العمل متعلق بأزمة الهوية التي كنت أعاني منها.. والرقابة هنأتني عليه أحمد مالك ملتزم بشكل مرعب.. والكدواني ممثل خطير
ينتظر المخرج عمرو سلامة، اليوم الجمعة، معرفة تقييم لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة بالدورة الأولى من مهرجان الجونة السينمائي حول فيلمه "شيخ جاكسون"، الذي ينافس في هذه المسابقة، أمام مجموعة من الأفلام، بعد أن تم عرضه في مهرجان تورنتو السينمائي، وحصد إشادات واسعة. عمرو تحدث في حواره مع «التحرير» عن كواليس هذه التجربة السينمائية، التي تم تصويرها على فترات متقطعة، وأسباب اعتماده على إخراج قصص من تأليفه. في البداية.. كيف وجدت عرض «شيخ جاكسون» في مهرجان الجونة السينمائي؟ العرض كان عظيمًا جدًا، وذلك في المرتين اللتين تم طرح العمل خلالهما، الأولى كانت في افتتاح المهرجان والثانية بعدها ببضعة أيام، وحصدت عنه ردود أفعال طيبة للغاية. الفيلم شارك في مهرجان «تورنتو» ويستعد للمشاركة في مهرجان لندن السينمائي.. كيف ترى موقع مشاركته ب«الجونة» أمام هذين المهرجانين؟ أجد مكانة «الجونة» لا تقل أهمية عن المهرجانين الآخرين، بل إنه له مكانة خاصة في قلبي لأنه مهرجان مصري وأعرض فيه لجمهور بلدي ويشاهده أيضًا نقاد وفنانون من بلدي، ويهمني بالطبع معرفة رأيهم وكيف اتفق مع أذواقهم. تحضير وتنفيذ «شيخ جاكسون» استغرق 3 سنوات.. هل أفادتك طول مدة العمل عليه في تراجع نسبة القلق لديك عندما متابعة المتفرجين له؟ لا بالعكس، فأنا دائمًا لديّ شغف وشوق لمعرفة رأي الناس في أعمالي، مثلا ما زالت أتوتر وأقلق عند عرض أول أفلامي «زي النهارده»، ولا يبتعد عني هذا القلق أبدًا لأن عملي جزء مني. ألا ترى أن عملك لسنوات على فيلم واحد يؤدي إلى بطء خطواتك؟ لا لأنني منذ دخولي عالم الفن في عام 2008 حتى الآن قدمت 5 أفلام، ويجب أن يؤخد في الاعتبار أنني أقوم بالكتابة والإخراج في نفس الوقت، وهو ما يتطلب مدة أطول. وهل تقديمك لقصص من تأليفك يرجعل لرفضك إخراج أفلام لم تكتبها؟ لا على الإطلاق، بالعكس إن عُرض عليّ سيناريو أفضل من السيناريوهات التي كتبتها سأقدمه، وكثيرون هم المؤلفون الذين حاولت التعاون معهم منهم صلاح الجهيني،شريف نجيب، أحمد فهمي، ومحمد دياب، ربما يرجع ذلك لعدم ملائمة هذه السيناريوهات للنوع الذي أحب تقديمه، وما أقصده أنني لا أمانع التعاون مع الغير، بالعكس فإن هذا سيجعل من مهمتي أسهل. وكيف وجدت الجدل الذي حدث عقب إعلان اختيار «شيخ جاكسون» للمشاركة في مسابقة أفضل فيلم أجنبي بالأوسكار؟ الحقيقة أنني لم أتابع هذا الجدل، ولا أملك معلومة عن تفاصيل ما جرى، كل ما أعرفه أن نقابة السينمائيين رشحت فيلمي كي يشارك في الأوسكار، وهذه الطريقة متعارف عليها، وتحدث كل عام، بعد مفاضلة بين 85 فيلمًا، صحيح أنني سعيد جدًا بالاختيار، واعتبره خطوة مهمة لي، وإن كان المسؤولون بالأوسكار لم يشاهدوا العمل حتى الآن. ولماذا اخترت مايكل جاكسون تحديدًا ليكون النموذج الذي تعلق به البطل؟ كانت هذه فكرة المؤلف الشاب عمر خالد، وأنا أحببتها منه، إذ وجدتها تشبهني، فقد كنت متدينًا في وقت دراستي بالجامعة، والموضوع له علاقة بذكرياتي وحياتي وأزمة الهوية التي كنت أمر بها حتى وقت قريب، وتأثري به هذا دفعني لتقديمه. وما كواليس اختيارك لماجد الكدواني في «شيخ جاكسون»؟ ماجد أتخيله في أعمالي، وأحاول أن أجد دورًا له، ووجدت دور الأب يناسبه جدًا في الفيلم، فهو ممثل خطير وبصراحة أنا محظوظ بكل ممثلي ونجوم هذا العمل، إذ توافقت شخصياتهم الحقيقية مع أدوارهم في العمل، وذلك بالصدفة، حتى جاءت النتيجة مبهرة. وكيف كانت كواليس تحضير أحمد مالك لتقديم فترة المراهقة؟ مالك ملتزم بشكل مرعب، وكان مهووسًا بالدور من أول قراءة له، كما بذل مجهودًا رهيبًا حتى يتم تنفيذ الفيلم، ويعي جيدًا المطلوب منه، وهو من الممثلين الذين أحب الاستعانة بهم في أفلامي كما هو الوضع بالنسبة لماجد الكدواني. وماذا عن اختيارك لأحمد الفيشاوي في دور البطولة؟ كان الأنسب منطقيًا للدور، وأي شخص قرأ السيناريو كان مقتنعا بشدة بأنه أفضل شخص له. وهل حذفت أي من مشاهد الفيلم؟ بالفعل، حذفت الكثير، إذ كانت مدته ساعتين ونصف، في أول نسخة مونتاج، وحذفت منه نحو ساعة لأسباب فنية بحتة. وما موقف الرقابة من «شيخ جاكسون»؟ لم يكن لديها أي تعليق سلبي نحو هذا العمل السينمائي، بالعكس وجه القائمون عليها لي التهاني عنه. ومتى سيتم طرح «شيخ جاكسون» في السينمات؟ يجري طرحه لمدة أسبوع واحد في بورسعيد، على أن تستقبله كل دور العرض في الرابع من شهر أكتوبر المقبل. وهل كان لمنتجي العمل هاني أسامة ومحمد حفظي تدخلات في التفاصيل؟ بالعكس، أنا كنت أذهب إليهم بنفسي لأتعرف على رأيهم في كل شيء، من السيناريو حتى المونتاج، إذ تجمعنا علاقة قوية ومميزة. هل تعمدت اختلاف موضوعات أفلامك منها مثلا الرومانسية في «زي النهارده»، والكوميدية ب«صنع في مصر»، والقضية الاجتماعية مع الدينية في «لامؤاخذة»؟ لا أعمل وفق خطة محددة وواضحة المعالم، وكل فيلم أقدمه على حسب القصة التي أرغب في حكيها خلال فترة العمل عليه، ووفقا لمدى حماسي لأن أمنح هذه الحدوتة تحديدًا من سنوات عمري لأن الفيلم الواحد يستغرق مني فترة عمل تصل إلى سنتين أو ربما ثلاث سنوات، والحقيقة أني أتبع قلبي طوال الوقت، والشيء الذي أشعر أنه يضئ في عقلي أنفذه. وماذا عن مشروعاتك الفنية الجديدة؟ أحضر مسلسلا لرمضان عام 2018، بطولة عمرو يوسف، وإنتاج رامي إمام، وتأليف محمد دياب، كما أحضر فيلمًا حربيًا عن حرب العراق، إنتاج هاني أبو أسعد، ومحمد حفظي، وسأبدأ في تحضيراته بعد انتهائي من المسلسل الرمضاني.