مرضى: مستشفيات دمياط عاجزة عن تشخيص مرض التصلب المتعدد إحصائية: إصابة 70 ألف مواطن على مستوى الجمهورية مطالب بتوفير مركز متخصص.. و«فيسبوك» ينقذ المحتاجين باتت الأمراض عدوا للفقراء.. ومؤخرا حاول مرض «التصلب المتعدد» المعروف ب«MS» إنهاك مرضاه ماديا ومعنويا، إلا أن الإرادة القوية جمعت المصابين بهذا المرض في دمياط تحت مظلة خيرية تضيء الأمل لهم بمساعدة بعضهم بعضا للقضاء عليه. مرض «التصلب المتعدد» يهاجم جهاز المناعة في الجسم ويتلف الغشاء المحيط بالأعصاب الذي يؤدي يحميها، وهذا التلف أو التآكل للغشاء يؤثر سلبا على عملية الاتصال ما بين الدماغ وبقية أعضاء الجسم في نهاية المطاف. المرض المتخفي "التحرير" استمعت لتجارب ومعاناة عدد من المصابين بالمرض في دمياط، وكيفية تعاونهم فيما بينهم للاتحاد من أجل القضاء على ال«MS»، إذ قال أحمد محمد، البالغ من العمر 38 عامًا: «اكتشفت إصابتي بمرض التصلب المتعدد منذ 4 سنوات، بعد مرور ما يقرب من عام على إصابتي بالمرض، بسبب عدم مقدرة أي طبيب في دمياط على تشخيص حالتي بالشكل الصحيح وتحديد طبيعة المرض. وشرح محمد أعراض مرضه، قائلا: «بدأت رحلتي مع المرض بإصابة في عيني الشمال ولجأت لطبيب نظر، وبعد 5 أشهر بدأت أشعر بحالات دوخة وإغماء، ولجأت إلى دكتور جيوب أنفية، وأجريت العديد من الأشعة والتحاليل، ثم داهمني المرض في عدة أماكن متفرقة في جسدي وأنا في حالة من الجهل التام لطبيعته، إلى أن أخبرني أحد أطباء المخ والأعصاب في العاصمة أنني مريض ب(تصلب معتدد)، وبدأت في تلقي العلاج على نفقة الدولة بعد عام تقريبًا كنت أنفقت به كل مدخراتي المادية». مرضى التصلب المتعدد في دمياط يعانون من تشخيص حالتهم في بداية إصابتهم، يروي أحمد محسن، البالغ من العمر 40 عامًا، معاناته مع المرض قائلًا: «أنا كمريض لو حصلتلي مشكلة ودخلت مستشفى في دمياط وما عرفوش أنا عندي ايه ولا يتعاملوا معايا إزاي»، مؤكدًا أنه لا يوجد مركز متخصص في المحافظة لعلاج المرض أو حتى تشخيصه سواء كانت جهة طبية عامة أو خاصة. محسن اكتشف إصابته بمرض «MS» في عام 2008، و في البداية لم يوفر له التأمين الصحي علاجًا مجانيًا نظرًا لعمله موظفًا في القطاع الخاص، وكان يُعالج على نفقته الشخصية، ومن ثم تمكن في السنوات الأخيرة من الحصول على علاج على نفقة الدولة، بعد ما ترك عمله الذي كان يعد مصدر الدخل الوحيد له نظرًا لتدهور حالته الصحية وعدم قدرته على مباشرة العمل. يتسبب مرض التصلب المتعدد في إصابة الأعصاب نفسها بالضرر، وهو ضرر غير قابل للإصلاح، بحس مصدر طبي، أكد أن في بعض الحالات يفقد مرضى «MS» القدرة على المشي أو التكلم أحيانا. وأوضح المصدر الطبي أن الصعوبة الكبرى التي تواجه مرضى التصلب المتعدد تكمن في تشخيص المرض في مراحله الأولى، لأن الأعراض غالبا تظهر ثم تختفي، وقد تختفي لعدة أشهر. جهود ذاتية ويعاني 70 ألف مواطن من مرض التصلب المتعدد، بينهم ما يعادل 1000 مريض في محافظة دمياط فقط، بحسب آخر إحصائية لجمعية "رعاية " المتخصصة في رعاية مرضى التصلب المتعدد. وجمعية "رعاية" مشهرة برقم 9157 عام 2011، ودشنها مجموعة من المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد «MS» لشعورهم بحاجة المرضى وذويهم لخلق قناة اتصال بينهم و الأطباء، للعمل على تحسين الخدمة الطبية المقدمة لهم وتوفير الأدوية، ورفع مستوى الوعي لدى أهالي المرضى خاصة وباقي أفراد المجتمع بشكل عام يساعد المرضى على الاندماج داخل المجتمع وتفاعلهم في مصر. بدوره، صرح عبدالمسيح فاروق أحد مؤسسي جميعة "رعاية"، أن الدعم الذي تقدمه جمعية رعاية لمرضى التصلب المتعدد، يتمثل في منح أعضائها كارنيه عضوية يسهل لهم إجراء التحاليل والأشعة المطلوبة وما يتعلق بها بخصم قد يصل إلى 50% وأكثر من خلال مراكز طبية متعاقدة مع الجمعية. وأكد فاروق في تصريحات خاصة ل"التحرير"، عدم وجود جهة داعمة للجمعية منذ إنشائها وحتى الآن، مشيرا إلى أنها قائمة على الجهود الذاتية والتبرعات. كما دشن مرضى التصلب المتعدد في دمياط حسابًا على "فيسبوك" لتجميع أكبر عدد من المرضى، يجرون من خلالها جلسات دورية للاطمئنان على جميع الحالات وتقديم الدعم النفسي لبعضهم بعضا، وأحيانًا المادي لغير القادرين من المصابين. آلام.. ومطالب ووجه المرضى الذين قابلتهم "التحرير" رسالة إلى وزير الصحة أحمد عماد الدين يطالبون فيها بزيادة الدعم المقدم من هيئة التأمين الصحي التي تكفل عقار "جيلينيا" فقط، وتتجاهل معظم العقارات العلاجية المرتبطة بالمرض التي قد تصل تكلفتها إلى 15 ألف جنيه يتكبدها المريض. وقالت إنجي المزاحي البالغة من العمر 39 عامًا، إن هناك من مثيلاتها من المرضى من يقمن بشراء العلاج بالكامل على نفقتهن الخاصة وقد تتجاوز التكلفة إلى 20 ألف جنيه شهريًا, مضيفة: «علشان أنزل بالنهار بيلفوني في ملاية، لأني ممنوعة من التعرض لأشعة الشمس، المرض صعب ومكلف جدا». وطالبت إنجي وزير الصحة بتوفير مركز للمرضى شبيه بمستشفى القصر العيني الفرنساوي والدمرداش (في القاهرة) تخفيفا على المرضى من متاعب السفر، والأموال الطائلة التي ينفقونها شهريًا من أجل العلاج.