أمرت حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية، اليوم الأحد، بقطع الإنترنت والرسائل القصيرة قبل الاحتجاجات الجماهيرية المزمعة ضد الرئيس جوزيف كابيلا، الذى أوقفت إدارته الانتخابات بشكل مستمر. ووفقا لموقع Engadget الأمريكي، قال وزير الاتصالات إيمري أوكوندجي، لوكالة رويترز، إن هذا القرار كان ردا على العنف الذي يجري إعداده. وكان المسئولون قد منعوا المظاهرات بالبلد الذي لديه تاريخ طويل في قطع الاتصالات، ومنع الوصول إلى الشبكات الاجتماعية في محاولة لإلغاء المعارضة. وكانت لمحاولات تعطيل الاتصالات نتائج متباينة تاريخيا، إذ قرر رئيس الكونغو قطع الاتصالات، في عام 2015، وحقق هذا الأمر نجاحا كبيرا، إلا أن هذه المرة وعد المحتجون أن تكون المظاهرات قوية مع تجمع المعارضة عادة معا، إلا أن محاولة قطع الاتصال بالإنترنت والرسائل النصية القصيرة قد تجعل من الصعب التنسيق، لكن الجمهور الغاضب سيظل يجد وسيلة للتعبير عن رأيه. من ناحية أخرى، أطلقت قوات الأمن الكونغولية، الرصاص في الهواء وفرقت حشدا من المؤمنين كانوا يشاركون في قداس عبر الغاز المسيل للدموع في كنيسة في وسط كينشاسا، حيث خرجت مسيرات محظورة ضد تمديد حكم الرئيس جوزف كابيلا، تلبية لدعوة الكاثوليك. وأفاد مراسل "فرانس برس" بأن الشرطة أوقفت 12 طفلا من جوقة كاثوليكية كانوا يرنمون في مقدمة "مسيرة سلمية"، ووُضع الفتيان ال12 في آلية تابعة للشرطة فيما كانو يرتدي أحدهم صليبا كبيرا على صدره. ودعا الكاثوليك في جمهورية الكونغو الديموقراطية إلى مسيرة سلمية، اليوم، بعد سنة بالضبط من توقيع اتفاق أشرف عليه الأساقفة ينص على إجراء انتخابات أواخر 2017، من أجل تنظيم تنحي كابيلا. ولبت المعارضة والمجتمع المدني اللذان يطالبان بتنحي الرئيس كابيلا، النداء للمشاركة في هذه المسيرة المحفوفة بالمخاطر، والتي حظرتها السلطات على غرار التظاهرات السابقة في البلاد. وقال أحد المسيحيين في كنيسة مار ميخائيل، في منطقة باندالونجوا، ل"فرانس برس": "فيما كنا نصلي، دخل العسكريون وعناصر الشرطة إلى حرم الكنيسة وأطلقوا الغاز المسيل للدموع، بينما كان يقام القداس". وذكرت شانتال، إحدى أبناء الرعية: "بعض الأشخاص وقعوا أرضا والمسعفون ينعشون مسنات، لكن الكاهن لم يوقف القداس وأكمله مع المؤمنين الذين لم يهربوا". وفي كاتدرائية سيدة الكونغو في لينجوالا وهو حي شعبي في شمال كينشاسا، أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لدى وصول زعيم المعارضة فيليكس تشيسيكيدي، حسب ما أفاد مراسلو "فرانس برس". ودخل عسكريون إلى الكنيسة الرئيسية في العاصمة طالبين من الناس إخلاء المكان، وطلب الكاهن من المؤمنين "العودة إلى منازلهم بسلام بسبب وجود عدد كبير من العسكريين وعناصر الشرطة المستعدين لإطلاق النار". وفي كينشاسا، دعا "العلمانيون المسيحيون" المجتمعون تحت راية "لجنة التنسيق العلمانية" الكاثوليك الى الخروج فى مسيرة صباح الأحد بعد القداس والى حمل الأناجيل والمسابح والصلبان، ويطالب هؤلاء الرئيس كابيلا بتصريح علنى يؤكد فيه أنه لن يكون مرشحا لإعادة انتخابه. وقطعت السلطات الكونغولية الإنترنت "لأسباب أمنية متعلقة بالسلطة"، قبل هذه المسيرة تلبية لنداء الكاثوليك وانتشرت قوات الأمن في كينشاسا، حسبما أفاد مراسل "فرانس برس"، وأشارت السلطات إلى ورود معلومات حول "توزيع أسلحة" بهدف زعزعة استقرار النظام.