"إكرام الميت دفنه"، تلك المقولة المأثورة، هي أقصى أماني أسرة مصرية، داخل قرية نجع العاقولة في مركز العدوة شمال محافظة المنيا، تطلب بسرعة عودة جثمان نجلها، بعد قتله وحرقه على يد ليبي، من أجل الاستيلاء على مبلغ 800 ألف دينار. هو "سيد العابد" ابن ال 34 عامًا، صاحب محل ملابس وأحذية في منطقة الأبيار بمحافظة بني غازي الليبية، الذي قرر ترك أسرته المتواجدة داخل قرية نجع العاقولة في مركز العدوة، أقصى شمال غرب محافظة المنيا، والتوجه إلى دولة ليبيا، للبحث عن لقمة العيش، بعد أن ضاق عليه الحال، حين وضعت زوجته طفله الثاني، وبعد مرور ثلاثة أعوام، من العمل في مجالات عدة ك"المقاولات، والتجارة، وغيرها"، افتتح سيد محلا للملابس الجاهزة والأحذية. يقول، محمد العابد شقيق "سيد"، إن "المجني عليه"، هو الثاني في أشقائه بعد "قذافي"، ويصغره "رضا"، و"أحمد"، وأنه متزوج ولديه 3 أبناء هم، زياد، وشادي، ولوجي، صاحبة ال3 أعوام، وأنه قرر السفر إلى دولة ليبيا للإنفاق على أسرته، وفي يوم الجمعة الماضية الموافق 25 من نوفمبر الجاري، تلقوا اتصالًا هاتفيًا من صديقه "محمود المصري"، الذي يرافقه في السكن، وتوجد علاقة "نسب" بينهما، يفيد بالعثور على جثته محروقة، ووضعها داخل مشرحة مستشفى "1200" في الأبيار بعد مرور يوم واحد من اختفائه. وأضاف شقيقه الأكبر "قذافي" 42 عامًا، أن تحقيقات أجهزة الأمن الليبية نجحت في التوصل وضبط المتهم في قتل وحرق شقيقه، وهو شخص تربطه به علاقة طيبة يُدعى "صريت محمد رضا"، بعد أن أشربه مشروب مُخدر، واستولى على مبلغ مالي منه قدره 800 ألف دينار ليبي، هي أموال مصريين هناك، كان شقيقه يتحصل عليها لتوصيلها بالعملة المصرية إلى أسرهم في مصر، مقابل الحصول على نسبته منها عمولة التوصيل. "مش عايزين غير ندفنه في بلده"، بهذه الجملة، ناشدت الأسرة المصرية، وزارة الخاريجة المصرية، والرئيس عبد الفتاح السيسي، بسرعة التدخل وإنهاء إجرءات نقل جثمان "المجني عليه"، إلى مسقط رأسه؛ لدفنه في مقابر العائلة، موضحين أن هناك معوقات كبيرة تواجه أبناء القرية المرافقية لجثمان "نجلهم"، في إنهاء إجراءات التشريح والنقل من ليبيا إلى مصر.