سادت حالة من القلق بين أكثر من مليون لاجئ عربي في ألمانيا عقب إعلان نتائج الانتخابات الألمانية، وحصول حزب اليمين المتشدد على 90 مقعدًا في البرلمان الألماني، الذي يطالب بمغادرة اللاجئين ألمانيا، وله مواقف معادية للإسلام. قالت نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن صعود اليمين المتشدد في أوربا يأتي في إطار التخوف من الغرباء -المهاجرين واللاجئين- يلعبون على شعور الخوف لدى المواطنين، خصوصًا مع تزايد الأحداث الإرهابية في أوروبا الفترة الماضية. وتعقيبًا على الانتخابات الألمانية، قالت بكر إن النسبة الفعلية لأحزاب اليمين المتشدد، المتمثل في حزب «البديل من أجل ألمانيا» في البرلمان ضئيلة، ولا تؤثر على اتخاذ القرار على الإطلاق. وحصد حزب "البديل من أجل ألمانيا" 13.5 بالمئة من أصوات الناخبين ليتجاوز بذلك حزبي الخضر واليسار. لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية يدخل حزب يميني قومي البوندستاج (البرلمان الألماني) كثالث أكبر حزب في البلاد، بحصوله على 90 مقعدًا، وحل في المرتبة الثالثة في الانتخابات الألمانية التي جرت الأحد 24 سبتمبر 2017. وكان الاشتراكيون الديمقراطيون في المرتبة الثانية ب20 إلى 21%، تلاهم اليمين المتشدد (13 إلى 13,5%) واليسار الراديكالي (9%)، ثم الليبراليون والخضر. وأضافت أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، حزب البديل من أجل المانيا سيمارس ضغوطًا على اللاجئين في الفترة المقبلة. واتفق النائب طارق رضوان وكيل لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، مع ما سبق، مضيفًا أن صعود الأحزاب اليمينية المتشددة في الغرب هو رد فعل طبيعي ومنطقي للأحداث الإرهابية هناك، وسيطرة مفهوم الإسلاموفوبيا. وقلل رضوان، من أهمية تأثير أحزاب اليمين المتشدد في عملية اتخاذ القرار السياسي هناك، مشددًا على عدم تأثر اللاجئين العرب من صعود تلك الأحزاب. ووصل عدد اللاجئين الذين فتحت ألمانيا حدودها في وجوههم عام 2015 وبداية 2016، مليون شخص، أغلبهم من العرب وعلى رأسهم السوريون، حسب وزير الداخلية الألماني. الحزب معادٍ للإسلام وصف زعيم الحزب ألكسندر غاولاند الإسلام بأنه ظاهرة سياسية ليست جزءًا من ألمانيا. طرحت أليس فيدل، شريكة غاولاند في الزعامة، إحصاءات عن ارتفاع معدل جرائم العنف بين المهاجرين المسلمين وطالبي اللجوء السياسي، مشيرة إلى أن وجود عدد كبير من المسلمين يؤدي إلى "تآكل دولة القانون والنظام". ويطالب الحزب بحظر الآذان ومنع التمويل الأجنبي لبناء المساجد في ألمانيا ويعتبرها رمزًا للهيمنة الإسلامية، كما يطالب بمنع النقاب الذي يراه تعبيرًا عن خضوع نساء للرجال وإخضاع جميع الأئمة لرقابة وتدقيق الدولة. يرفع حزب البديل من أجل ألمانيا شعار عليهم الرحيل جميعا عندما يتحدث عن اللاجئين الموجودين في ألمانيا، ويدعو الحزب إلى "تنظيف" ألمانيا منهم، حتى الذين حصلوا على طلبات اللجوء القانونية، حسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في وقت سابق.