طالب سيمون دادلي رئيس بلدية ويندسور بالعاصمة البريطانية لندن، حيث تقع قلعة وندسور، إذ سيقام حفل زفاف الأمير هاري وميجان ماركل، بإخلاء منطقة ويندسور من المشردين بقوة القانون، قبل الزفاف المقرر في مايو المقبل. الأمر الذي قوبل بالاستهجان من قبل العديد من السكان، والسياسيين في بريطانيا، بحسب ما نقلت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية. وأضافت "الصحيفة" اليوم السبت، أن هذا الطلب يضيع فرصة حل مشكلة المشردين التي تفاقمت خلال الفترة الماضية، حيث بدأت العديد من المجالس المحلية على مستوى البلاد في اتخاذ مواقف عقابية وقاسية، ضد المشردين، وقرر المجلس المحلي ب"هاكني" في لندن بتوقيع غرامات باهظة على من يقبض عليه نائمًا في الشوارع، وهو القرار الذي اتبعته 54 مدينة وقرية في جميع أنحاء المملكة المتحدة. ووفقًا ل"الإندبندنت" فإنه بعد ثمانى سنوات من تخفيض دعم الإسكان الاجتماعي في بريطانيا، هناك ميل لحل مشكلة التشرد في البلاد بشكل جذري، بدلًا من إخفائهم خلال فترة الزفاف فقط. وأشارت إحصائيات نشرتها منظمة "شيلتر (المأوى)" البريطانية، إلى أن هناك 78 ألف أسرة، من بينهم 120 ألف طفل، يعيشون في مساكن مؤقتة، بالإضافة إلى 9 آلاف أسرة تعيش في الشوارع، و9 آلاف آخرين يعيشون في خيام أو سيارات أو حافلات، ويأتي الشباب على قائمة الذين يعانون من التشرد. حيث كشف استطلاع للرأي أن 2 من بين كل خمسة شباب أقاموا فترة من حياتهم لدى أحد أصدقائهم أو معارفهم، لأنهم لم يجدوا مكانًا آخر يقيمون فيه. وأضافت الصحيفة أن قانون (الحد من التشرد) الجديد، من الممكن أن يحدث فارقًا، إذا جاءت مواده مشابهة للقانون الذي أقرته (ويلز)، إلا أن 550 مليون جنيه إسترليني التي خصصها القانون لحل المشكلة، لن تكون كافية في مواجهة التخفيضات في المعاشات المقدرة ب27 مليار جنيه إسترليني، وكذلك تقليل الإنفاق على بناء المزيد من الإسكان الاجتماعي من 11 مليار دولار في 2009 إلى 5 مليارات دولار في 2015. وأشارت "الإندبندنت" إلى أن الزفاف الملكي من الممكن أن يحل أزمة المشردين بدلًا من حبسهم، حيث من الممكن بناء منازل كافية لإيواء المشردين.. فعلى سبيل المثال، أظهرت الدراسات أنه يمكن إيواء ال58 أسرة المشردة في مدينة يورك مقابل 4.6 مليون جنيه إسترليني، بينما تضم ويندسور ما بين 50 إلى 60 أسرة مشردة، وهو الرقم المقارب للغاية من أرقام "يورك". وعندما تزوج الأمير وليام وكيت ميدلتون في عام 2011، جمعوا أكثر من مليون جنيه إسترليني ل26 جمعية خيرية مختلفة، فماذا لو ذهبت التبرعات لصندوق هدية الزفاف الملكي إلى قضية واحدة في مكان واحد؟ وتتشابه قضية القضاء على التشرد مع بعض الأعمال الخيرية التي قام بها الأمير هاري وميجان ماركل، ويعرف الأمير هاري بعمله في مجال الصحة العقلية التي تؤثر على 80% من الأشخاص المشردين، كما شاركت ميجان ماركل في دعم النساء والفتيات اللاتي لا يستطعن الوصول إلى المنتجات الصحية.