"هدم بدون سابق إنذار"، هذا ما أكده سكان منطقة المواردي، التي يقوم حي السيدة زينب بهدمها استعدادًا لعملية التطوير. وتقع منطقة المواردي بجوار محطة مترو السيدة زينب وتصنف تحت مسمى "العشوائيات"، بعدما تعرضت بعض منازلها للانهيار في زلزال عام 1992، يعيش بها ما يقرب من 300 أسرة، ومنذ نحو شهرين أخبرهم رئيس حي السيدة زينب بأنه سيتم هدم المنطقة بالكامل من أجل عملية التطوير، ولكنهم فوجئوا بالبدء في عملية الهدم يوم الأحد 1 أكتوبر دون إنذار مسبق. سكان المواردي: متعلقاتنا تحت الأنقاض.. ومستقبل أولادنا في خطر "التحرير" التقت عددا من سكان المواردي المشردين عقب هدم منازلهم من جانب المسئولين بحي السيدة زينب، للوقوف على تفاصيل عملية الهدم ومصيرهم بعد ذلك. عماد عبد الرازق صاحب ورشة بمنطقة المواردي، قال إنه عقب عيد الأضحى أخبرهم رئيس الحي بأنه سيتم هدم المنطقة بالكامل لتطويرها وإنه سيتم تعويضهم، ولكنهم فوجئوا مع بداية شهر أكتوبر يوم الأحد وهو إجازة الورش بقيام الحي بهدم المنازل والورش دون وجود سابق إنذار بالإخلاء، موضحًا أن الحي التزم بالحصر الذي قام به منذ عام 2004 وهو ما تسبب في ضياع حقوق العديد من المواطنين، مشيرًا إلى أن الملاك أقاموا دعوى قضائية بمجلس الدولة وتم تحديد جلسة لها 1 أكتوبر وهو تاريخ بداية الهدم ولم ينتظر الحي حكم المحكمة، موضحا أنه تم تأجيل القضية، وأن الهدم بدون سابق إنذار تسبب في سرقة جزء من الممتلكات والجزء الآخر تحت الأنقاض، قائلا "إحنا بقينا في الشارع مشردين ماعندناش مصدر رزق" لافتًا إلى أن مستقبل عدد كبير من أبناء سكان المواردي في خطر لأنهم أصبحوا بلا مأوى. ومن جانبها، قالت نعمة إمام، إنها تملك منزلا بمنطقة المواردي وهو ميراث عن جدتها منذ سنوات طويلة، وفوجئت بقرارات الهدم دون إنذار مسبق وحررت محاضر في أقسام الشرطة لأن الحي رفض تعويضها بسبب أن اسمها ليس بكشوف حصر 2004، مؤكدة أنها بعدما كانت تملك منزلا أصبحت تعيش في الخيام حتى تجد شقة بالإيجار، موضحة أن الأهالي أصبحوا مشردين ومستقبل أبنائهم في خطر. سكان المواردي مشردون ما بين الأسمرات والخيام عندما تتجول بين الأنقاض بمنطقة المواردي ستجد منازل خالية تركها أصحابها بعد وعد الحي بتسليمهم وحدات سكنية بالأسمرات، وخلف الأنقاض تجد عددا من الخيام لجأ إليها عدد كبير من السكان الذين أصبحوا بلا مأوى بعد عملية الهدم. أحمد عبد الكريم أحد أهالي منطقة المواردي وصاحب ورشة "رادياتير" قال ل"التحرير"، إن الحي وعد بتعويض السكان الذين توجد أسماؤهم بكشوف الحصر بوحدات سكنية بالأسمرات وعندما توجهوا إلى هناك فوجئوا أنه لابد من دفع مبلغ 5000 جنيه قبل التسكين مشيرًا إلى أنه هناك من لا يملك المبلغ، وأن باقي الأسر لجأوا للخيام لعدم تعويضهم بحجة أنهم غير موجودين بكشوف الحصر. وأشار عبد الكريم أنه فوجئ بالهدم في يوم أجازة الورش وعندما وصل إلى الورشة وجد متعلقاته في الشارع، وعندما سأل رئيس الحي حول التعويض عن الورشة أكد أنه لا يوجد تعويض للمحلات سوى الحصول على محل ب "سويقة المواردي" لافتا إلى أن هذا سيتطلب تغيير نشاط العمل لأن المحل مساحته لا تتناسب سوى مع مهن معينة ولا تصلح للورش قائلا " عايز بديل أكل منه عيش". وأضاف عبد الكريم أن الأهالي حرروا محاضر ولكنها حفظت لذا تقدموا بشكوى إلى رئيس نيابة السيدة زينب نصها "قام رئيس حي السيدة زينب يوم الأحد الموافق 1 أكتوبر الجاري وهو العطلة الرسمية للورش بكسر أبواب المحلات وهدم المنازل عليها دون إنذار مسبق وتقدمنا إلى شرطة السيدة زينب لعمل إثبات حالة برقم 42 أحوال بتاريخ 1 أكتوبر ورقم 45 أحوال ملحق 5344 وقد حفظت المحاضر نلتمس من سيادتكم إنصافنا من القرار الذي وقع علينا". رئيس الحي: هدم منطقة المواردي من أجل التطوير.. وتعويض السكان بوحدات الأسمرات وسط حالة من التحفظ أكد حسام رأفت رئيس حي السيدة زينب أن منطقة المواردي تقع ضمن المناطق العشوائية وسيتم إزالتها بالكامل وتعويض السكان بوحدات سكنية بحي الأسمرات، لافتا إلى أن عملية الهدم مستمرة بشكل يومي لحين الإنتهاء من المنطقة بالكامل. وأضاف رأفت أن الهدف من إخلاء المنطقة وهدم المباني هو الحفاظ على حياة المواطنين، وأن الهدم يتم من أجل التطوير.