أورد عدد من الصحف السعودية أنباءً عن بدء القناة الثقافية السعودية الرسمية، في بث فقرات فنية على شاشتها ابتداءً من منتصف ليل اليوم الإثنين. حيث نشر الحساب الرسمي لجريدة الوطن السعودية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تغريدة أكد فيها أن القناة الثقافية السعودية "ستبدأ من منتصف الليلة بث الحفلات الغنائية والبداية لسيدة الغناء العربي أم كلثوم". كما قالت صحيفة عكاظ، إنه بعد أكثر من ثلاثة عقود من المنع، ستعود كوكب الشرق للظهور مرة أخرى على شاشات قنوات المملكة الرسمية. مضيفة أن "هذا الظهور الأول من نوعه سيكون مستهلًا لحفلات غنائية، تعود معها الأصوات النسائية الطربية إلى الإعلام السعودي"، حيث سيتم عرض حفلات لنجاة الصغيرة وفيروز. ولاقى هذا القرار ردود فعل مختلفة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر عدد من المتابعين عن سعادتهم بهذا القرار، الذين طال انتظاره -على حد وصفهم. وتأتي هذه الأنباء بعد أن أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، مرسومًا ملكيًا يمنح نساء المملكة الحق في امتلاك رخص للقيادة، والسماح لهن بالقيادة في شوارع المملكة. وتشهد المملكة العربية السعودية انفتاحًا ثقافيًا غير مسبوق، خاصة بعد تولي الأمير محمد بن سلمان منصب ولي العهد السعودي العام الجاري. وكانت السعودية قد شنت حملة اعتقالات واسعة في الفترة الماضية، شملت عددًا من رجال الدين البارزين، ومنهم الشيخ سلمان العودة، والداعية عوض القرني، والداعية علي العمري. وأشار عدد من التقارير إلى أن تلك الإجراءات التي يقف خلفها ولي العهد، تعد نوعًا من التغيير في نهج وسياسة المملكة، التي كانت دولة دينية باقتدار حتى تولي بن سلمان منصبه. حيث أشارت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية في تقرير لها، إلى أن خطة الأمير الشاب هي فتح الثروة وإعطاء المواطنين حرية التصرف، مضيفة "فقد اتجه أيضًا إلى الإصلاحات الثقافية، مثل فتح دور السينما، وتعزيز الحفلات الموسيقية وغيرها من التحسينات على الحياة الاجتماعية، التي يتلهف لها السعوديون". مضيفة أن أكثر من 60٪ من السكان السعوديين تقل أعمارهم عن 30 سنة، ومن بين تلك الديموجرافية أعداد كبيرة من الشباب المحرومين غير راضين عن العقد الاجتماعي الحالي، الذي يرتبط بقواعد متحفظة صارمة تتحكم في الحياة الاجتماعية. وكانت الصحيفة قد نقلت عن أحد كبار الوزراء في الرياض القول "هذه ثورة ثقافية متخفية في الإصلاح الاقتصادي، كل شيء معلق عليه".