تورط مباشر. وأوضحت "هآرتس" أن الهجوم كان بمثابة اعتراف ضمني، بأن إسرائيل ليس لديها خيار سوى قبول هيمنة الكرملين على حدودها الشمالية. وتابعت بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيسمح لإسرائيل بمواصلة هجماتها على سوريا، لكنه لن يمنع جيش النظام من محاولة إسقاط طائرات قوات الاحتلال، فالرئيس بوتين هو الذي يدير المعرض في سوريا، وهو الذي يضع القواعد الأساسية، أي أن إسرائيل يمكن أن تقوم بتنفيذ هجمات ضد أهداف سورية وإيرانية وجماعة حزب الله، طالما أنها لا تهدد نظام بشار الأسد، الذي يدعمه بوتين منذ سبتمبر 2015. في الوقت الراهن، لم تسمح روسيالإيران بإنشاء قواعد لها في سوريا أو الاقتراب من حدود الجولان مع إسرائيل، ولكن هذا لا يعني أن الإيرانيين سيغادرون سوريا، حيث تحتاج روسيا إلى الميليشيات الشيعية التي صاغتها إيران، وتتألف من اللاجئين الأفغان لتثبيت أقدامها على الأرض، لدعم جيش الأسد. وبالتالي يسمح للإيرانيين بالقيام ببعض الهجمات، بل والتوغل أحيانًا في المجال الجوي الإسرائيلي، وطالما بقيت القوات الإيرانية مفيدة لروسيا، فإنها لن تستجيب للمطالب الإسرائيلية بمهاجمتهم، ولذلك ليس أمام إسرائيل أي خيار في الوقت الراهن سوى القبول بقواعد موسكو، وفقًا للصحيفة. واختتمت "هآرتس" بالقول: إن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حاول وضع خطوط حمراء تحد من تأثير إيران وحزب الله في سوريا، لكن جميع الأحداث تشير إلى أنه ليس هو الذي يتحكم في هذا الأمر.. إنه بوتين". جدير بالذكر أن الدفاعات الجوية السورية أسقطت طائرة إسرائيلية من طراز "إف 16" بعد غارات إسرائيلية استهدفت 12 موقعًا داخل الأراضي السورية.